مخاوف من آثار كارثية لقطع الانترنت الفضائي من السودان
كمبالا: 30ابريل2024: راديودبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو
من المقرر ان تقطع شركة اسبيس اكس خدمات الانترنت الفضائي “استارلينك” من السودان في غضون الساعات القادمة، وبحسب متابعات راديو دبنقا فان خدمات الانترنت الفضائي بالسودان لا زالت تعمل حتى مساء اليوم الثلاثين من ابريل وهو الموعد الذي قطعته شركة “اسبيس اكس” لإيقاف الخدمة بالسودان، حيث أرسلت في منتصف ابريل الحالي في رسالة معممة لمستخدمي خدمة “استارلينك” في السودان انه وفقاً لشروط الاستخدام فلا يسمح بالخدمة الا في البلدان المصرح بها.
قارب نجاة
باتت خدمات الانترنت الفضائي التي توفرها اجهزة “استارلينك” قارب نجاة لقطاع واسع من المواطنين السودانيين حيث تعتمد عليها اجزاء واسعة من السودان بعد ان توقفت شركات الاتصالات السودانية في البلاد بسبب الحرب الدائرة بين القوات المسلحة والدعم السريع منذ ابريل 2023م، وتسود مخاوف وسط السودانيين من أن يفاقم انقطاع الاتصالات عبر الانترنت الفضائي مأساة المواطنين الذين لا زالوا يعيشون في المدن والمواقع المتأثرة بالحرب والتي توقفت فيها كل اشكال ومصادر الدخل ويعتمدون كليا على التحويلات البنكية لأبناء الأسر الذين سمحت لهم الظروف بالخروج من السودان، حيث ان قطعها الاتصالات عبر استارلينك سيجعل آلاف السودانيين في عزلة عن العالم ويحرمهم من دعم الاهل والاقارب.
قلق ومخاوف
تنتاب قطاع واسع من السودانيين هذه اللحظات مخاوف من تنفيذ قرار قطع خدمات الانترنت الفضائي الذي اعلنته شركة اسبيس اكس المالكة لأجهزة “استارلينك” ويقول مواطن في منطقة نتيقة بجنوب دارفور عمر بدوي حمودة “إن قرار قطع الانترنت الفضائي سيكون له آثار كارثية على حياة المواطنين بسبب عدم قدرتهم على التواصل مع ذويهم خارج البلاد، واشار إلى ان أغلب الأسر الآن تعتمد على أبنائها في الخارج لمدها بالمال لتتمكن من توفير احتياجاتها المعيشية، وبالمقابل فإن من هم في الخارج يعتمدون على الانترنت الفضائي لمعرفة اخبار اقربائهم في السودان في ظل ظروف الحرب والقلق الدائم عليهم.”
في الاثناء تعتمد المنظمات الطوعية ولجان الطوارئ والمتطوعين في مختلف ولايات البلاد على الانترنت الفضائي لتلقي الدعم من الخيرين عبر التطبيقات البنكية وتقديم المساعدات الانسانية للمواطنين المتضررين من الحرب، وتقول عضو غرفة طوارئ ولاية الخرطوم هند الطائف “إان غرف الطوارئ في مختلف ولايات السودان تعتمد في تقديمها للمساعدات والخدمات للمواطنين على التبرعات التي تصلها من الخيرين عبر التطبيقات البنكية اضافة إلى ان نقل احتياجات المواطنين للخيرين يتم عبر التواصل بالانترنت الذي توفره أجهزة “استارلينك” التي انتشرت في اجزاء واسعة من السودان خاصة المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع حيث تسمح بتشغيلها على عكس المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التي صادرت عدة اجهزة في عدد من مناطق سيطرتها.”
بينما اشار المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام بالخرطوم محمد عبد الله كندشة في صفحته على فيسبوك إلى الخرطوم تعاني الان أزمة نقد (كاش) طاحنة، لان اغلب من لديهم مبالغ في تطبيقاتهم البنكية لجأوا إلى استبدالها بعملات نقدية، كما ان من يملكون مبالغ نقدية كبيرة قد اخفوها بسبب تداعيات الأنباء عن إيقاف الانترنت الفضائي “استارلنك”.
مساعي لوقف التنفيذ
مع اقتراب المواعيد التي قطعتها شركة “اسبيس اكس” لقطع خدمات الانترنت الفضائي عن السودان سارعت الكثير من المؤسسات الحقوقية والطوعية للتواصل مع الشركة للعدول عن قرارها الذي سيخلف آثاراً كارثية على الشعب السوداني، فقبل ساعات من الموعد قالت مجموعة محامي الطوارئ انها خاطبت الشركة المالكة لخدمة الانترنت الفضائي استارلينك للمطالبة باستثناء السودان من قرار قطع خدمات الاتصال في عدد من البلدان من بينها السودان.
وذكرت مجموعة محامو الطوارئ- في تعميم على صفحتها على منصة اكس، اطلع عليه راديو دبنقا، انها اوضحت للشركة المالكة لخدمات استارلينك الظروف والمخاطر التي ستترتب على القرار، وطالبت باستبعاد السودان من أية اجراءات تتعلق بقطع الخدمة حفاظاً على حياة الملايين من السودانيين، واشارت المجموعة الحقوقية إلى ان الحق في الاتصال هو أحد حقوق الانسان.
وأوضحت عضو محامي الطوارئ نفيسة حجر لراديو دبنقا ان المجموعة لم تتلق رداً من الشركة حتى الآن، لكنها توقعت ان تعدل الشركة عن قرارها بعد ان اطلعت على الكثير من النتائج التي ستنجم عن توقف الخدمة في السودان، والتي وصفتها بأنها كارثة انسانية تضاف إلى الكوارث التي خلفتها الحرب، واشارت إلى ان النداء الذي تقدمت به مجموعة محامي الطوارئ مبني على ضرورة مراعاة الظروف الاقتصادية للمواطنين السودانيين الذين يعتمدون على التحويلات البنكية من الخارج، وقالت ان هذا يأتي في اطار الحرب على المواطنين عبر سلاح الغذاء.
وسبقت مجموعة محامي الطوارئ في التواصل مع شركة اسبيس اكس منظمة “حاضرين” السودانية التي قالت قبل يومين في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي ان الشركة المالكة لخدمة الانترنت الفضائي “استارلينك” وافقت على طلبها باستثناء السودان من قرار ايقاف الخدمة من بعض الدول غير المصرح بها.
طلب حكومي
وعبرت عضو محامي الطوارئ نفيسة حجر عن أسفها لقرار الشركة المالكة لخدمات الانترنت الفضائي مبني على طلب من الحكومة السودانية، وما يؤكد ذلك رد الشركة على احد العملاء بقولها “للإجابة على مخاوفك، يتعين علينا الالتزام بلوائح الحكومة المحلية للعمل داخل بلد ما ومن هنا جاء الإشعار الذي تلقيته” اضافة إلى ان اجهزة استارلينك تنتشر بصورة واسعة في مناطق سيطرة الدعم السريع في وقت صادرت القوات الامنية في منطقة سيطرة القوات المسلحة على عدة اجهزة للانترنت الفضائي.
شركة “اسبيس اكس” اشارت في ردودها على العملاء إلى ان الخدمة ستتوقف في بعض البلدان التي لا تمتلك فيها تصريح لتوفير خدمة استارلينك، لكن خبراء أشاروا إلى ان القرار يعطي العملاء الحق في اعادة اجهزة استارلينك بعد كل شهرين للبلدان التي تم فيها شراء الخدمة ومن ثم شراء خدمة جديدة واعادتها إلى السودان، و نبهوا إلى ان هذا الخيار فيه صعوبات تتمثل في الترحيل، بينما هناك خيار ثاني يتمثل في الاشتراك في الباقة العالمية “قلوبال” بمضاعفة تكلفة الاشتراك، بيد أن هذا الخيار قد يزيد الاعباء على المواطنين بزيادة تعرفة الاتصال.