محمد زكريا: انضمام مجلس الصحوة للكتلة الديمقراطية سيكون له تأثير مباشر على مجريات الأمور في السودان
محمد زكريا: نشأت هذه الأزمة نتاجا للخلاف المدني – المدني، والحرب هي أحد مظاهرها العرضية
محمد زكريا: الميثاق الاجتماعي وثيقة سنناقشها في الجزء الثاني من اجتماعاتنا في القاهرة
لندن: الأربعاء 8 مايو 2024: راديو دبنقا
حوار: عمر عبد العزيز
اعلنت قوى الحرية والديمقراطية “الكتلة الديمقراطية”، الإثنين، عن انضمام مجلس الصحوة الثوري بقيادة الشيخ موسى هلال، وذلك خلال أعمال مؤتمرها التشاوري بالعاصمة المصرية القاهرة المنعقد هذه الأيام، وتأتي هذه الخطوة بعد أيام قلائل من إعلان هلال عن انحيازه إلى جانب الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع. في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية.
واعتبر القيادي بحركة العدل المساواة وعضو الكتلة الديمقراطية، محمد زكريا انضمام مجلس الصحوة الثورة، بقيادة موسى هلال إلى الكتلة جاء في إطار حرصهم على ما وصفه بتوسعة ماعون تحالفهم. وقال، في مقابلة مع راديو دبنقا، أنهم يعملون دائما على “محاولة تشكيل أكبر كتلة وتيار وطني بالتوافق على برنامج حد أدنى”. مشيرًا إلى أن انضمام مجلس الصحوة جاء في إطار تحقيق هدف استراتيجي هو وحدة القوى المدنية.
• اعلنتم، الاثنين، عن انضمام مجلس الصحوة الثوري، بقيادة موسى هلال إليكم، ما هي الإضافة التي يشكلها مجلس الصحوة لكم؟
الكتلة الديمقراطية، كتحالف، تضع دوما نصب أعينها توسعة ماعون التحالف ومحاولة تشكيل أكبر كتلة وتيار وطني بالتوافق على برنامج حد أدنى، وانضمام مجلس الصحوة جاء في هذا الإطار وتحقيقا لهذا الهدف الاستراتيجي لتحقيق وحدة القوى المدنية.
بالتأكيد فإن انضمام مجلس الصحوة يمثل إضافة كبيرة جدا للحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية، يضيف بعد التنوع، وهذه الخطوة تضع (تدحض) المزاعم التي يروج لها البعض من أن الأمور في السودان قد تنجرف إلى حرب اثنية.
هذه الخطوة لها ما بعدها وسيكون لها التأثير المباشر على مجريات الأمور في السودان وتعزز وحدة القوى المدنية.
• كيف تسير اعمال مؤتمركم في القاهرة، وما أبرز ما توافقتم عليه حتى الآن؟
ما يجري في القاهرة من لقاءات ينقسم إلى قسمين، الشق الاول هو اجتماع للكتلة الديمقراطية، وانطلقت الاجتماعات التحضيرية لهذا الاجتماع في الخامس من مايو الجاري واستمرت، وخلالها تم النقاش والتداول حول العديد من الأوراق التي استهدفت تطوير البناء التنظيمي للكتلة والتوافق على هيكلية ولوائح حاكمة، وذلك بغرض تعزيز ومأسسة اتخاذ القرار داخل الكتلة، بالإضافة إلى التوافق على برنامج سياسي عريض يشمل محاور العمل الخارجي والدبلوماسي بالتواصل مع القوى الدولية.
يشمل المحور الداخلي التواصل مع الجماهير والقواعد ويشمل القضية الإنسانية، ونحن نعيش وضعا دقيقا داخل السودان، وبالتالي تداولنا حول كيفية دعم المتضررين والضحايا.
تناقشنا كذلك حول مسألة إعادة الإعمار، إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
هناك أيضا عدد من القضايا الأخرى، مثل قضية الميثاق الاجتماعي، العقد الاجتماعي، وهو وثيقة نسعى في الجزء الثاني من هذه الاجتماعات، التي سنلتقي فيها مع الكتل السياسية الأخرى، لكي نتداول حولها، ونأمل أن نخلص إلى وثيقة تمثل إجماعا كبيرا لقوى سياسية، على سبيل المثال “تخطي”، هناك “الحراك الوطني”، “التراضي الوطني”، هناك مجموعة “التيار الوطني”.
بالتأكيد، هذا الأمر سيسهم بشكل كبير في وحدة القوى المدنية السودانية.
• على ذكر وحدة القوى المدنية السودانية، برأيكم، كيف يمكن تحقيق هذا الهدف في الظروف الحالية؟
كل محاولة لوحدة القوى المدنية هي محل ترحيب، وننظر إليها في الكتلة الديمقراطية بإيجابية.
هناك أجسام سياسية أخرى، هناك تقدم (تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية) موجودة على الساحة، ويتجه المشهد الآن نحو بلورة تيار مدني سياسي اجتماعي ثوري جديد.
هذا الأمر يقلص عدد الكيانات المختلفة والمتباينة، ويجعل المجاميع (الجهات) السياسية السودانية قليلة العدد، ربما مجموعتين أو ثلاثة، مما يسهل عملية الحوار بين هذه المجموعات والاتفاق على كيفية الاسس المطلوبة لاستعادة الانتقال الديمقراطي، وكيفية الإسهام مجتمعين، كقوى سياسية، في وقف الحرب.
ظللنا نؤكد أننا منفتحون جدا نحو الآخر وندعو للحوار الشامل، وهذا الحوار الشامل يجعلنا نمد الأيادي بيضاء للجلوس مع كافة الأطراف الناشطة في الشأن السوداني من القوى المدنية.
• على ذكر جهود وقف الحرب، البعض يتهمكم بموالاة أحد طرفي الحرب، وهو الجيش، بصورة كبيرة، مما يؤثر في جهودكم لوقف القتال، كيف تردون؟
بعض المكونات المنضوية تحت لواء الكتلة الديمقراطية، على سبيل المثال، التزمت جانب الحياد لتلعب دور الوساطة، حينما تفجرت هذه الحرب اللعينة في الخامس عشر من أبريل، ولكن حينما اشتدت انتهاكات الدعم السريع على المدنيين انحازت هذه القوى للدفاع عن المدنيين.
نحن قوى سياسية، وهذه هي القيم التي تأسست عليها هذه المنظومات، وهذه أيضا المواثيق التي تواثقت عليها أحزاب الكتلة الديمقراطية،
لقد رفضنا كافة اشكال الانتهاكات، وكنا ولا زلنا ندعم شرعية وسيادة الدولة السودانية.
هذا الأمر بالطبع لا يمنع أن نعمل باليد الأخرى لوقف الحرب والوصول للسلام.
ظللنا نؤكد أن واحد من أقصر الطرق للوصول إلى السلام في السودان هو عبر الحوار المدني – المدني، لقد نشأت هذه الأزمة نتاجا للخلاف المدني – المدني، ومن ثم صار أحد تمظهراتها العرضية انخراط الأطراف العسكرية في الحرب، وبالتالي نحن نؤكد سعينا وجديتنا لكي نعمل مع كافة الأطراف من أجل الوصول للسلام.
نحن نعمل كذلك على مداواة آثار الحرب، ولا بد أن نقدم تضحيات كبيرة وجسيمة لتحقيق هذا الهدف.