نازحون فارون من الحرب في الفاشر في طريقهم للبحث عن مأوى ـ مصدر الصورة ـ نقلاً عن صفحة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور ـ أرشيف

أمستردام: الجمعة 21 يونيو 2024: راديو دبنقا

راديو دبنقا: سليمان سري

توقع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد بدوي المحامي، انتصارقوات الدعم السريع في الفاشر سيتسبب في لجوء كثيف للمواطنين إلى جمهورية تشاد، ورأى حال انتصرت القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني سيكون هنالك تأثير سياسي مباشر على تشاد.

وقال في مقابلة مع “راديو دبنقا” أن وجود الفاشر وعدم سقوطها مرتبط باستباب الحالة الأمنية، لكنه حذر من أن سقوطها على يد قوات الدعم السريع تلقائيًا ستكون كل دارفور قد خضعت لسيطرتها ولم يستبعد أن يكون لدى ذلك أيضًا تأثير مباشر على تشاد التي تشهد توترات أمنية من وقت لآخر.

ورأى بدوي أن التطورات في شمال دارفور بشكل عام ومدينة الفاشر يمثل الحدث الرئيسي فيها مقتل اللواء علي يعقوب قائد قطاع وسط دارفور بالدعم السريع، وأن التطور المهم الذي حدث بعده هو أن الدعم السريع واصل القصف في نفس المدينة.

الحدث الأبرز:

واعتبر أن الحدث الأبرز في أحداث الفاشر تمثل في صدور قرار في مجلس الأمن الدولي في الرابع عشر من يونيو الجاري، الذي طالب بوقف القصف والسماح للمدنين بالحركة في داخل المدينة أو الخروج منها.

واعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بأن توقف قوات الدعم السريع حصارها للفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان بتأييد 14 عضوا وامتناع روسيا عن التصويت ودعا إلى وقف فوري للقتال وخفض التصعيد في الفاشر ومحيطها وسحب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين.

طالب القرار الدولي بأن تكفل جميع أطراف النزاع حماية المدنيين بما في ذلك عن طريق السماح للراغبين في التنقل إلى مناطق أكثر أمنًا داخل الفاشر وخارجها بالقيام بذلك.

 ورأى أن  الاحداث انتقلت بشكل سريع الى المناطق الشمالية الشرقية ، في منطقة أرورى. واعتبر أنه كان أمر متوقع كون الهجوم على الفاشر، سيستدعي المناصرة بالنسبة للمجموعات التي تقاتل ضد الدعم السريع، المتمثلة في الجيش والحركات المسلحة، والتي قال أن غالبها يشكل إثنية واحدة في السودان وتشاد ولديها وجود عسكري في فترة القتال في ليبيا.

من الحصار إلى الهجوم:

وأشار الكاتب والمدافع عن حقوق الإنسان محمد بدوي إلى أن القتال انتقل إلى خارج الفاشر إلى مناطق أروري وتوقع انتقاله إلى كرنوي والطينة، تحسبًا لأي خط إمداد قادم من الإثنيات المشتركة. ويرتبط ذلك مع انتشار كثيف لقوات الدعم السريع في كل القرى الموجودة خارج الفاشر في المنطقة الشمالية الغربية، ويقول إنَّ القصف بدأ أقل كثافة من الأيام السابقة على الفاشر.

ورأى بدوي في المقابلة مع “راديو دبنقا” أن الدعم السريع يبدو أنه يسعى لتكوين الإدارات الأهلية التي تكونت في زالنجي ونيالا وهنالك وفد في الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور ذهب لذات الهدف، واعتبر أن هذا يعني أن هنالك مؤشر لنقل المعارك التي ستستمر لفترة خارج الفاشر وتتحول إلى تأمين الحدود وتوقع أن يكون لها تأثيير على تشاد أيضًا.وقال أن الأحداث التي شهدتها الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور قد انتقلت منذ السادس عشر من مايو من حالة الحصار إلى حالة الهجوم المباشر.

وفي قراءة لوضع القوات والأطراف المتقاتلة اعتبر بدوي أن الوضع قبل الحصار في العشرين من أبريل من العام الماضي، التى قسمت المدينة بواسطة لجنة وقف إطلاق النار الي جزء غربي للجيش وشرقي للدعم السريع، مع وجود الحركات المسلحة في محيط السوق الكبير. مستبعدًا إعلان فك الحياد من قبل بعض الحركات المسلحة أن يكون سببًا رئيسيًا للهجوم على الفاشر بقدر ما أن سير القتال جعلها آخر ولاية خارج سيطرة الدعم السريع في دارفور.

وأوضح بدوي أن الجيش على تحالف مع الحركات المسلحة كطرف، والدعم السريع كطرف في الصراع، كما أن بعض الحركات المسلحة أعلنت الحياد وهما حركتا تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس وتجمع قوى التحرير الطاهر حجر، بالإضافة إلي حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور التي يقول بأنها ظلت تقوم بأدوار مختلفة مثل دفن الجثث كما حدث في منطقة طويلة بعد انسحاب الدعم السريع منها قبل أشهر بعد هجوم سريع، ومهمة حماية طوف المدنيين في الراهن بين معسكر زمزم بالفاشر إلي منطقة طويلة التي تحولت إلي ملجأ للفاريين من الفاشر .

بداية القتال:

وعبر الكاتب الصحفي والناشط الحقوقي محمد بدوي عن اعتقاده بأن الوضع في الفترة بين الخامس عشر إلى العشرين من أبريل من العام الماضي، يتصل ببداية القتال وإصابة قائد قطاع شمال دارفور اللواء بقوات الدعم السريع، جدو ابوشوك و تعافيه اللاحق والعودة للقيادة، وناب عنه خلال فترة غيابه العميد النور القبة.

واعتبر أن في الفترة القريبة الماضية شهدت سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة مليط، التي تعتبر منفذًا جمركيًا هامًا  يرتبط بليبيا وظل يوفر الأغذية للمدنيين، مع تعطيل وصول الشاحنات المحملة والقادمة من الدبة بالشمالية، وقال أنه قد تم السماح لها قبل أربعة أيام من بداية المرحلة التانية من الهجوم عقب استبعاد الحصار لوحده.

وقال بدوي بالنسبة للقادة العسكريين من الدعم السريع هنالك اللواء جدو ابوشوك والعميد النور القبه ثم ظهر كل من اللواء على يعقوب قائد وسط دارفور والقائد علي رزق الله السافنا، وفي الاسبوع المنصرم كثف الدعم السريع هجومه عبر ثلاث محاور من الشمال والشرق والجنوب.

أشار إلى أن السافنا ظهر في الغرب في منطقة قولو وفي الجنوب، بينما ظل الهجوم في الفترة من الخامس عشر من أبريل إلي السادس عشر من مايو من هذا العام، يتم من طريق الشمال ويقول أن هذا يرجح معه قيادته من قبل القادة الأساسيين لقطاع شمال دارفور.

تأثير مقتل اللواء:

وحول ملابسات مقتل اللواء بقوات الدعم السريع على يعقوب قال الكاتب الصحفي محمد بدوي: يبدو أنه اصيب في المسار المتحرك من الشرق نحو الجنوب وهي منطقة ظلت تمثل ملجأ ومأوى للمدنيين،  وأحياء استهدفت بالقضف المكثف ونزح أغلب سكانها، وأضاف: لكن يبدو أن التحرك توغل  بافتراض نظري وليس استخباراتي او عبر خطة.لأنها منطقة سبق وأن تم فيها مقاومة القوات التابعة للدعم السريع  التي هاجمت من الجنوب.

ورأى في حديثه لـ”راديو دبنقا”، أن مقتل اللواء علي يعقوب يطرح سؤال آخر هي الإصابة السابقة للواء أبوشوك بالفاشر في بداية الحرب ..ويقول هو سؤال طبيعة المدن التلية والحرب، ومن جانب آخر تمركز الحركات المسلحة كقوة لها خبرتها بالمنطقة.

وقال محمد بدوي أن مقتل على يعقوب يثير سؤال ترتيب القيادة في وسط دارفور ليس وفق الشروط العسكرية فقط لأن هنالك شرط آخر يتعلق بطبيعة القوات وعلاقتها بالقائد لها تأثيرها بالضرورة.

ظهور عبدالرحيم دقلو:

واعتبر أن الأمر الثاني يتعلق بمن سيكون القائد الميداني الرفيع لقيادة الدعم السريع ميدانيًا في الفاشر في حال تواصل هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر، وذلك لان على يعقوب ظل يتحرك بين زالنجي والخرطوم ونيالا ومليط والفاشر هذا يكشف اعتماد الدعم السريع عليه بشكل اساسي .

وعبر عن اعتقاده بأن الأمر الثالث يتعلق بظهور الفريق عبدالرحيم دقلو قائد ثان قوات الدعم السريع في نيالا وزالنجي والجنينة والضعين في مسار عمليات السيطرة عليها، وعدم ظهوره في الفاشر مع مقتل على يعقوب وقال أن ذلك الأمر يطرح سؤال القيادة العسكرية للدعم السريع بشكل يعتمد على قادة مثله و ما يحدث في غيابه من تراجع وهذا مرتبط بكونه مركزًا للقرار ومركز مالي قادر على الاستنفار .

وخلص الكاتب الصحفي محمد بدوي في تحليله إلى أن هنالك صراع بين السلامات والبني هلبة تسعي قوات الدعم السريع لحلها وقال لكن لابد من الإشارة إلى انه في سبتمبر من العام الماضي، تم الحل بواسطة دفع الديات وتكفل رئيس مجلس الصحوة الثوري موسي هلال آنذاك نيابة عن الدعم السريع بدفعها، ويقول أن الفترة الزمنية للحرب جعلت هذه المجموعات في مركز تسليح و مركبات يمكنها من المناورة او المشاركة.

Welcome

Install
×