الجيش يواصل اعتقال صحفي سوداني رغم قرار النيابة بالافراج عنه
امستردام: راديو دبنقا: تقرير
على الرغم من إصدار النيابة في مدينة الدمازين قرارًا بإطلاق سراح، عضو نقابة الصحفيين السودانيين صديق دلاي، بضمانة عادية، إلا أنه لازال محتجزًا لأكثر من شهرين من قبل استخبارات الفرقة الرابعة بإقليم النيل الأزرق، وذلك بسبب مقال كتبه على صفحته (بالفيس بوك) يتناول فيه ملابسات اغتيال أحد أقربائه، الناشط بحزب المؤتمر السوداني، صلاح الدين الطيب بمعتقلات الجيش.
تصفية حسابات
في الثاني عشر من مايو الماضي، تم اعتقال دلاي عن طريق الاستخبارات، وامضى أكثر من شهر قبل ان ينقل الى القسم الأوسط بالدمازين، وقال القيادي بالحزب الوطني الاتحادي محمد حمد، الذي يرتبط بصلة قرابة مع دلاي، إن النيابة أصدرت قرارًا بإطلاق سراحه بضمانة شخصية، لكن القرار لم يُنفذ بعد، وتم نقل الملف إلى المحكمة.
واوضح في حديثه مع (راديو دبنقا) ان المعلومات غير واضحة بشأن ما إذا كان القرار صدر من النيابة وأُحيل إلى المحكمة، أم إذا كانت الاستخبارات استأنفت القضية بعد القرار.
واكد حمد ان دلاي من أكبر داعمي القوات المسلحة في حربها مع الدعم السريع، لكنه يعتقد أن هناك تصفية حسابات سياسية تقف وراء هذه القضية، على خلفية مقال دلاي عن تصفية الناشط بحزب المؤتمر السوداني بواسطة الاستخبارات في منطقة العزازي.
واضاف: المعلومات شحيحة في ظل انقطاع الاتصالات منذ أسبوعين في الدمازين، لكن حمد اكد ان أحدث التطورات تشير إلى أنه اطلق سراح دلاي( الإثنين) الماضي بقرار من قاضي المحكمة العامة، بضمان عادي، وفقا لمنشور أحد الصحفيين في الفيس بوك.
المنشور المذكور كتب بواسطة أبو مآب المنصور، أكد فيه أن دلاي تم إطلاق سراحه بأمر من قاضي المحكمة العامة في الدمازين. بالمقابل اعتبر عدد من زملاء المعتقل، أن المنشور كان مضللًا، واتهموا جهة لم -يسموها- ببث هذه المزاعم في كل حملة تطالب بإطلاق دلاي، بهدف صرف الرأي العام عنها.
ومنذ أمس، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة نشطة تدعو إلى إطلاق سراح دلاي فورًا وبدون شروط
احتجاز لإبداء الراي
واشار الصحفي مرتضى أحمد، ان دلاي، لم يغادر زنازين الاستخبارات العسكرية، وهو محتجز تعسفيًا لمدة تزيد على 65 يومًا.
واعرب عن قلقه على الوضع الصحي، للمعتقل وشدد على ضرورة كشف ملابسات اعتقاله وظروف احتجازه التي لم توضح بعد، واكد، أحمد،( لراديو دبنقا) أن عائلة زميله تواجه ظروفاً اقتصادية صعبة، وأنه هو المعيل الوحيد لهم. وطالب الافراج عنه دون أي شرط، نظرا لاحتجازه دون أي تهمة، غير التعبير عن رأيه بوقف الحرب ودعمه لهذه الدعوات.
دون مسوغ قانوني
نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم ابوادريس في مقابلته مع (راديو دبنقا) اوضح ان قضايا النشر التي اعتقل على إثرها، دلاي، تتطلب وجود مسوغ قانوني، لافتا الى اعتقال عضو النقابة، دون حجة قانونية، مما يعد انتهاكًا لحقوقه في الحرية وخرقًا للقوانين الدولية والمحلية.
واشار نقيب الصحفيين، الى القلق المتزايد بشأن الحالة الصحية لدلاي، حيث لا يُعرف بالضبط ما يحدث له داخل المعتقلات ولا كيفية معاملته. رغم المناشدات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة والمحاولات المتكررة للتوسط من عدة جهات، إلا أن هناك عدم وضوح فيما يخص إطلاق سراحه، مما يضاعف حالة الخوف على صحته وسلامته.