خالد طه صحفي ومهتم بشؤون القرن الإفريقي ـ المصدرـ خاص دبنقا"

امستردام: 25/ يونيو/2024م: راديو دبنقا

أصدر المرصد السوداني للشفافية والسياسات في يونيو 2024 تقريرا بعنوان (انتشار السلاح: نذر الحرب القادمة في شرق السودان). استعرض التقرير تاريخ الاضطرابات في إقليم شرق السودان والذي يضم ثلاث ولايات هي القضارف وكسلا والبحر الأحمر.

وأوضح الكاتب والصحفي خالد محمد طه، المشرف على إعداد التقرير، في حديث لبرنامج ملفات سودانية الذي يبث عبر راديو دبنقا يوم غدٍ الأربعاء، أن إعداد هذا التقرير مثل ضرورة في الوقت الراهن بالنظر إلى أن هناك مخاطر شاخصة في هذا التوقيت بشأن انتشار السلاح ونذر الحرب في شرق السودان. واعتبر أن انتشار السلاح في شرق السودان هو جزء من قضية أكبر تتعلق بانتشار السلاح في كل أنحاء السودان بكل ما يمثله ذلك من مخاطر على المستقبل.

ركز التقرير على استعراض النزاعات السابقة التي حدثت نتيجة الاضطرابات السياسية والتهميش الاقتصادي الذي ظل يعاني منه إقليم شرق السودان لعقود من الزمان. وتوصل التقرير إلى أن كل هذه النزاعات خلقت معضلة أمنية خطيرة مثلت أزمة عابرة للحدود بين الولايات وللحدود مع دول الجوار أيضاً.
وجاء في التقرير أنه وبالإضافة إلى أخطار حيازة الأسلحة النارية على السكان المدنيين الذين تتزايد أعدادهم بسبب النزوح نتيجة لحرب الخامس عشر من ابريل 2023، فحجم انتشار السلاح في إقليم شرق السودان يهدد السلام والأمن الدوليين ويعيق التنمية المستدامة، كما ينذر بنشوء بؤر جديدة للنزاعات تهدد الاستقرار في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

الأبعاد الإقليمية
استعرض التقرير الأدوار التي لعبها إقليم شرق السودان في نزاعات القرن الأفريقي وتعقيداتها بما في ذلك الحروب الأهلية والانقسامات والانقلابات وهشاشة بنية الدول، وتعدد النزاعات بين الدول بسبب القضايا الحدودية، والنزاعات القومية والإثنية والدينية والاقتصادية والسياسية.
كل هذه المعطيات بحسب الورقة تجعل مآلات الأوضاع في شرق السودان مقلقة جداً في حال لم تكن هناك خطوات استباقية لتطويق هذه الأخطار، خاصةً وأن الإقليم ومنذ انتهاء حرب بيروت في العام 1982م أصبح معبراً لعمليات نقل السلاح إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

مخاطر شاخصة
وأشار الكاتب والصحفي خالد محمد طه إلى أن انتشار السلاح مرتبط كذلك بالأوضاع الحالية التي يشهدها السودان والعمليات العسكرية الدائرة في بعض ولايات السودان والتي امتد تأثيرها إلى بقية الولايات واحتمالات أن ينتقل التأثير إلى دول الجوار القريب ومنطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر والشرق الأوسط ككل.

شبكات مصالح عابرة للحدود
ونوه خالد محمد طه في لقاء عبر برنامج ملفات سودانية يذاع يوم غدٍ الأربعاء إلى أن التأثير على دول الإقليم يستند على وجود امتدادات قبلية ومجتمعية على امتداد الحدود مع دول الجوار، وفي حالة شرق السودان يتعلق الأمر بالحدود مع إثيوبيا واريتريا ومصر. وتمثل هذه الامتدادات المجتمعية شبكات اجتماعية لديها مصالح سياسية وتجارية وغيرها. لذلك فإن أي حالة اضطراب في أي من الدول المذكورة تنعكس بشكل مباشر على شرق السودان على الجانب الآخر من الحدود.
وشدد الكاتب والصحفي في حديث لراديو دبنقا على أن الحدود موضوعة نظريا وأنها غير موجودة على الواقع وأنها مفتوحة تماما وأن الرقابة عليها ضعيفة، على الأقل من الجانب السوداني.
وتسبب ذلك في الكثير من الإشكالات والاضطرابات والانقلابات والنشاطات المسلحة المتواصلة في المنطقة ولعهود طويلة ألقت بظلالها على شرق السودان. وتمثل ذلك في تدفقات اللاجئين على مدى سنوات طويلة وما يرتبط بها من إشكالات مع المجتمعات المستضيفة للاجئين.

قضايا متعلقة بالتهميش
واعتبر إن عدم حل القضايا المزمنة في دول الجوار صعب من احتمالات العودة الطوعية للاجئين لعدم انتفاء الأسباب التي دفعتهم أصلا للجوء. وبعد ذلك يمكن أن نأخذ في الاعتبار المشاكل الخاصة بالسودان نفسه والمتعلقة بإدارة الموارد وتوزيع الخارطة التنموية بالإضافة إلى مسألة التمثيل السياسي.
وأكد خالد محمد طه في حديث لبرنامج ملفات سودانية يبث يوم غدٍ الأربعاء أن كل هذه العوامل تضافرت لتنتج مشكلات محلية ومشكلات عابرة للحدود مزمنة ومتفاقمة. كما أن وجود السلاح الناري بكميات كبيرة ومقلقة يصبح الوضع في شرق السودان أكثر خطورة الآن من أي وقت مضى.

Welcome

Install
×