البحث عن الأمان في معسكري “كومر وإولالا”
أديس أبابا: الثلاثاء: 16/ يوليو/2024م: راديو دبنقا
تتفاقم معاناة اللاجئات السودانيات وأسرهن في معسكر “كومرو أولالا” بإقليم أمهرا على الحدود السودانية الأثيوبية، مع تراجع دور المنظمات الدولية عن معالجة أوضاعهن المعيشية وتوفير الغذاء والدواء وفشل الحكومة الأثيوبية في القيام بمسؤوليتها في توفير الحماية والأمن، ما تسبب في وقوع انتهاكات جسيمة بحق اللاجئات السودانيات وأسرهن.
بين هذا وذاك تحاول منظمات المجتمع المدني أن تتصدى لتلك الانتهاكات بحملات ضغط حقوقية وإعلامية لوقف تلك الانتهاكات وحث الجهات المسؤولة سواء المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو الدولة المضيفة بالقيام بواجباتهما، والحفاظ على أرواح هؤلاء اللاجئين الذين أصبحوا ضحايا يعانون من الجوع وانعدام الدواء والرعاية الصحية وعدم توفير التعليم لأبنائهم، كما أصبحوا هدفًا لابتزاز العصابات التي تمارس القتل والخطف وكل جرائم الحرب.
أجرت الزميلو فاطمة بريمة في برنامجها “كنداكات وميارم” الذي تعده وتقدمه ويبث عبر إذاعة “راديو دبنقا” الجمعة من كل أسبوع، أجرت حلقة نقاشية مع عدد من اللاجئات بمعسكر كومر وأولالا والتقت برئيسة منظمة لا لقهر النساء أميرة عثمان للحديث حول أوضاع اللاجئات وما يتعرضن له من انتهاكات.
منطقة غير آمنة:
وصفت رئيس منظمة لا لقهر النساء أميرة عثمان، موقف المنظمات الأممية والسلطات المحلية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في معالجة قضايا النساء اللاجئات في معسكر “كومر وأولالة” بالسلبي، إن لم يكن قائما على قهر وإذلال اللاجئين.
تؤكد “عثمان” في حديثها لبرنامج “كنداكات وميارم” الذي يبث الجمعة من كل أسبوع عبر “راديو دبنقا”، أن المكان الذي اختارته السلطات الأثيوبية لقيام المعسكر من الأساس هو مكان غير آمن في إقليم غير آمن. ولا يتوافق مع أي شرط من الشروط الخاصة بالمعسكرات، ورأت أن المفوضية كان يجب عليها أصلاً عدم القبول هذا الموقع من السلطات الأثيوبية كخيار لإقامة معسكر للاجئين.
وعددت رئيسة لا لقهر النساء مساوئ المنطقة التي يقع فيها معسكر أولالا مشيرةً إلى أن المنطقة غير آمنة وبالتالي فيها خطورة على أرواح اللاجئين السودانيين، وقالت أن اختيار السلطات الإثيوبية للمنطقة من ناحية جغرافية وأمنية صحية اختيار غير سليم، خاصة وأن المنطقة كان بها معسكر سابق للمصابين بالكوليرا، مشيرةً إلى أن التربة تحتفظ بجراثيم الكوليرا من سنتين إلى أربعة سنوات.
ومن بين المشاكل الرئيسية التي تحيط بالمنطقة مشكلة الحصول على مياه شرب نقية، وقالت إنَّ اللاجئين السودانيين يحصلون على مياه الشرب من الأنهر التي حولهم والتي مصدرها مياه الأمطار التي تجرف الجراثيم وتنزل بها على مياه الأنهر التي يشرب منها اللاجئين. ما تسبب في انتشار كثير من الأمراض والديدان والكوليرا.
حق وليس منحة:
وتقول الناشطة النسوية أن السلطات المحلية لديها مشاكل وغير قادرة على فرض سلطاتها أو تتمكن من ضمان الأمان للاجئين، ونوهت إلى أن الجهات المسؤولة في الأمم المتحدة على علم بكل التفاصيل من بداياتها وهم يقفون على راسها من ناحية نقص الغذاء والدواء من ناحية وجود مشاكل أمنية. وحينما تظهر التوترات الأمنية المنظمات تنقطع عن المنطقة لا ترسل مندوبيها.
وشددت على أنهم في هذه الحملة خططوا لها بهدف فضح هذا الواقع وطالبت بصوت عال جداً للضغط وبكل جراءة لأن هذا حق وليس منحة من أي جهة وقالت إنَّ المفوضية ورئاستها عليها مسؤولية مباشرة عما يدور فيها لحقوق اللاجئين السودانيين والسودانيات في المعسكرات في دولة أثيوبيا.
بيئة غير صحية
تقول “وفاء”: إنَّها لجأت إلى دولة أثيوبيا بسبب الحرب التي حدثت في السودان ودخلت الأرضي الإثيوبية عن طريق معبر القلابات، استقبلتها منظمة الهجرة الدولية وأرسلتها إلى معسكر “ترنسيت”، ومن ثم تم تحويلها إلى معسكر أولالا في اقليم أمهرا.
وتضيف: وجدنا أن المعسكر غير مناسب للسكن والبيئة غير صحية مليئة بالحشرات السامة والذباب، ولا تتوفر فيها خدمات ولم تقدم لهم أي خدمات صحية ولا أي دعم من المنظمات بسبب عدم توفر الأمن في المنطقة.
وتشير إلى أن تلك الظروف دفعتهم للخروج إلى الغابة وتقول: “طالبنا الجهات المختصة بمساعدة اللاجئين الموجودين في الغابة، وفي معسكر كومر جميعهم مسجونين وبعيدين تماماً عن العالم بسبب انقطاع الاتصالات والانترنت وعدم توفر الخدمات، و نحن كنساء لاجئات في معسكرات أولالا إقليم الامهرا نطالب بالإجلاء الفوري من دولة أثيوبيا لأي بلد إفريقي آمن يكفينا الانتهاكات والمعاناة التي عشناها على مدار السنة”.
ننوه إلى أن الأسم الوارد في هذا التقرير مستعارة، حفاظًا على أمن وسلامة اللاجئات في المعسكر.