غضب وتوتر في شرق السودان بسبب تصريحات “عنصرية” في إذاعة أمدرمان
كسلا- بورتسودان: 21 أبريل 2024: راديو دبنقا
انتظمت شرق السودان، منذ أمس السبت، حالة من التوتر والغضب الشعبي بسبب تصريحات لمدير جهاز الأمن السابق في كسلا في الإذاعة القومية قالوا إنها شككت في هوية مكونات اجتماعية في شرق السودان.
ونظم مئات المحتجين وقفة احتجاجية في حي القادسية ببورتسودان يوم السبت تنديداً بالتصريحات مطالبين الحكومة باتخاذ موقف واضح وصريح مما يجري.
وجاءت الاحتجاجات على خلفية تصريحات لمدير جهاز الأمن السابق بولاية كسلا اللواء امن معاش بدر الدين عبد الحكم في مقابلة بثتها إذاعة أمدرمان يوم الجمعة إن إبراهيم محمود وزير الداخلية الأسبق، وصالح عمار والي كسلا الأسبق، وعبدالقادر اقيراي مستشار حميدتي السابق أجانب من دولة إرتريا، وحميدتي قائد الدعم السريع من تشاد، وأضاف “لا يمكن أن يسمح للاجئين بحمل السلاح للدفاع عن البلاد مطالباً بسحب الجنسية منهم”
وقال ناشطون لراديو دبنقا إن مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون التقى عدداً من منسوبي البني عامر في بورتسودان يوم السبت وتقدم باعتذار عما جرى، وتعهد أمامهم باتخاذ إجراءات حاسمة، كما أوفد مدير الإدارة السياسية بالهيئة إلى ناظر البني عامر لتقديم اعتذار رسمي وأعلن إيقاف المذيعة التي أجرت المقابلة مع مدير جهاز الأمن السابق بكسلا.
مناقض لأخلاقيات المهنة
وقالت نقابة الصحفيين في بيان إن إذاعة مثل هذه التصريحات تناقض قواعد وأخلاقيات المهنة منددة بقوة بتلك العبارات المسيئة واعتبرتها نموذجا صارخا لخطاب الكراهية.
وأدانت النقابة بث المقابلة المذكورة، واعتبرتها سقطة جديدة في مستنقع خطابات الكراهية التي ارتفعت معدلات انتشارها وتداولها بصورة مكثفة منذ بدء الحرب بالسودان في أبريل العام الماضي.
وطالبت النقابة، الإذاعة السودانية بالاعتذار فوراً، وعلى أثيرها العام، عن الإشارات المسيئة التي ما كان يجب أن تصدر عن أثيرها الذي يحمل صفة” القومية”.
منصة لخطاب الكراهية
من جانبه، اتهم تجمع شباب البني عامر والحباب ولاية كسلا مدير جهاز الأمن السابق بولاية كسلا اللواء امن معاش بدر الدين عبد الحكم بأنه راعي الفتنة والمشاكل القبلية التي حدثت بشرق السودان ابان توليه رئاسة الجهاز بكسلا عبر تبنيه ما وصفوه بالخطاب العنصري والجهوي مما أدى لمقتل عدد من المواطنين.
وأعرب التجمع عن أسفه لاستضافة الإذاعة السودانية (ام درمان) له تحت مسمي خبير ومحلل عسكري. وقال إن الإذاعة القومية (ام درمان) أصبحت منصة لبث خطاب الكراهية والعنصرية بين أبناء الوطن الواحد ومنبر لزعزعة النسيج الاجتماعي بشرق السودان وحملها مسؤولية أي انفلات أمني قد يحدث بالشرق.
وقال التجمع إنه سيتابع الإجراءات القانونية واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الحقوق من التطاول.
تأجيج للفتنة
من جهتها، قالت مبادرة أبناء البجا بالخدمة العامة لتعزيز السلم المجتمعي بشرق السودان إن التصريحات محاولة لتأليب أهل السودان على بعض مكونات الشرق وتأجيج نار الفتنة سعياً منهم لإحداث فوضى وانفلات أمنى ومجتمعي ويمكن أن يؤدى لفقدان السيادة الوطنية.
ووصفت في بيان تحصل عليه راديو دبنقا ما أدلى به مدير جهاز الأمن السابق بكسلا للإذاعة السودانية بالكذبٍ وصناعة الكراهية وإنه من أعظم مهددات الأمن والسلم المجتمعي ويهدف لتحويل الوحدة البجاوية إلى ضعف.
وأعربت عن استغرابها لخوض الإذاعة فيما وصفته بأحاديث الإفك وإتاحة فضاءاتها الواسعة له، مبينة إن ذلك الصوت يريد العيش على وهم التناقض الإثني لإشعال شرق السودان.
نكوص عن القومية
بدوره، اعتبر مؤتمر البجا التصريحات التي بثتها الإذاعة نكوص وارتداد من الإذاعة القومية عن قوميتها ومهنيتها بإجراء هذا اللقاء خاصة في هذا التوقيت٠
وقال في بيان تحصل عليه راديو دبنقا إن التمدد الجغرافي والسكاني للمكونات المجتمعية شرقا (كما في بقية الجهات) حقيقة تاريخية ومصدر فخر واعتزاز مؤكداً السعي لتمتينها وتقويتها للمصالح والعلائق والدماء المشتركة والمتداخلة.
إدانات
من جهته أدان إبراهيم الميرغني، القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في تدوينة على منصة إكس، “الادعاءات العنصرية التي يطلقها من احرقوا البلاد بنيران الفتن فلم يجدوا سوى شرق السودان مكاناً يأويهم بعد أن ضاقت بهم أرض السودان بما كسبت أيديهم “.
من جانبه قال أسامة سعيد المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” في تدوينة على منصة إكس “إن حديث اللواء أمن بدرالدين عبد الحكم الذي وزع فيه شهادات الوطنية والجنسية على البعض ونزعها من قبيلة البني عامر أكبر مكونات شرق السودان انه خطاب عنصري بغيض يمثل حكومة بورتسودان وصدر عبر إذاعتها الرسمية وهي المسؤولة عنه ولا أحد سواها.”