مجلس الأمن يعقد جلسة خاصة حول الوضع في الفاشر والتدخل الخارجي  في الصراع

مجلس الامن الدولي- مصدر الصورة: الأمم المتحدة

نيويورك: 29 أبريل  2024 (راديو دبنقان

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة خاصة اليوم لبحث تصعيد العمليات العسكرية في الفاشر. وأعرب أعضاء المجلس عن القلق لذلك التصعيد ومخاطره على مئات الآلاف من المدنيين بمن فيهم النازحين من مناطق أخرى، وسكان الفاشر الأصليين.

وكانت بعثة السودان الدائمة في الأمم المتحدة قد طالبت المجلس بوضع حد لدعم الإمارات لقوات الدعم السريع بالسلاح، فيما تستعد السعودية لاستضافة مفاوضات السلام بمدينة جدة بمشاركة أطراف عديدة في مقدمتها الولايات المتحدة والإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، و”ربما” الإمارات وجمهورية مصر العربية.

خفض التصعيد

وقدمت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد عدة اقتراحات لوقف ذلك التصعيد بما فيها وقف إمدادات السلاح التي تقدمها دول خارجية إلى كل من الجيش والدعم السريع من بين تلك الدول الإمارات العربية المتحدة.

وفي تصريحات عقب انتهاء الجلسة الخاصة اليوم حذرت السفيرة الأمريكية مما وصفته بمجزرة وشيكة في الفاشر وقالت “اجتمع مجلس الأمن اليوم لبحث الأزمة في الفاشر، التي توشك على وقوع مجزرة واسعة النطاق فيها. هذا ليس تحليلاً للوضع، بل حقيقة قاتمة تواجه ملايين الأشخاص. هناك بالفعل تقارير موثوقة تفيد بأن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها قد داهمت عدداً من قرى غرب الفاشر. وفي الوقت الحالي، تخطط قوات الدعم السريع لشن هجوم وشيك على الفاشر. كما قلت سابقًا، يكرر التاريخ نفسه في دارفور بطريقة مأساوية للغاية، وسيكون أي هجوم على الفاشر كارثة فوق كارثة، حيث سيضع 500 ألف نازح داخليًا في خطر، وهم أشخاص نزحوا من جميع أنحاء المنطقة بحثًا عن ملاذ آمن. يضاف إلى هؤلاء مليونا سوداني يعتبرون الفاشر موطنهم. تلوح في الأفق أزمة ذات أبعاد فظيعة، ولتجنب الموت والدمار والمعاناة، هناك خمسة أشياء يجب القيام بها على الفور.”

وفي مقدمة تلك الاقتراحات التي قدمتها سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إنهاء قوات الدعم السريع لحصاره على الفاشر ووقف تعزيز قدراتها العسكرية بالمنطقة:

 أولاً، يجب على قوات الدعم السريع إنهاء هذا الحصار وعدم تعزيز قواتها العسكرية في الفاشر وأن تتعهد بعدم شن أي هجوم على المدينة.

ثانياً، على جميع أطراف النزاع اتخاذ خطوات عاجلة لخفض التصعيد. وقد دعا مجلس الأمن الدولي إلى ذلك بالفعل، لكن هذا لا يكفي. يجب على كل دولة عضو أن تتحدث علنا، ويجب على المجتمع الدولي بأكمله أن يتحدث علانية.

ثالثًا، على الجهات المسلحة المتقاتلة في السودان احترام القانون الدولي وحماية المدنيين، وأن تضع في اعتبارها اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق في جرائم الحرب.

رابعاً، يجب على جميع القوى الإقليمية وقف تقديم الأسلحة لكلا الجانبين، وفقًا لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة.

خامساً وأخيرا، يجب على الأطراف المتحاربة الدخول في مفاوضات مباشرة في جدة، لأن هذا النزاع لن يُحل على ساحة المعركة، بل سيُحل على طاولة المفاوضات. يجب على جميع الأطراف السماح بوصول كامل وسريع وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوصول عبر الموانئ البحرية والخطوط الجوية. هناك حاليًا 5 ملايين شخص في السودان على حافة المجاعة، وعشرات الملايين من الناس في حاجة ماسة للمساعدات. ومع ذلك، تواصل الأطراف المتحاربة عرقلة وصول المساعدات الإنسانية ومنع وصول ممثلي وسائل الإعلام.

وحثت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد أجهزة الإعلام على مساعدة السودانيين لتجنب مجازر في الفاشر وأضافت “لدي طلب عاجل منكم جميعًا كإعلاميين: ساعدونا في تحذير العالم من المخاطر الجسيمة التي يواجهها سكان الفاشر، والذين هم محاصرون وتحت تهديد العنف والمجازر. يعتمد شعب السودان علينا جميعًا في هذه اللحظة الحرجة.”

وفي ردها على سؤال حول أهمية ما دار داخل الجلسة من نقاش مع الدول الأعضاء التي يعتقد أنها تمد الأطراف المتحاربة بالسلاح ومن بينها الإمارات، شددت على أهمية وقف تزويد الجيش والدعم السريع بالسلاح التزاما بقرارات مجلس الأمن في هذا الصدد: “هذا مهم للغاية، لأننا نعلم أن كلا الجانبين يتلقى الدعم، سواء بالأسلحة أو أنواع أخرى من الدعم، لتغذية جهودهما في الاستمرار في تدمير السودان. نعم، لقد تواصلنا مع أطراف في ذلك، بما في ذلك مع نظرائنا من الإمارات العربية المتحدة.”

:واضافت السفيرة الأمريكية أنهم ابرزوا قضية الدعم الخارجي خلال الجلسة المغلقة

لقد أثرنا هذا كمصدر للقلق لقد تم الحديث عنه في محادثاتنا المغلقة كما تم ابرازه خلال المشاورات الخاصة ولقد دعونا مباشرة جميع الدول التي تقدم الدعم للدول المتحاربة لوقف هذا الدعم وسنستمر في الضغط على تلك الدول للاستجابة إلى ذلك.

يجب أن يعود الطرفان لمحادثات جدة

من جانبه أعرب سفير المملكة المتحدة في الأمم المتحدة جيمس كاريوكي عن القلق بشأن الأزمة الإنسانية وخطر المجاعة المحدق والعقبات الموضوعة أمام قوافل الإغاثة، وقال في تصريحات صحفية عقب الجلسة المغلقة إن الهجوم على الفاشر يمثل خطرا وشيكا على المدنيين في المدينة.

“كما سمعتم من زميلتي الأمريكية أعرب المجلس خلال جلسته المغلقة عن قلقه بشأن الأزمة الإنسانية، كما يعرب عن قلقه بشأن حجم مخاطر المجاعة وتهجير السكان. وقد علمنا بشكل خاص مدى خطورة مشكلة وصول المساعدات الإنسانية بالنظر إلى العقبات التي يفرضها كلا من جانبي النزاع على وصول المساعدات الإنسانية، وتعزيز القدرات العسكرية حول الفاشر كان المجلس متحدًا في المناقشة وفي بياننا الصادر نهاية الأسبوع حول قلقنا بشأن احتمال تصعيد الوضع هناك والخطر الوشيك الذي يهدد مئات الآلاف من الأشخاص في الفاشر والذين لجأوا إليها، والعديد منهم قدموا من معسكرا أخرى للنازحين داخليًا. كما تعلمون إن آخر ما يحتاج إليه السودان هو تصعيد النزاع المستمر طوال العام الماضي والمجلس قلق إزاء الوضع الإنساني وقلق بشأن  مخاطر المجاعة ونزوح السكان، نسمع عن كيفية وضع عقبات أمام قوافل الإغاثةمن الطرفين، إذن ما الذي نحتاج إلى القيام به، وما نحتاج إلى رؤيته، وما كنا واضحين بشأنه، هو أننا نحتاج إلى رؤية خفض للتصعيد، ونحتاج إلى رؤية وصول المساعدات الإنسانية، ونحتاج إلى رؤية كلا الجانبين يعودان إلى المحادثات السياسية في جدة.”

Welcome

Install
×