معاناة جديدة تنتظر اللاجئين شرقي تشاد بعد قرار ترحيلهم لموقع اخر
أدري: 15يونيو2024: راديو دبنقا
تعكس حالة اللاجئين السودانيين في معسكرات مدينة “أدري” التشادية حقيقة ان المآسي التي خلفتها الحرب السودانية بين القوات المسلحة والدعم السريع ظلت تطارد السودانيين حتى بعد لجوئهم إلى دول الجوار.
بعد مضي عام على فرار السكان من ولايات دارفور إلى المعسكرات المؤقتة في مدينة ادري التشادية لا زالوا يعانون في سبيل الحصول على بعض مطلوبات الحياة الكريمة، ففي ظل الظروف المأساوية التي يعيشونها شرعت السلطات التشادية في ترحيلهم إلى معسكر جديد يبعد 150 كيلو متر من مدينة أدري لكنه يفتقد كذلك للخدمات الأساسية وفقا لاحاديثهم.
يقول أحد الناشطين في احد معسكرات ادري لراديو دبنقا إن السلطات شرعت قبل في ترحيل اللاجئين يومين حيث نقلت دفعتين إلى المعسكر الجديد، اغلبهم من المصابين المتواجدين في مركز “امبيليا” لكن الشيء المؤسف في المعسكر الجديد غياب الخدمات الاساسية، ويضيف ” حتى الآن ما واضح ما إذا كان سيتم توفيرها ام لا، واشار إلى انه واسرته وجيرانه في المعسكر مرشحون بالترحيل في الرحلة القادمة، وقال “الآن نحن منتظرين اذا جاءوا لترحيلنا سنضطر إلى الرحيل”.
2000 منزل
وتقدر أعداد اللاجئين السودانيين في معسكرات مدينة ادري التشادية بنحو 100 ألف لاجئ يتوزعون في ثلاث معسكرات مؤقتة تفتقد إلى الخدمات الاساسية تم استقبالهم فيها قبل عام، ويقول ناشط في المعسكر، فضل حجب اسمه، جهزت السلطات نحو الفى منزل في المخيم الجديد الذي يسمى “الدوقي” جاهزة للسكن الان، لكنها غير كافية لاستيعاب اعداد اللاجئين. وتساءل اللاجئ بقوله “ما عرفنا بالضبط نية الحكومة شنو..؟ مع انه طيلة هذه السنة نحن مقيمين في معسكر ليست فيه أية خدمات، فما الذي يتغير اذا تم ترحيلنا إلى معسكر بدون خدمات…؟
مخاوف ونبرة حادة
واشار إلى ان اعتراض اللاجئين على عملية الترحيل التي تسعى المفوضية السامية لشئون اللاجئين والسلطات التشادية لتنفيذها جاء بسبب عدم وجود خدمات في المخيم الجديد، وقال حسب التجارب فإن اغلب المعسكرات الجديدة يضعوا فيها اللاجئين لفترة طويلة، ويتركوهم يصارعوا في البحث عن خدمات الماء والامن وغيرها من الخدمات الاساسية، وذكر أنه نتيجة لذلك ليست هناك رغبة لدى اللاجئين الان في الانتقال إلى المخيم الجديد، الأمر الذي اضطر المسئول الحكومي إلى التحدث مع اللاجئين بنبرة حادة، حين قال “نحن قادرون على ترحيلكم لأي مكان، ثم أوضح ان مسئوليتهم كحكومة هي توفير الامن، بينما على المفوضية السامية مسئولة توفير الخدمات للاجئين.
وقال “الشيء المؤسف نحن لم نستطع أن نفهم ماذا تفعل المفوضية السامية والحكومة التشادية، فنحن ظللنا نسأل ونستفسر لكن لم نجد اجابة لأسئلتنا، وتساءل إلى متى سنظل قاعدين كدا..؟ واردف: قضينا سنة كاملة وللآن لم يتم وضعنا في مخيمات ثابتة.
اسباب الترحيل
ورجح محدثنا من معسكر اللاجئين بأدري بأن تكون اسباب ترحيل اللاجئين إلى معسكر جديد هي تردي الاوضاع الأمنية وظهور جرائم جديدة في المعسكرات المتاخمة لأحياء مدينة أدري، وقال قبل صدور قرار الترحيل حدثت اشكاليات في المعسكر بسبب افعال بعض اللاجئين، واوضح انه يوجد “خور” بالقرب من المعسكر ظل يستغله بعض اللاجئين لممارسة شرب الخمر، ونتيجة ذلك تحدث فيه انفلاتات أمنية، الأمر الذي دفع السلطات إلى اقتحام منطقة الخور الاسبوع الماضي، وأطلق احد الجنود التشاديين الرصاص الحي ما أدى إلى وفاة شابة عمرها 22 سنة، اضافة إلى وقوع حوادث مشابهة عندما تأتي دوريات الحكومية وتجد شباب في اماكن تجمعاتهم ولعب “الكتشينة” تحدث احتكاكات بينهم.
وذكرانه عقدت عدة اجتماعات بين شيوخ المعسكر والمفوضية السامية لشئون اللاجئين والمنظمات العاملة في مجالات الترحيل ومسئولين حكوميين الفترة من 5 إلى 7 يونيو الجاري، وتم ابلاغ اللاجئين بقرار الترحيل وقالوا انه تم اتخاذه بسبب ان مشاكل اللاجئين صارت كثيرة ولابد من ترحيلهم لمقر آخر، لكنه استبعد ان تتمكن السلطات من تنفيذ القرار بسبب ان اعداد الناس كبيرة جداً اضافة إلى ان الحكومة نفسها تشكي من عدم وجود دعم من المفوضية السامية لتنفيذ قرار الترحيل فضلاً عن ان المعسكر الجديد لا يستطيع ان يستوعب اكثر من 5 ألف اسرة.
ونبه اللاجئون في مخيمات ادري إلى ان المخيمات الثلاثة تقع في مناطق زراعية لذلك يمارس المزارعون الضغط على الحكومة والمفوضية لترحيل اللاجئين واخلاء اراضيهم ليتمكنوا من الزراعة في هذا الموسم، اضافة إلى ان المشاكل التي تحدث وسطر المعسكرات المتاخمة للأحياء السكنية زادت الضغوط على الحكومة، وأشار أحد الناشطين إلى ان المخيمات متاخمة للأحياء السكنية لمدينة ادري وتوجد اسواق مشتركة بين اللاجئين والسكان المحليين لذلك يحدث تداخل تنتج عنه ظواهر سالبة من بينها بيع الخمور والمخدرات، واضاف: الشيء المؤسف ان السكان المحليين عندما يتعاطوا المكيفات لا يخلقون المشاكل على عكس اللاجئين السودانيين، لذلك حدثت احتكاكات بين اللاجئين والمواطنين اكثر من مرة، آخرها نهب سلاح أحد حراسات المعسكر بالقرب من مكان توزيع المساعدات، تم تحميل المسئولية لمجتمع اللاجئين وهذا احد اسباب اتخاذ قرار ترحيل اللاجئين.
انتهاكات حظر التجوال
وكشف محدثنا من لاجئي معسكر ادري عن بعض الممارسات التي تقوم بها السلطات الامنية في المعسكر بسبب قرار حظر التجوال الذي تفرضه السلطات التشادية من الساعة التاسعة مساء بتوقيت تشاد، واضاف: لمراقبة قرار حظر التجوال تأتي دوريات عسكرية فاذا وجدت شباب متحركين في المعسكر يتم القبض عليهم، فيضطر بعضهم إلى الفرار والدخول في المنازل الاقرب اليه، من ثم يطاردهم الجنود إلى داخل البيوت ويضربون الاسر، بينما يتم القبض على شباب في منازلهم دون ان يكونوا على علم بما يجري، ويتم ضربهم ويدفعونهم غرامات.