أبريل حلم العودة .. ذكرى انتفاضة واعتصام وثورة باقية
امستردام: السبت :6 أبريل2024: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
لم تمر ذكرى السادس من أبريل، الذكرى الخامسة للانتفاضة الشعبية والاعتصام، أمام قيادة الجيش السوداني كيوم عادي على شعب هذا البلد، فقد عبر عنه السودانيون والسودانيات بطرق مختلفة رمزيًا عبر الأسافير على الرغم من ظروف الحرب الدائرة الآن بين “شريكي انقلاب أكتوبر 2021” الذي نفذه طرفا القتال حاليا قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو.
ونشط هاشتاق أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، دعا فيه المنظمون أن يتفاعل كل عبر صفحته، مع التشديد والتنبيه بالالتزام في الموعد، نفس توقيت الثورة أيامها، وذلك تعبيرًا عن احتجاج جماهير الشعب السوداني “الثائرة” بهذا الإشعار: اليوم السادس من أبريل الساعة السابعة مساء بتوقيت السودان سنضع هذه الصورة على صفحاتنا ومعها جملة :
( هذه البلاد تخصنا )
وهاشتاق
السادسمنابريل_العظيم
أرسل لخمسة أشخاص أو قروبات ممن تعرفونهم، ودعونا نسير موكبًا اسفيريًا يطوف العالم كله
لا تنسوا * السابعة بتوقيت السودان *
ولا تنسوا الإرسال للأشخاص والقروبات الخمسة * …
وفق هذه الدعوة أراد منظمو ومنفذو الحملة والفعالية أن يرسلوا رسالة مفادها أن ” شهر أبريل باقٍ في الوجدان السوداني باعتبار أن ذكرى ثورة واعتصام الثوار أمام القيادة العامة للجيش في أبريل 2019، هي امتداد لانتفاضة 6 أبريل 1985، ومصدر إلهام للثوار، يتمدد عبر الأجيال الجديدة تعبيرًا عن التمسك بسلمية الثورة ورفضًا للعنف وطرق تعامل النظم الشمولية والعسكرية، مع حق الشعب في التعبير عن حقوقه ، ووعد بالعودة لشعار الثورة، حرية، سلام وعدالة “.
جذوة الثورة لن تنطفئ:
في هذا السياق يقول القيادي في المجموعات الشبابية والثورية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أبوبكر فيصل لـ”راديو دبنقا”، إنَّ الهدف من تداول منشور “هذه البلاد تخصنا” مرفق معه هاشتاق #السادسمنابريل_العظيم “هو التذكير بأن جذوة الثورة لن تنطفئ والتذكير بأن الثوار على العهد باقون، ويشدد فيصل في قوله ” ظن أعداء الثورة أنه مع اشتعال حرب 15 أبريل أنهم قضوا على الثورة، لكن ذكرى 6 ابريل ” تعني، برأيه “أن الثوار قرروا أن يستغلوها لتوصيل رسالة لكل أعداء الثورة أنه ما زالت مستمرة حتى بت مطالبها”.
و نظرًا لصعوبة خروج المواكب، كما يقول فيصل، في ذكرى 6 أبريل ،كما درجت العادة في السنين الماضية، بسبب الحرب، قرر عدد كبير من الثوار أن يطلقوا عند الساعة السابعة بتوقيت السودان مليونية اسفيرية، يشاركون فيها كل الثوار بالمنشور، والهاشتاق #السادسمنأبريل_العظيم مع صورة قطار عطبرة في القيادة العامة.
ويشير القيادي في المجموعات الشبابية أبوبكر فيصل إلى أن الدعوة للمليونية الاسفيرية، بدأت منذ صباح اليوم عبر المنشورات والبعض أرسلها في مجموعات الدردشة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و تطبيقات الواتساب، ويقول “حتى الآن المليونية الاسفيرية نجحت نجاح كبير و اشعلت كل مواقع التواصل الاجتماعي”.
هذه البلاد تخصنا:
وفي ذات السياق تداول الكاتب الصحفي المقيم في رومانيا د. عصام محجوب الماحي هذا الشعار (هذه البلاد تخُصّنا) ونحِبّها!
ويشير الماحي في حديثه إلى ” راديو دبنقا ” أن” الثورة حيّة فينا لا تهزمها حتّى الحرب التي اشعلها الكيزان “.
ويضيف الماحي في حديثه “تتجدّد فينا ارادة الاستمرار فيها لتحقيق النصر.. والثورة في دواخلنا بركان يغلي لن يهدأ، ولن تهزمها الحرب التي اشعلها “الاسلاميون “، ويقول ” لن نقِف أمام السياج وتجاربنا أثبتت أن الشوارع لا تخون.. وسنعفِّر أرجلنا في مواكب الثورة المُستمِرّة المنتصِرة بإذن الله”.
ويشدد الكاتب الصحفي على أنه لا يقِف على الحياد تجاه ما تشهده البلاد من قتل ودمار في ظل “الحرب اللعينة القذرة” التي تجري في السودان، ويضيف: “بل نصطف مع دُعاة وقف الحرب ومحاسبة مَن تسبب فيها من “الكيزان” ومَن لفّ لفّهم ومشى في دربهم ولطخ يديه بدماء الأبرياء وتسبب في الدمار الذي شهدته البلاد وتشتيت العباد.
غير أنه عبر عن أسفه لكون الاحتفال بذكرى انتفاضة مارس- أبريل 85 في ظل المشهد السوداني الراهن، لا يدفعه إلّا للتأمل في النُخب والأجيال التي افشلت ثلاثة ثورات في السودان، أكتوبر 64 وانتفاضة 85 وثورة الشباب في ديسمبر 2018 التي انتصرت في 11 ابريل 2019.
ويقول د. عصام محجوب الماحي في الحديث مع “راديو دبنقا” لم يتوفر للشعب فرصة ان يحقق ثلاثة ثورات على أنظمة ديكتاتورية عسكرية وفي نفس الوقت تفْشَل نُخبه في إدارة تلك الثورات والانتقال بالسودان وشعبه نحو مستقبل افضل.
كنخب فشلنا:
ويرى بنظرة تأنيب “كنخب افشلنا ثورة بعد ثورة، وكان لا بد للفشل العارم أن يتجاوزنا ويمسك أيضًا بكل الشعب فترك انظمة ساقطة من كل النواحي، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، لتبقى سنين عديدة في الحكم تدير شأنه من تراجع وتوقف للتنمية، لتدهور ودمار في كافة المجالات.
ويتساءل الماحي في حيرة بقوله “لماذا لم نسأل انفسنا كيف حكم ذلك التنظيم الكرتوني – الاتحاد الاشتراكي – السودان، ستة عشر عامًا وعلى رأسه ديكتاتور تقلَّب من اليسار محتفلًا بعيد ميلاد لينين، لليمين جاعلًا نفسه أميرًا للمؤمنين، يقطع، يبتر، يسجن ويشنق كما يريد ويشاء؟
ويعيد التذكير بأنه بعدما طرده الشعب من السلطة في ثورة عارمة وجعله هاربًا، عاد السفاح، جعفر نميري، في ظل نظام “الانقاذ المباد” ليفرض “الديكتاتور المجرم” عمر البشير، على الشعب استقباله والتحدث عن محاسنه في ظل سيئات وجرائم البشير نفسه، دون أن يدري أن الاحتفاء بجعفر سيكون في ظل المقارنة بينه وعمر فيا للمفارقة..!
ويواصل الكاتب الصحفي تساؤلاته ويقول كيف استطاع نفس الشعب الذي تجرع المرّ منذ عهد نظام جعفر نميري أن يترك البشير يحكمه ثلاثة عقود ونيف من الزمان؟ “
وينوه الماحي الى ان هذه الاسئلة التي يجب ان يسألها اي سوداني منذ ثلاثين سنة ما الذي جناه السودان ؟”.
أجيال أعادت التوازن:
ويقول الماحي”كُنّا في حالة يأس وفقدنا توازننا الذي أعادته إلينا الأجيال التي اعمارها دون الثلاثين سنة وما أدنى من ذلك، والتي صنعت الثورة ومرّغت أنف “الكيزان” وكافة جماعات الإسلام السياسي في التراب بهزيمة نظامهم الذي ارتكب كل الموبقات، أمام أعيننا ولم نفلح في إسقاطه بل هربنا زرافات ووحدانًا، كل يبحث له عن حل لمشكلته الشخصية، ولا استثنى نفسي من ذلك ” ، ويتابع “بينما تركنا مشكلتنا التي تجمعنا تتازّم وتتمزق حتى صار الطريق لحلها يمرّ عبر أسوأ الخيارات”،
ويخلص إلى أنه لايعتقد أن الفشل من النخب فقط وإنما فشل أجيال بأكملها منذ ثلاتين سنةً.
ويرى الكاتب الصحفي د. عصام محجوب أنه ليس في رأيه هذا أي إساءة للشعب، كما يظن ويعتقد البعض، وإنما هي حيثيات يجب أن تدفعهم للاعتراف بالحقائق التي فيهم وحولهم لتبدأ المعالجة.. ويقول بدون الاعتراف بالحقائق لا نستطيع أبدًا إجراء أي تصحيح في الراهن للانطلاق لمستقبل أفضل، وسيظل الراهن ملغمًا بعوامل الفشل التي تحيط بنا وسنفقد التطلَّع نحو التغيير والسير في طريقه بخطى ثابته.