زيارة آبي أحمد لبورتسودان… تحديات داخلية وتوازنات خارجية

من صفحة مجلس السيادة على فيسبوك


أمستردام: 10 يوليو 2024: راديو دبنقا
تتواصل ردود الأفعال الداخلية والخارجية على زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي، أبيي أحمد، لبورتسودان يوم الثلاثاء 9 يوليو 2024 باعتبارها أول زيارة لمسؤول أجنبي بهذا المستوى إلى السودان منذ اندلاع الحرب. وتتعدد التفسيرات لأسباب هذه الزيارة بعد فترة من التوتر في علاقات البلدين أعقبت استقبال اثيوبيا للفريق محمد حمدان دقلو وعلى أعلى مستوى خلال زيارته لأديس أبابا في نهاية شهر ديسمبر الماضي.
أكد وزير مكتب خدمات الاتصال الحكومي، لغس تولو، أن المباحثات الثنائية التي أجراها رئيس الوزراء أبي أحمد، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، كانت مثمرة. وأوضح لغس تولو في تصريح صحفي، أن هدف الزيارة هو بحث الحلول السلمية لإنهاء الصراع في السودان. وأشار إلى أن إثيوبيا والسودان يشتركان في 744 كيلومترًا من الحدود المشتركة، مما يجعل المشكلات في إحدى الدولتين تؤثر بشكل مباشر على الأخرى. كما أشار إلى الجهود التي تبذلها إثيوبيا لتشجيع القوات المتصارعة في السودان على حل خلافاتها سلميًا والعمل معًا لإحلال السلام في بلادهم، معربًا عن التزام إثيوبيا المستمر بإحلال السلام في السودان.
خطة سلام للسودان
من جانبه، كشف وزير الخارجية الأثيوبي، السفير تاي أتسقي سيلاسي، عن تقديم آبي أحمد، خطة للسلام في السودان وأن البرهان وعد بدراسة الاقتراح.
واعتبر البروفيسور سليمان بلدو، مدير المرصد السوداني للشفافية والسياسات، في حديث لراديو دبنقا أن زيارة أبيي أحمد مثلها مثل كل التحركات الأخرى معنية بمنع الاحتمالات الكارثية في حال انهارت القوات المسلحة السودانية والدولة السودانية كنتيجة لذلك. وأضاف أن أبيي أحمد معني بذلك لأن هناك أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين داخل أثيوبيا أو على المناطق الحدودية، كما أن هناك لاجئين أثيوبيين داخل حدود السودان وهذا يمثل أحد هموم أديس ابابا.
تحديات داخلية
ونوه البروفيسور سليمان بلدو إلى أن أثيوبيا لديها حاليا ما يكفي من المشاكل الداخلية ويواجه رئيس الوزراء الأثيوبي تحديات كبيرة في بلاده، ولعله أراد أن يصرف الأنظار عن التحديات الداخلية الناتجة عن المواجهات الأمنية بين قوات الحكومة الفيدرالية في أديس ابابا ومليشيا شعب الأمهرة في إقليم الأمهرة عبر زيارة السودان والظهور كرجل سلام وكقيادي على مستوى الإقليم.
واتهم مدير المرصد السوداني للشفافية والسياسيات في حديث لراديو دبنقا رئيس الوزراء الأثيوبي بالجنوح لتلميع نفسه والسعي للظهور كرجل سلام داخليا. وضرب مثلا بالحملة الضخمة لإعادة تشجير أثيوبيا، وأشرف شخصيا على زراعة ما يربو على الألف شجرة في منطقة أديس ابابا، كما قاد حملة إقليمية لتشجيع دول الجوار على ابتدار حملات مماثلة لتشجير دولهم وهو ما فعله خلال زيارته في بورتسودان بزراعة شجرة ضمن سعيه لإعطاء صورة عن نفسه كرجل سلام وقيادي إقليمي وبالتالي تقليل الضغوط الداخلية على حكومته.
تحييد الدور الاريتري
وقال سليمان بلدو أن في اعتبارات أبيي أحمد لزيارة بورتسودان نجد محاولة تحييد النفوذ الاريتري في السودان بعد قيام أسمرة بتدريب بعض جماعات المستنفرين من حركات دارفور المسلحة ومجموعات شرق السودان. ابعد أن فتحت لها اريتريا معسكرات للتدريب بإشراف الجيش الارتيري ومدربين منه، وهو تدخل يزعج أثيوبيا الرسمية وأبيي أحمد لحد كبير، وتسعى أديس ابابا لتحييد هذا النفوذ عبر تنشيط العلاقات مع الفريق عبد الفتاح البرهان.
مواجهة الدور المصري
ونبه مدير المرصد السوداني للشفافية والدراسات إلى أن زيارة أبيي أحمد جاءت في اليوم التالي لاجتماع القوى المدنية والسياسية السودانية في القاهرة بغرض إنهاء الحرب عبر إظهار أن بلاده معنية بدورها بهذا الملف وعدم ترك الساحة السودانية خالية لكي تملأ مصر هذا الفراغ. أي أنه يريد أن يوازن بين نجاح مؤتمر القاهرة للقوى المدنية والسياسية والمجتمعية السودانية بمبادرة إثيوبية لإعادة الحوار مع حكومة بورتسودان.

Welcome

Install
×