خطاب البرهان .. نقطة سطر جديد أم خيارات صفرية
بروكسل: الخميس 11 أبريل 2024: راديو دبنقا
تقرير: محمد سليمان
مثل خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمناسبة عيد الفطر منعرجاً جديداً في الساحة السياسية، ومحاولة لإلغاء تواريخ وأحداث غيرت المشهد السياسي في السودان مثلت في ثورة ديسمبر التي أسقطت نظام الإنقاذ، وشدد البرهان في خطابه أن لا عودة لما قبل الحرب والثورة وانقلاب 25 أكتوبر. من جانبه شدد قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي في خطابه بمناسبة العيد على حسم المتفلتين والتعامل معهم بحسم.
خطاب مكثف جداً
يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد موسي حريكة أن خطاب البرهان كان قصيرا ومكثفا جداً ويتيح الرؤية من أكثر من زاوية، ومن المفترض أن يكون خطاب للأمة خطاب العيد، ويشير إلى أن الخطاب حمل اللاءات الثلاثة لا عودة إلى ما قبل 15 أبريل، ولا عودة إلى ما قبل 25 أكتوبر، ولا عودة لأبريل 2019 وهو نهاية نظام حكم البشير، ببساطة شديدة جداً كمن يقول الآن بداية الخلق، وكل ما كان في تاريخ السودان غير موجود وأن البرهان فقط هو الموجود وهو الذي يحدد مستقبل وماضي وحاضر السودان.
ويتابع حريكة قائلا في حديث لراديو دبنقا ” لم يخاطب البرهان موضوع استمرار الحرب والواقع المؤسف المؤلم الذي يعيشه الشعب السوداني، بل خاطب أحلامه الذاتية جداً والمربوطة بمعركة الكرامة، وهذا يعني نسف حقيقي لكل الانتفاضة والثورة التي تمت في ديسمبر، وفيه تلويح لشركائه وفيه نوع من التكتيك، ويواصل حديثه إذا اعتبرنا أنه لا عودة إلى ما قبل 19 أبريل فهذا يعني سلطة الإنقاذ ونعلم أن سلطة الإنقاذ موجودة الآن بكل ثقلها والفلول هم الآن من يديرون الحرب خلف الكواليس وأصبحت الأشياء مسرح للعرائس.
التأريخ يبدأ من هنا
ويضيف حريكة في تقديري ومرة أخري البرهان يريد أن يقول أن التاريخ يبدأ من هنا وينتهي من هنا في شخصية البرهان، وهذا يعني غلق الطريق أمام أي حوار سياسي لأنه يقول أنه لا يتحدث مع شخص أو جهة أو أحد إلا بعد انتهاء المعركة والذي يفترض البرهان أنه هو الطرف المنتصر الذي سيكتب التاريخ حسب المقولة المنتصرون هم الذين يكتبون التأريخ.
ويؤكد أن البرهان خطابه اللاحق لهذا الخطاب في يوم صلاة العيد حدد المسائل بوضوح جداً أن الذين سيحكمون السودان هم الذين خاضوا معركة الكرامة فهو يدفع الثمن للذين خاضوا معه معركة الكرامة وهذه الأطراف معروفة جداً.
وحريكة إلى أن الخطاب لم يحدد أي انتخابات ولا استفتاء ومن يحكم السودان وكيف يحكم السودان ولم يقدم أي إجابة للسؤال الأزلي وهو المشكل السوداني والصرعات، ويقول البرهان الآن من سيحكم السودان الآن وفي المستقبل.
حسم المتفلتين
ويري الكاتب والمحلل السياسي محمد موسي حريكة أن العقدة الرئيسية للدعم السريع هي عقدة ممتدة على نطاق عالمي المحاكمات العالمية والرأي العام العالمي بالإضافة إلى الرأي العام المحلي، والذي ارتبطت بالعنف والقتل والاغتصاب، وغيرها من الأشياء، وينوه إلى أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ” حميدتي ” أشار بصورة واضحة في خطابه بمناسبة عيد الفطر المبارك للمتفلتين وكان الدعم السريع ذكر من قبل بأنه كون لجنة بقيادة الجنرال فضيل ولها صلاحيات قضائية وغيرها لمحاكمة المتفلتين، ويضيف لكن بالرغم من ذلك ظلت التجاوزات موجودة في الجزيرة والدعم السريع يحاول أن يخلي طرفة منها ويقول أن هذه الانتهاكات من قبل متفلتين مدعومين من جهات أخري، ويتابع حميدتي في خطابه شدد على أن هذه الفئة لابد أن يتعاملوا معها بحسم.
خطاب فيه نوع من الجدية
ويمضي حريكة إلى أن خطاب المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيريللو من الناحية السياسية والإعلامية خطاب فيه نوع من الجدية، ويشير إلى أن بيريللو زار كل دول الجوار وتحدث مع كل الأطراف المؤثرة والمتأثرة بالحرب الجارية في السودان، ويضيف هو يقرن المسألة السودانية بالجوعى في الحدود التشادية السودانية وغيرها من المناطق الأخرى وحتى في داخل السودان في معسكرات النازحين. ويري أن أمريكا جادة فقط من خطاب بيريللو، ويقول لكن لا يمكن النظر إلى هذه الأشياء من خلال السياسة العالمية. أمريكا الآن غارقة في مستنقعات كثيرة جداً، الانتخابات الأمريكية، البحر الأحمر ومشكلات الحوثيين وما يجري في قطاع غزة والمعارضة الإسرائيلية ونتنياهو، ويبدو من الصعب جداً أن تلتفت أمريكا بكامل قواها إلى ما يجري في داخل السودان.
ويوضح حريكة أن الوعود التي أطلقها بيريللو ستظل في هذه اللحظة في مرحلة الاختبار لان المأساة السودانية الآن في قمتها ويضيف نأمل أن يتوجه لمخاطبة الرأي العام العالمي لما يحدث وأن تتجه أمريكا لمجلس الأمن لفرض حالة ما سواء كان البند السابع أو غيرة حتي يطمئن الشعب السوداني أن قضيته ليست شعارات ولا مزايدات في السوق العالمي أو البورصة العالمية ولا حتي لا يضيع في البازار السياسي العالمي.