التحالف الاقتصادي لقوى الثورة يدعو الأمم المتحدة إعلان المجاعة في السودان
الأربعاء: 17 يوليو2024م: راديو دبنقا
طالب التحالف الاقتصادي لقوى الثورة، الأمم المتحدة ومنظماتها إعلان المجاعة في السودان، واعتبر أن الأحوال الإنسانية تجاوزت كآفة المعايير اللازمة لإعلانها. وأطلق نداءً من أجل وحدة وإرادة السودانيين نحو مواجهة خطر المجاعة وانقاذ أرواح 26.6 مليون مواطن من الجوع، بمناداة كافة السودانيين بالداخل والخارج للقيام بتوفير الدعم الإنساني الذاتي، واعتبر أن فشل الموسم الزراعي وتراجع المساحات المخصصة للصادر، الذي كان يساهم في توفير العملة الصعبة، مشيرًا إلى انخفاض قيمة الجنيه السوداني بنسبة 277%.
ودعا التحالف الاقتصادي لقوى الثورة في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا”، إعلان الأمم المتحدة ومنظماتها، السودان بأنه قطرًا واقعًا تحت خطر المجاعة، وأشار البيان إلى أن الأحوال الإنسانية تجاوزت كافة المعايير اللازمة لإعلان المجاعة.
الموت يهدد حياة 30 مليون:
وأكد بيان التحالف الاقتصادي لقوى الثورة أن الموت يهدد حياة 30 مليون مواطن بسبب الجوع والمرض من أصل 47.8 مليون مواطن، جراء صعوبة تحصلهم على الكميات الدنيا الضرورية من الغذاء. وطالب التحالف الاقتصادي، كافة قوي الثورة ومنظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج بالضغط على الحكومة، وعلى منظمات الأمم المتحدة لإعلان المجاعة في السودان.
وأطلق التحالف، الذي يضم باحثين وخبراء اقتصاديين، نداءً لكافة السودانيين بالداخل والخارج للقيام بتوفير الدعم الإنساني الذاتي نقدياً وعينياً وبالقوافل، وكل أشكال المساعدات المتوارثة والمتأصلة في تراث الشعب السوداني ودعا إلى تنسيق كل هذه الجهود مع لجان الطوارئ والتكايا المنتشرة في كآفة القري والمدن في مناطق النزاع والمناطق الآمنة.
ورأى أن يتم التنسيق أيضًا مع لجان المقاومة وفروع الجبهة النقابية وكافة منظمات المجتمع المدني، العاملة فعلياً في ميادين العمل التطوعي الإنساني بقيادة مدنية تطوعية وإرادة جماعية موحدة علي نطاق واسع، وجعل هذه التكايا كمنصات أساسية فاعلة ومستمرة لتجميع كل الموارد الذاتية وتوظيفها من أجل إنقاذ الشعب السوداني من الموت بسبب الجوع والمرض وعدم القدرة علي الانتقال للمناطق الآمنة.
وشدد التحالف الاقتصادي على دعوة منظمات الأمم المتحدة على تكثيف وتوسيع نشاطها في مواجهة مخاطر المجاعة وإنقاذ المتأثرين بها، وأوصى باتخاذ الإجراءات التحوطية اللازمة لضمان وقف المجاعة والحيلولة دون تمددها واتساعها، وذلك بالتنسيق الكامل مع التكايا ولجان الطوارئ ولجان المقاومة وفروع الجبهة النقابية على الأرض وكافة منظمات المجتمع المدني العاملة في الحقل التطوعي الإنساني.
تورط الداخل والخارج:
واتهم التحالف الاقتصادي لقوى الثورة، الأطراف الداخلية والخارجية بالتورط في هذه الحرب لإيصال الحال في السودان إلى مستوى هو الأكثر بؤساً على سطح الكوكب، ورأى أن الحاجة ملحة للفت انتباه السودانيين في الداخل والخارج، وجموع المهتمين بالأنشطة الإنسانية في العالم أجمع من الأفراد ومنظمات الأمم المتحدة، أن 26.6 مليون سوداني أي ما يتجاوز نصف سكان السودان يعيشون اليوم حالة مستعصية من انعدام الأمن الغذائي.
وأكد على تضرر حوالي 24 مليون طفل من الصراع، وذكر أن 730 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وتتزايد معدلات الوفاة بسبب الجوع أو سوء التغذية وسط الأطفال والبالغين لتتجاوز المعايير المعتمدة لتصنيف المجاعة.
وأحصى، المخاطر التي يواجهها الشعب السوداني، والتي قال بأنها تضاعفت بسبب الحرب وتتزامن مع سياسة التجويع التي تتبعها أطراف الحرب والتي تتجلي في فشل الموسم الزراعي الشتوي 2023-2024 بسبب اجتياح الدعم السريع لولاية الجزيرة، ومحاصرتها لمزارعي النيل الأبيض، وشمال كردفان وسنار، ونزوح مواطني دارفور لتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
وأرجع، توقعاته بفشل الموسم الزراعي الصيفي للعام 2024 إلى عدم التخطيط المسبق من الحكومة، وحذر من نفاد مخزون الحبوب في المناطق الآمنة خلال أيام محدودة من تاريخ اليوم.
انخفاض الجنيه بنسبة 277%:
واعتبر التحالف الاقتصادي في بيانه أن فشل الموسم الزراعي أدى إلى تشريد المزارعين وتراجع المساحات المزروعة المخصصة للصادر، الذي كان يساهم ولو بالقليل في توفير العملة الصعبة في اقتصاد الحرب المتدهور أصلًا قبل اندلاعها، وفي انخفاض قيمة الجنيه السوداني من 650 جنيه منتصف أبريل 2023 تاريخ اندلاع الحرب إلى 2450 جنيها منتصف يوليو 2024 بواقع 277% من قيمة الجنيه.
وقال: إنَّ انخفاض قيمة الجنيه السوداني ألقى بظلاله على ارتفاع أسعار السلع الضرورية والوقود، مشيرًا إلى أن سعر قطعة الخبز بلغ 125 جنيهًا في الولايات الآمنة نسبياً، و300 جنيه في الولايات المحاصرة، الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وأوضح أن سعر جوال الدقيق بلغ 50 ألف جنيه في ولاية النيل الأبيض وشمال كردفان والنيل الأزرق والمناقل، وسعر جالون الجاز 10 ألف جنيه ما يعادل 4 دولارات مشيرًا إلى أنه السعر الأعلى في العالم اليوم.
سلاسل الإمداد:
ونوه، التحالف الاقتصادي لقوى الثورة إلى أن سلاسل الإمداد لأقاليم النزاع أضحت مقطوعة تمامًا، مهددة حياة السكان بمخاطر الحصار والمجاعة والنزوح منذ أكثر من خمسة عشر شهراً. واتهم من وصفهم بتجار الحروب والأزمات من طرفي الحرب والموالين لهم، العاملين تحت حمايتهم وستارهم بجشع غير مسبوق في مضاعفة أسعار المواد الغذائية الرئيسة التي لا تكاد تسد الرمق من أجل مراكمة أرباحهم على حساب جوع الأطفال والشيوخ والمرضى.
وأرجع طلب أطراف الحرب على العملات الصعبة لمشتريات الوقود والسلاح بأنه السبب الرئيسي في انخفاض قيمة الجنيه السوداني وضعف قوته الشرائية علي شحه وانعدامه لدي المواطنين الأبرياء، ما ضاعف من عجزهم عن شراء كميات الغذاء التي تكفل لهم فقط حد الكفاف حتى في الأقاليم والولايات الآمنة.
تفاقم الوضع:
وأوضح التحالف الاقتصادي في البيان الذي حصل “راديو دبنقا” على نسخة منه، أن الوضع تفاقم نتيجة لسياسة النهب والسلب والتجويع المنظم المتمثل في سرقة المخزونات الاستراتيجية لمنظمات الأمم المتحدة، ولمصادرة محاصيل المواطنين خاصة في الجزيرة ولعرقلة ونهب قوافل الإغاثة من الوصول للمحتاجين تحت مسببات أمنية وعسكرية ولاتخاذها مؤناً لهم في حربهم.
واعتبر أن حرب الخامس عشر من أبريل 2023م في السودان تدخل شهرها السادس عشر، ولا تزال أطرافها تُسَعِّر نيرانها وتُوَسِّع رقعتها وتُضَاِّعف مآسيها على الشعب، وتابع قائلًا: “لا أمل يلوح في أفق المبادرات المطروحة للوصول لحل يراعي مصالح الشعب السوداني، ويضع حدًا لهذه الحرب”.
واعاد التحالف الاقتصادي، التذكير بأن هذه الحرب امتداد للحروب التي أشعلها عناصر النظام السابق، منذ وصولها للسلطة عام 1989م، والتي أتت على حياة الآلاف من السودانيين وعلى مدخراتهم وأصولهم الخاصة والعامة وتهدد من هم على قيد الحياة وشردت الملايين منهم وحولتهم إلى نازحين في الداخل ولاجئين في دول الجوار.