تحذيرات من المجاعة في جبل الداير

أمستردام: 21 يونيو 2024: راديو دبنقا
حذر مجلس شباب عموم جبل الدائر للسلام والتنمية من فشل الموسم الزراعي بالمنطقة هذا العام بسبب النزوح ومؤثرات الحرب مما يعنى المجاعة الحتمية.
وقال مجلس شباب عموم جبل الدائر، في بيان الجمعة، إن حرب 15 أبريل 2023م التي وصفها بالمدمرة اثرت على كافة المجتمع السوداني خاصة المجتمعات الريفية بينها سكان جبل الداير.
وأوضح البيان ان هجمات من وصفهم بمليشيات الجنجويد على جبل الداير في منتصف ابريل 2024م، تسببت في التهجير القسري لكافة مواطني المنطقة الذي أصبح نازحا في ولايتي النيل الأبيض وجنوب كردفان.
وكشف البيان عن مرور شهر يونيو الذي يتم فيه اهم المراحل الزراعية وهي تحضير للأرض بدون ان تجرى التحضيرات بسبب النزوح لسكان المنطقة.
وحذر البيان الجهات المعنية من مجاعة محققة في المنطقة، مناشد المنظمات الأممية بالتدخل الفوري وإعادة المشردين الى مناطقهم كما طالب الحكومة السودانية بإيقاف الحرب وانتهاج وسائل تحقق السلام الدائم وذلك بمخاطبة جزور المشكلة السودانية.
وبحسب البيان فان منطقة جبل الداير تضم آلاف الأفدنة الصالحة للزراعة والموزعة على امتداد ربوع المنطقة كما انها تحتل المرتبة الأولى في الامن الغذائي لولاية شمال كردفان إضافة الى المساهمة في امداد ولايتي جنوب كردفان والنيل الأبيض. كما ان المنطقة تشتهر بإنتاج محاصيل الذرة والدخن والسمسم.
الموقع الجغرافي والسكان
منطقة جبل الدائر تتبع لمحلية الرهد أبو دكنة في ولاية شمال كردفان وتقع في القطاع الجنوبي للمحلية وتضم أكثر من 40 قرية على نطاق الجبل يبلغ تعداد سكانها حوالي 23 الف حتى العام 2010م اغلبهم من اثنية النوبة. والحقت المنطقة إدارياً لولاية شمال كردفان في العام 1972م بعد أن كانت تابعة إدارياً لمركز رشاد في ولاية جنوب كردفان وتعتبر منطقة السدرة التي توجد فيها حامية للجيش اهم المناطق في المحلية إضافة الى مناطق، كملا، فرلا، العين، تلباس والدار الكبيرة، شكرو، كندكر، الدائرة الكبيرة، الحجيرات، تبلدية عباس، القردود ابوزايد، قردود ناصر وكرشوم.
الأهمية السياسية
تعتبر المنطقة ذات موقع استراتيجي حيث تقع في الحدود بين ولايتي جنوب وشمال كردفان وفيها حامية جبل سدرة العسكرية التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في 18 ابريل الماضي والتي أدت بدورها الى تهجير كلى لسكان 17 قرية، حيث فر غالبيتهم الى محليتي ابوكرشولا والعباسية تقلى بولاية جنوب كردفان والبعض الاخر الى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض.
الثروات الاقتصادية
تعتبر منطقة جبل الدائر العمود الفقري بالنسبة لمحلية الرهد أبودكنة ولولاية شمال كردفان في الزراعة، كما ترفد ولايتي جنوب كردفان والنيل الأبيض بمنتجاتها الزراعية.
وتوجد بالمنطقة أراض زراعية خصبة تساعد في انتاج الكثير من المحاصيل الزراعية اهما الذرة، الدخن، السمسم، الفول السوداني، القطن وعباد الشمس بجانب الخضروات كما توجد في المنطقة مشاريع زراعية عديدة أهمها: مشروع القاطو الزراعي، الحرائق الزمن مضايق، صبرنا، قردود أبورفاس، توكر، شلال وكترا الضليمه ومشاريع الحجيرات وكرشوم وأبرم صلبك ومشاريع الردم والمغفل وبلالة، الصرارة ومشاريع العين الضباب والتقاطع والريف الغربي.
وتمثل الزراعة الحرفة الرئيسية لسكان المنطقة بجانب الرعي، اذ تمثل الاراض الزراعية حوالي 90% من مساحة المنطقة بينما تشكل الأراضي المخصصة للرعي حوالي 10%، ويعتمد سكان المنطقة على حرفة الزراعة بنسبة تصل الى 90%، كما توفر الكثير من فرص العمل لإنسان المنطقة وتغطى المنتجات الزراعة المنتجة في جبال الدائر حوالي 80% من احتياجات سكان المنطقة.
الأهمية التجارية
تعتمد ولاية شمال كردفان ومحلية الرهد أبو دكنة على منطقة جبل الداير في الحصول على المنتجات الزراعية. اذ تغذى سوق محاصيل مدينة الرهد بنسبة 85%من المنتجات الزراعية، اضافة الى رفد سوق مدينة الأبيض عاصمة الولاية بنسبة تفوق 60% من احتياجاتها للخضروات في مواسم الخريف.
وتعتبر السياحة من ضمن الموارد التي تذخر بها منطقة جبل الدائر اذ توجد محمية للحياة البرية وتقع جنوب مدينة الرهد ابودكنة، وأعلنت كمحمية قومية في العام 2010م وادرجتها منظمة اليونسكو ضمن محميات المحيط الحيوي في العام 2016م وذلك بغرض حماية وإدارة التنوع الأحيائي المتفرد وذو الأهمية الوطنية. وتوجد بالمنطقة حوالي 112 نوعا من النباتات، أكثر من 90% منها طبية وعطرية. وتأوي المنطقة عدد من المرتفعات المتجاورة على شكل دائري ويبلغ ارتفاع اعلاها حوالي 1413 متر فوق سطح البحر كما يتخلل الجبل اودية ومسطحات مائية وتمثل روافد لخور ابوحبل.
وحذر مهتمون بشؤون البيئة من مخاطر تواجه المحمية بسبب توافد الكثير من الاثنيات الأخرى الى المنطقة جراء الاضطرابات الأمنية حيث استقرت تلك المجموعات الوافدة مع اثنية النوبة الذين كانوا يعتمدون على الرعي أكثر من الزراعة الامر الذي ساعد في حماية بيئة وطبيعة المنطقة سابقا.