عمليات الإطفاء في محطة بحري الحرارية تستمر لليوم الثالث- مصدر الصورة فيسبوك - ( تأكد راديو دبنقا من صحتها )

الخرطوم: 25 يونيو 2024: راديو دبنقا

دق تدمير محطة بحري الحرارية، يوم السبت، ناقوس الخطر فيما يتعلق بمستقبل الكهرباء في السودان حيث تعد المحطة واحدة من عدد محدود جدا من محطات توليد الكهرباء الحرارية وهي محطات بحري وقري وأم دباكر بجانب التوليد المائي المتمثل في سد مروي وخزان سد عطبرة وسيتيت والرصيرص وسنار وجبل اولياء.

وتداول ناشطون صوراً وفيديوهات في وسائل التواصل الاجتماعي، تحقق راديو دبنقا من صحتها عن استمرار الحريق في محطة بحري الحرارية حتى صباح الأحد، فيما تصاعدت سحب الدخان وألسنة اللهب.

حريق في محطة بحري الحرارية يوم السبت بسبب القصف ..تحقق راديو دبنقا من صحتها
حريق في محطة بحري الحرارية يوم السبت بسبب القصف ..تحقق راديو دبنقا من صحتها
حريق في محطة بحري الحرارية يوم السبت بسبب القصف ..تحقق راديو دبنقا من صحتها

ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو على حسابها في منصة إكس يظهر اشتعال النيران في المبنى، تحقق راديو دبنقا موقعها على الخريطة، وتأكد أنها تعود لمحطة بحري الحرارية كما أكد شهود عيان لراديو دبنقا إن الحريق شب باتجاه البوابة الجنوبية للمحطة مقابل المحطة الغازية واتسع نطاقه ليشمل جميع أجزاء المحطة.

جيولوكيشن لللمكان الذي بدأت منه الحرائق بحسب المقطع الذي نشره الدعم ( السريع (خرائط قوقل)

واتهمت قوات الدعم السريع خلال الفيديو الجيش بقصف المحطة بالمدفعية الثقيلة مما تسبب في اشتعال النيران وتدمير أجزاء واسعة من المحطة، ونفت الاتهامات المتداولة بشأن مسئوليتها عن القصف واستهجن المتحدث اتهام الدعم السريع بقصف المحطة التي تسيطر عليها فعلياً منذ اندلاع الحرب وأظهر مقطع الفيديو اشتعال النيران بالقرب من الأبراج والمستودعات وغيرها.

وحاول راديو دبنقا الاتصال بالناطق الرسمي باسم الجيش بالاتصال المباشر والرسائل عبر تطبيق التراسل الفوري ( واتساب) للرد على الاتهامات ولكن لم يتسن الحصول على تعليق فوري.

كما رصد راديو دبنقا تأكيد خريطة ناسا للحرائق اشتعال النيران في مبنى محطة بحري الحرارية يوم السبت.

خرائط ناسا للحرائق – 22 يونيو 2024 تظهر حرائق في محطة بحري الحرارية

وتواصلت عمليات الإطفاء في محطة بحري الحرارية  حتى صباح اليوم الثلاثاء

وتوقفت محطة بحري الحرارية منذ الأسبوع الأول من اندلاع الحرب في ابريل من العام الماضي حيث سيطرت قوات الدعم السريع على بحري والخرطوم وأجزاء واسعة من امدرمان. بينما واصلت محطتي قري في شمال الخرطوم عملهما بصورة جزئية مع إشكاليات تتمثل في شح الوقود (الفيرنس) وعدم توفر قطع الغيار.

(عمليات الإطفاء في محطة بحري الحرارية (المصدر:فيسبوك
(عمليات الإطفاء في محطة بحري الحرارية (المصدر: فيسبوك

تفاصيل انتاج المحطة

ووفقاً لتقرير صادر من إدارة المحطة فإن إجمالي الطاقة التصميمية لمحطة بحري الحرارية 470 ميقا واط، بينما الطاقة الفعلية 450 ميقا واط من بينها 325 بخاري و125 غازي.

ولكن احد الخبراء، فضل حجب اسمه، أكد لراديو دبنقا إن الإنتاج الفعلي للمحطة لم يتجاوز 80 ميقا واط منذ وقت طويل.

وتتكون محطة بحري من ماكينات بخارية وغازية من ثلاث مراحل، الأولى تتكون من ماكينتين سعة الواحدة 30 ميقا واط، والمرحلة الثانية وحدتين بخاريتين تنتج كل واحدة 60 ميقا واط، بينما تتكون المرحلة الثالثة من وحدتين بخاريتين تنتج الواحدة منها 100 ميقاواط.

ولكن وصف الخبير الذي تحدث لراديو دبنقا ماكينات المرحلة الأولى التي تم تركيبها في بداية الثمانينيات بأنها قديمة ومتهالكة ولا تنتج بصورة فاعلة، بينما لم تدخل الوحدات الخاصة بالمرحلة الثالثة الخدمة بسبب رداءة الماكينات الصينية التي جرى استيرادها في عهد وزير الري الأسبق أسامة عبدالله.

وتقع المحطة في منطقة بحري شرق المنطقة الصناعية ويعتبر موقعها استراتيجيا لقربها من مناطق الاستهلاك بجانب قربها من السكة حديد والطرق البرية مما يسهل وصول الوقود اليها، وقربها من أماكن التوزيع والنقل إليها بجانب قربها من مصدر المياه الذي يمثله النيل الأزرق.

وبدأ العمل في المرحلة الأولى من المحطة عام 1981 كمنحة من الحكومة البريطانية (هيئة التنمية البريطانية لما وراء البحار) حيث تم انشاء وحدتين بخاريتين سعة الواحدة 30 ميقا واط، وبلغت التكلفة 12.7 مليون جنيه مكون محلي، 47.1 مليون جنيه إسترليني كمكون اجنبي.

وبدأ إنتاج المحطة عام 1985 وكانت تمثل 20 في المائة من إجمالي الطاقة في الشبكة القومية في ذلك الحين.

وبدأ العمل في المرحلة الثانية من المحطة عام 1988 بتركيب وحدتين بخاريتين بتمويل من البنك الدولي وبنك التنمية الافريقي والحكومة اليابانية والفرنسية وبلغت تكلفة المرحلة 106 مليون دولار مكوناً أجنبياً و160 مليون جنيه مكوناً محلياً وافتتحت في يوليو 1994.

أما المرحلة الثالثة فبدأ تنفيذها عام 2006 وشملت وحدتين سعة كل واحدة 100 ميقا واط بقرض صيني حيث بلغت تكلفتها 175 مليون دولار 95 في المائة مكون اجنبي، ودخلت الخدمة في 2011، وتشمل محطة بحري محطة تنقية مياه تعتبر تكملة للمحطة وتقع على مقربة من المحطة.

عجز كبير

وكشف وزير الطاقة والنفط السوداني محي الدين نعيم محمد سعيد، وزير الطاقة السوداني خلال الحوار مع منصة الطاقة المتخصصة حجم الإنتاج الكلي من مصادر التوليد الكهربائي مجتمعة، موضحًا أنها تبلغ 3 آلاف و500 ميجاواط هي القدرة المركبة (التصميمية)، أمّا القدرة المتاحة الآن فهي 2500 ميغاواط، نتيجة لعدد من الاسباب، وفي مقدمتها الحرب. وأكد إن الطلب خلال فصل الصيف يرتفع إلى ثلاث آلاف ميغاواط وفي هذه الحالة يمكن أن يصل العجز إلى 500 ميغاواط، وقد يزيد إلى 600 ميغاواط في حال الأعطال وخروج بعض المحطات، أو مشكلات في الربط الكهربائي مع مصر أو إثيوبيا، ما يؤدي إلى زيادة عدد ساعات الانقطاع.

وكشف وزير الطاقة والنقط السابق جادين علي عبيد في تصريحات عام 2021 أن عجز الكهرباء في ذلك الوقت وصل إلى 55%، وأشار إلى الطاقة التصميمية لكل المحطات تبلغ 4000 ميجاواط فيما تبلغ الانتاجية الفعلية 1820 ميغاواط بعجز 55%.

وأشار حينها إلى زيادة طاقة محطة قري الحرارية إلى 354 ميجاواط بدلا عن 155 ميجاواط الطاقة الحالية. وأعلن حينها عن زيادة ستتم في انتاج الكهرباء من سد الرصيرص لتصل 290 ميجاواط، بدلا عن الانتاج الحالي البالغ 180 وميجاواط.

واوضح جادين ان سد مروي مصمم على 1250 ميغاواط وان الانتاج الفعلي في ذلك الوقت 600 ميجاواط سيتم زيادتها في حدود 800 ميجاواط.

وابان الوزير خلال حديثة في المؤتمر ان محطة أم دباكر مصممة على 500 ميجاواط وتنتج حالياً 290 ميجاواط وان الزيادة المتوقعة 150 ميجاواط موضحا أن سد ستيت مصمم على 320 ميجاواط وان الإنتاج الحالي 25 ميجاواط.

آثار الحرب

في حوار سابق أجرته معه منصة الطاقة المتخصصة، أوضح وزير الطاقة والنفط السوداني محي الدين نعيم محمد سعيد، أن قطاع الكهرباء تضرر من الحرب من عدّة جوانب، منها ضرر في جسم محطات الكهرباء، ولفت إلى السرقات التي شملت النقود والسيارات والأثاث ونظم المعلومات والتخريب والاتلاف المتعمد في الحقول وسرقة ومعسكرات سكن العاملين ومحطات الكهرباء، مرورًا بتخريب مباني رئاسة الوزارة.

وأضاف أنه من خلال الحصر الأوّلي، اتضح أن حجم الضرر في قطاعي البترول والكهرباء كبير جدا. وأضاف “نتوقع أن تكون إعادة الإعمار تحتاج إلى مليارات الدولارات حتى يعود قطاعا النفط والكهرباء كما كانا في السابق”.

وقالت لجنة تكوين نقابة المهندسين في تقرير لها في يوليو من العام الماضي إن محطة قري الحرارية جاهزة للعمل بنصف طاقتها لعدم توفر كوادر التشغيل والصيانة ومحدودية القدرة الاستيعابية للشبكة.  أما محطة أم دباكر (كوستي) فتعمل بها وحدتان من أصل أربعة بسبب عدم استقرار الشبكة القومية ومحدودية القدرة الاستيعابية للخطوط الناقلة التي تأثرت بالعمليات الحربية.

وأكد التقرير إن المحطات خارج الشبكة القومية في الولايات لا تعمل لعدم توفر الوقود أو عدم توفر قطع الغيار و الجدير بالذكر أن معظم الفنيين و المهندسين الاجانب الذين يعملون في تشغيل الوحدات التركية وصيانة الماكينات في مدن نيالا والفاشر والضعين وكادوقلى والنهود والجنينة تم اجلاؤهم لبلادهم في عمليات الاجلاء الأولي.

وأكد التقرير إن كل محطات السدود المائية تعمل بصورة جيدة وإن الإمداد من الربط الأثيوبي متقطع حسب استقرار الشبكة. وإن مصر رفعت الإمداد من 70 الي 80 ميقاواط.

استطلاع

وأجرى راديو دبنقا استطلاعاً على جميع منصات التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، واتساب) حيث أبدى معظم المشاركين أسفهم لتدمير البنية التحتية. وقال المهندس عادل احمد عبد الله في رسالة صوتية أرسلها لراديو دبنقا إن الحرب تسببت في تدمير وانهيار البنية التحتية مشيراً إلى تدمير جزء كبير من مصفاة الجيلي وكبري شمبات بسبب الحرب

وحذر من أن يؤدي الوضع الحالي لتدمير السودان ثم الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

فيما قالت مواطنة إن طرفي الصراع لا يعبون بتدمير البنية التحتية خلال الحرب الحالية وإن محطة بحري الحرارية لن تكون آخر المحطات.

https://www.facebook.com/DabangaRadio/posts/pfbid0RvtGjWHQ3mCaan68k1b5Fg6m8fucF7Ng8cU2LDgaPANYNLRyDDsMsb3uYXoFcuQil?

خلاصة

خلاصة القول أن أوضاع الكهرباء في البلاد ستمضي لمزيد من التعقيد، حيث تسبب عجز التيار الكهربائي في توترات مؤخراً حيث شهدت مدينة سواكن احتجاجات إثر محاولات لنقل المحولات الكهربائية من سواكن للعاصمة الادارية بورتسودان التي تعاني من ازمة في الكهرباء. حيث اعتصم مواطنو سواكن اعتصموا امام محطة الكهرباء ورفضوا نقل المحولات الكهربائية..

Welcome

Install
×