نازحون من الدندر: عشنا خمسة أيام من الرعب

النازحون من سنجة إلى الدندر -تصوير : الجوكر

القضارف: 8 يوليو 2024: راديودبنقا

“أمضينا خمسة أيام عصيبة داخل مدينة الدندر، سقطت في منزل أسرتنا قذيفة “آر بي جي” دون أن تخلف خسائر في الأرواح، كما اخترق الرصاص نوافذ المنزل، ظللنا طوال الوقت تحت الأسّرة، ولم نتمكن من تجهيز الطعام لأطفالي ووالدنا ” تقول نازحة من الدندر بولاية سنار وصلت إلى القضارف يوم الجمعة الماضي لراديو دبنقا.

وتضيف النازحة “إبني يعاني من الانيميا وفقر الدم المنجلي وعندما زرنا الطبيب بعد وصولنا إلى القضارف وجدنا أن نسبة الهيموغلوبين تراجعت إلى 33. لم أكن قادرة على تجهيز الطعام لإبني منذ هجوم الدعم السريع، كنا نقضي يومنا تحت الأسرة خوفاً من اصابتنا بالرصاص العشوائي كما عانى أطفالنا من الرعب والهلع “.

واستولت قوات الدعم السريع على مدينة الدندر، يوم الأحد من الأسبوع الماضي، بعد يوم من سيطرتها على سنجة.

وقالت النازحة، التي فضلت حجب اسمها، إنها نزحت أصلاً من مدينة بحري بعد اندلاع الحرب في ابريل من العام الماضي، واستقرت منذ ذلك الحين في منزل ذويها بالدندر، وأضافت ” كنا نعتقد أننا في مأمن من هجمات الدعم السريع وإنهم لن يصلوا إلى الدندر”.

وقالت إنهم فوجئوا، يوم السبت من الأسبوع الماضي، باكتظاظ مدينة الدندر  بالنازحين، معظمهم من النساء والأطفال، الفارين من سنجه بعد أن سيطرت عليها قوات الدعم السريع، كما شهدت طرقات المدينة حركة متسارعة للمركبات مع ارتفاع ضجيجها  طوال الليل، بينما شهد جسر الدندر ازدحاماً للمركبات وصفوف طويلة مع حالة من الرعب والخوف.

وتضيف النازحة: ” صبيحة ذات اليوم اشترينا مواد غذائية من السوق وعدنا إلى المنزل حيث كان والدي وهو مسن من ذوي الإعاقة يرفض الخروج من الدندر”.

وقالت “إن قوات الدعم السريع اقتحمت المدينة يوم الأحد وأطلقت القذائف المدفعية والرصاص دون أي رد من الجيش” وأشاروا إلى أن معظم سكان المدينة بدأوا في النزوح مباشرة إلى القرى المجاورة للكبرى.

وبحسب تقارير أممية فإن العدد الكلي للنازحين من ولاية سنار إلى بقية الولايات بلغت 136 الف نازح، بينما بلغ عدد النازحين إلى القضارف أكثر من 60 الف نازح.

تخريب واسع

وأوضحت إن قوات الدعم السريع التي هاجمت الدندر عاثت في المدينة فساداً، وحطمت أقفال المحلات التجارية في السوق، ونهبت عربات المواطنين من داخل المنازل، وأضافت ” استضفنا في منزلنا أسرة نازحة من سنجة مكونة من أب وام وبنتين وطفلة وأخفينا سيارتهم داخل المنزل وأضاف ” ولكن أفراد الدعم السريع تسوروا المنزل، وأجبروا الرجل على تسليمهم مفتاح السيارة، حيث أداروا محركها ونهبوها”.

وظلت قوات الدعم السريع تنفي ارتكابها أي عمليات نهب في ولاية سنار حيث قال المك عبيد أبو شوتال في مقابلة مع راديو دبنقا الأسبوع الماضي: ” قواتنا لا تهدف إلى النهب بل إلى السيطرة على المدن”.

وأشارت النازحة إلى توقف القصف في اليوم الثاني ” الاثنين” وتضيف “لكن أفراد الدعم السريع تسوّروا منزلهم أكثر من مرة وسألوا عن مكان سيارتنا ولكننا أخبرناهم بأننا لا نملك أي سيارة، وسألنا أحد الأفراد: “أين الجيش قلنا له لا ندري” كما طلب منا فتح إحدى الغرف المغلقة في المنزل ولكنه لم يجد فيها شيئاً”.

وقالت: ” خلال اليوم الثالث ” يوم الثلاثاء ” شهدت المدينة حالة من الرعب، كان هنالك قصف متبادل استمر لمدة ثلاث ساعات، حيث كان الجيش يقصف من الاتجاه الشرقي بينما ترتكز قوات الدعم السريع في وسط المدينة”.

وأشارت إلى تزامن القصف مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي وشبكة الاتصالات وقالت قضينا طوال اليوم تحت الأسرة ولم نتمكن من صناعة الطعام لأطفالنا”.

ونهبت إلى انسحاب قوات الدعم السريع من المدينة في اليوم الرابع ” يوم الأربعاء” وأضافت ” سمعناهم يتحدثون عن تأمين الشارع ثم أطلقوا القذائف المدفعية في الهواء أثناء الانسحاب قبل أن تدخل المدينة قوة أخرى علمنا لاحقاً إنها تتكون من الجيش والحركات المسلحة”.

ولفتت إلى أن قوات الدعم السريع خلفت خراباً واسعاً في المدينة خاصة السوق، مع نزوح معظم المواطنين من المدينة في ظل عدم توفر الماء والكهرباء وأضافت ” قوات الدعم السريع نهبت عدداً كبيراً من العربات، وإنها لم تترك سوى العربات المتعطلة بالمدينة أو التي نفد وقودها، كما كسرت أقفال جميع المحلات التجارية، وبعثرت البضائع في الطرقات، بينما شرع المواطنون في أخذ البضائع قبل أن تمنعهم القوات المشتركة”.

عودة الدعم السريع

وأضافت: “في اليوم الخامس “الخميس” قررت الخروج ولكن والدي وزوجة ابي رفضوا ذلك، ولكن بعد أن تجاوزنا جسر الدندر بقليل سمعنا أصوات قصف مدفعي عنيف وعلمنا أن قوات الدعم السريع عادت إلى المدينة”.

وأكدت إنها لم تحصل على أي معلومات حول ما يجري في المدينة منذ مغادرتها يوم الجمعة، كما أنها لم تتمكن من التعرف على أوضاع والدها وبقية أفراد الأسرة، وأضافت “لكن أحد المواطنين الذي خرجوا يوم الأحد من منطقة ود مصري التي تقع شرق الدندر كشف لنا عن ارتفاع أصوات المدافع مما يدل على تجدد الاشتباكات”.

وقالت النازحة إنها ستتجه من القضارف إلى الشمالية وأضافت “نخشى أن يدركنا الدعم السريع هنا” ووصفت أوضاع النازحين في القضارف بأنها سيئة، وإن عدد كبير منهم في الطرقات رغم هطول الأمطار، يومي الجمعة والسبت.

صورة قاتمة

ورسمت صورة قاتمة عن أوضاع المواطنين خلال النزوح من الدندر والقوى المجاورة وأشارت إلى أن ” عدد كبير من النازحين كانوا يسيرون على الأقدام، ونساء يحملن أطفالهن في ظهورهن، وأخرين يستقلون عربات دفار معظمهم من الأطفال.

وطالبت جميع القوات بالتركيز على حماية المدنيين وعدم الاعتداء على ممتلكاتهم.

Welcome

Install
×