“السودان في خضم الأزمات”: زيادة الاسعار وتنامي التسول

مطبخ في بحري - المصدر: صفحة غرفة طوارئ بحري في فيسبوك

كمبالا: 10 يوليو 2024: راديو دبنقا
مـا تـزال حـرب 15 أبريل بين الجيش والدعم السريع، تلقـي بظلالهـا علـى الأوضاع الاقتصاديـة بالبلاد بما فيها الولايات التي تقع تحت سيطرة القوات المسلحة.
ويؤثـر تذبـذب الإنترنــت ونقــص الســيولة النقديــة فــي التحويــلات الماليــة عبــر التطبيقــات البنكيــة، والتي تعتبر الوســيلة الوحيــدة المتاحــة للتبــادل المالــي فــي كثيــر مــن المناطــق.
وكشف تقرير الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية(YCON) لشهر يونيو، عن (تداعيات الحرب في السودان)، و الذي حصل “راديو دبنقا” على نسخة منه، عن تفشي ظاهرة التسول والمجاعة في بعض الولايات، جراء ندرة السلع الأساسية نتيجة توقف حركة القوافل التجارية والرسوم المفروضة عليها، الى جانب الكساد وتدني القوة الشرائية، لنقص السيولة النقدية.
واشار التقرير الى تبايــن نســبة الخصم على التحويلات المالية اذ تتراوح بين 10% و15% من ولاية إلى أخرى. بالمقابل توقفت بعض البنوك عن العمل، وتم تحديد سقف للسحب النقدي من المصارف ببعض ولايات شرق السودان.
كذلك، لم يتلق عدد كبير من العاملين في مؤسسات الدولة رواتبهم، وأظهر (التقرير) ان تعدد نقاط التفتيش وفرض الجبايات على البضائع، أدت، إلى تراجع حركة الاستيراد وزيادة التكاليف، كما تسبب الحصار المفروض على ولاية شمال دارفور وإغلاق بعض الطرق التجارية في ارتفاع كبير في الأسعار ونفاد الوقود من السوق المحلي.
أسعار جنونية
وفق التقرير فان الوضع الاقتصادي في العاصمة الخرطوم يشهد تدهــورا ملحوظــا، يومــا بعــد يــوم، نتيجـة لتوقـف دولاب العمـل وارتفـاع الأسـعار جـراء الجبايـات المسـتمرة علـى التجـار من قبل قــوات الدعم السـريع، وعدم توفـر سيولة نقديـة واسـتمرار خـروج البنـوك عـن الخدمـة.
كل هذه العوامـل تسببت في ارتفاع جنونـي فـي أسعار بعض المواد الغذائية حيث بلغ كيلوجرام السكر 1000جنيه، العدس جوال زنة 20 كيلوجراما 70،000 جنيه، الفحم جوال واحد 28،000 جنيه، الملح 125 غراما 1000 جنيه.
فيما وصل سعر رطل الزيت الى 2000 جنيه، جوال البليلة العدسية 280،000 جنيه، جوال الفول المصري 240،000 جنيه، و7 قطع من الخبز تباع بقيمة 1000جنيه، بينما تتفاوت اسعار جوال الدقيق ما بين 38000 جنيه إلى 40000 جنيه.
وفي تلكوك وهمشكوريب، بولاية كسلا، لم يتم صرف أجور المعلمين، بالإضافة إلى نقص السيولة النقدية في البنوك وتحديد سقف السحب النقدي بمبلغ 200,000 جنيه فقط، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية، خاصة المواد الغذائية والضرورية.
وارتفع سعر اسطوانة غاز الطبخ بمحليـة دلقـو بالولاية الشمالية مـن (30) ألـف إلـى (35) ألـف جنيـه.
عمولات مرتفعة
بولاية الجزيرة التي تقع أجزاء واسعة منها تحت سيطرة الدعم السريع، فان اغلـب سـكان المنطقة يعتمدون علـى الزراعـة التـي ضـاع جـزء مقـدر منهـا جـراء الحـرب وعمليــات النهــب والســرقة التــي صاحبتهــا.
ويواجـه المواطنـون صعوبـات، بسبب العمـولات المرتفعة علـى التحويـلات الماليـة وصعوبـة توفـر شـبكات الاتصـال والإنترنت.
وجـزء مـنهم يقوم بالأعمال الشـاقة اليوميـة لتوفيـر قوتهـم اليومـي، فــي حيــن لــم يصــرف العاملــون فــي الدولــة ســوى أجــر شــهر واحــد طــول الفتــرة السابقة، مـع صعوبـة الحصـول علـى السـيولة النقديـة فـي ظـل توقـف البنـوك عـن العمــل بمناطــق ســيطرة الدعــم الســريع. و عــدم اســتقرار ســعر الصــرف.
وتشــهد أســواق الجزيــرة تباينا واضحــا فــي الاســعار، إذ ارتفعــت أســعار بعــض الســلع الاساســية ارتفاعـا كبيرا ِ قابلــه انخفــاض فــي أســعار المحاصيــل مــن قبــل التجــار المشــترين.
فشل الموسم الزراعي
اما في ولاية سنار التي أعلن الدعم السريع سيطرته على عاصمتها مدينة سنجة، فقد بدأ الموسـم الزراعـي هـذا العـام، ليجـد صغـار المزارعيـن وأصحـاب المشـروعات الزراعيـة، أقل حماسـا، لارتفاع تكاليـف مدخـلات الإنتـاج وانعـدام الأمن فـي مناطــق الزراعــة مثل شــرق وغــرب ســنار.
إلى جانب نهــب الآليــات الزراعيــة والمحاصيل والتقــاوي، من قبل قوات الدعم السريع، بما عــزز شــعور المزارعيــن بعــدم جــدوى الزراعـة فـي هـذا الموسـم.
ورغـم اشـتهار سـنار بثرواتهـا الحيوانيـة لا سـيما الماشـية، الا أن الولاية شـهدت ارتفاعـا غيـر مسـبوق فـي أسـعار الماشـية خلال عيـد الضحـى
جبايات الجيش
على مستوى محلية القطينة بولاية النيل الابيض، يعاني السكان من نقص في السلع الأساسية مثل الزيت والسكر، إلى جانب ارتفاع عام في الأسعار.
وتتزايد الضغوط على التجار بسبب تعدد نقاط التفتيش وفرض الجبايات من قبل قوات الجيش على حركة البضائع، مما يدفع بالتجار للامتناع عن توريد البضائع من المدن القريبة من القطينة.
وفي مدينة الدويم، تضيق فرص كسب العيش بسبب عدم صرف أجور العاملين بالدولة وعدم استحقاق المعاشيين، وفي غياب الدعم من الحكومة أو منظمات المجتمع المدني، مما يفاقم الوضع، هذا اضافة الى ارتفـاع تكاليـف مقابـلات الاطبـاء والتشـخيص والأدوية وإجـراء العمليـات.
هناك أيضًا مؤشرات على فشل الموسم الزراعي الصيفي في النيل الأبيض، وذلك بسبب عدم استعداد المؤسسات الزراعية وبنك المزارع لفصل الخريف.
فصل وإنهاء عقود
الوضع الاقتصادي في ولاية شمال كردفان ومحلياتها يعكس تدهوراً حاداً جراء الحرب والاضطرابات الأمنية. العديد من المؤسسات توقف عن صرف الأجور ولجأت إلى إجراءات الفصل وإنهاء العقود، فيما أدي النهب المستمر للبضائع إلى خروج التجار من الأسواق، كما تأثر الحرفيون لاعتمادهم على الكهرباء في عملهم. وانحصر عمل البنوك في مدينة الابيض مع إغلاقها في باقي مناطق الولاية.
التسول
انتشــرت ظاهــرة التســول فــي اسواق جنوب كردفان، لا سيما وســط شــريحة النســاء، وامتــدت
صفــوف المواطنيــن الذيــن يزاولــون الاعمــال الهامشــية عشــرات الامتــار فــي ســوق الاثنيـن بمدينـة الترتر.
وفـي محليتـي التضامـن والعباسـية بدأ الاسـتعداد لموسـم الخريف، عبر تحـرك المزارعين للحصــول علــى الوقود.
وبمحليــة قديــر وصــل ســعر جــوال الــذرة إلــى 90 ألــف جنيــه، و جـوال السـكر 105 ألـف جنيـه بمحليـة التضامـن، و سـعر (جركانـة) الزيـت إلـى 60 ألــف جنيــه وجــوال البصــل إلــى 40 ألــف جنيــه وجــوال الــذرة إلــى 40 الــف
جنيـه، بينمـا بلغ سـعر جوال الفـول السـوداني 35 ألـف جنيـه، مـع نـدرة فـي بعـض الســلع مثــل الدقيــق. وبلــغ ســعر الكيلوجــرام الواحــد مــن لحــم الضــأن 7 آلف جنيــه فــي محليــة كلوقــي، مقابل 5 الف جنيه لكيلوغــرام لحــم البقر (العجل)
ارتفاع الضرائب
تشـهد ولاية غـرب كردفـان ركـودا فـي الحركـة التجاريـة، ونـدرة فـي السـيولة النقديـة، يصاحبهمــا غــلاء فــي الاســعار وضيــق فــي فــرص العمل. وتصــل أغلــب الســلع إلــى
الولاية مــن دولــة جنــوب الســودان. ويمثــل ارتفــاع الضرائــب فــي الاخيرة عائقـا أمـام صغـار التجـار، ويقلـل مـن فـرص العمـل التـي كانـت متوفـرة، وبدل مــن أن تأتــي البضائــع مــن جنــوب الســودان أصبحــت تســتقبل مـن الضعيـن، ممـا أدى إلـى ارتفـاع أسـعار السـلع تبعـا لزيـادة تكاليـف الترحيـل لبعـد المسـافة وسـوء الاحـوال الامنيـة علـى الطريق. واتجـه الموظفـون إلـى العمـل فـي أنشـطة مختلفـة فـي السـوق بعـد توقـف صـرف الأجور.
مجاعة
يعاني سكان ولاية شمال دارفور، من اوضاعا بالغة التعقيد جراء حصار الدعم السريع على الفاشر، وتشـهد محليـات الولاية زيـادات كبيـرة فـي أسـعار السـلع الاستهلاكية، مثـل الدخـن والدقيق، خاصة في مناطق الفاشر والكومة، حيث يتجاوز الأمر بعض الأحيان إلى ما يشبه المجاعة بسبب ندرة السلع الأساسية نتيجة توقف حركة القوافل التجارية والرسوم المفروضة عليها، ونقص السيولة النقدية بسبب إغلاق البنوك وتوقف صرف الرواتب كما ذكر (التقرير).
ارتفاع غير مسبوق
وصل ســعر الدخــن، وهــو الوجبــة الرئيسـية بوســط دارفــور الى 6000 جنيــه للمد الواحد، والدامرقــة إلــى 7000 جنيــه، وهــي أســعار غيــر مســبوقة فــي الولاية.
وبلـغ سـعر جـوال السـكر زنة 50 كيلوجرام 123،000جنيـه، (جركانة) الزيـت 48،000 جنيه. أمـا جـوال العـدس فوصـل سـعره إلـى100،000جنيه، وجـوال الأرز 90،000 جنيه.
وتشـهد محليـة غـرب جبـل مـرة زيادة فـي أسـعار السـلع الغذائية والاسـتهلاكية الضروريـة، مـع اسـتمرار إغـلاق الطـرق الرئيسيـة ودخـول فصـل الخريـف. والوضـع مشـابه فــي محليــة شــمال جبــل مــرة.
وقود مستورد
في شرق دارفور بلغ سعر جوال الدخن 135،000 جنيه، بما يعادل 6000 جنيه للملوة ، جوال السكر 135،000 الكيلوجرام بـ 400,2 جنيه
كرتونة الصابون 44،000 جنيه، اي ما يعادل 500 جنيه للصابونة الواحدة، جوال الدقيق 46،000 جنبه، جوال البصل 150،000 جنيه، (جركانة) الزيت 42،000 جنيه، القارورة الواحدة بـ 1500 جنيه، جوال اللبن المجفف لكبير 134،000 جنيه.
ولوحــظ ارتفــاع فــي أســعار الوقــود المســتورد مــن ليبيــا عن طريــق الفاشــر – مليــط، جـراء الحـرب، إذ بلـغ سـعر (جركانـة) الوقـود 46 الـف جنيـه سـوداني.
تراجع التجارة الحدودية
تراجعـت التجـارة الحدوديـة بإقليم النيل الازرق، مـع أنهـا تمثـل مصـدر الدخـل الرئيسي للسـكان علـى طـول الحدود مـع إثيوبيـا، جـراء التوتـرات الامنيـة بيـن البلديـن، وشهد الإقليم زيادة في أسـعار الادويـة مـع دخـول فصـل الخريـف وصعوبـة النقـل والترحيـل مـن ميناء بورتسـودان.
ويغطي تقرير (YCON) الفترة من اول يناير 2024 إلى يونيو الماضي، ويتناول الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للحرب، بالإضافة إلى حركات اللجوء والنزوح، وأوضاع النازحين واللاجئين في المخيمات، بالاعتماد على البيانات الأولية والثانوية التي جمعها مراقبو الشبكة المحليون الموزعون على جميع ولايات السودان

Welcome

Install
×