القوات المسلحة: خلافات في كابينة القيادة
الثلاثاء : 2 أبريل 2024 (راديو دبنقا)
أثارت التصريحات الصادرة عن الفريق أول ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، أمس الاثنين الكثير من ردود الأفعال بالنظر إلى أنها جاءت بعد ايام من تصريحات الفريق شمس الدين الكباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، ما دعا البعض لاعتبارها ردا مباشرا على هذا الأخير. وذهب البعض إلى الحديث عن خلافات في قمة هرم المؤسسة العسكرية الأمر الذي يهدد بانفراط عقد الانضباط في حال تصاعد هذه الخلافات.
لابد من التعامل بحذر مع هذه التصريحات
وفي رده على أسئلة راديو دبنقا، دعا الأستاذ فيصل محمد صالح، الصحفي والكاتب السياسي، إلى التعامل بحذر مع تصريحات الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، لأنها يمكن أن تؤدي إلى اتجاهات مختلفة وأنه قبل الاستقرار في التحليل، يمكن أن تتخذ اتجاهات جديدة. وفسر الأستاذ فيصل محمد صالح في حديث لراديو دبنقا ذلك بعدد من الأسباب وأولها أن الفريق ياسر العطا اعتاد الحديث في كل شيء وأنه يقوم بالتعبير عما في عقله في اللحظة المحددة وبغض النظر عن انعكاساتها أو ما إذا كانت ستحقق أم لا. كما يمكنه إصدار قرارات وتوجيهات خلال خطاباته دون أن يكون لذلك أثر وهذه طبيعته في الخطابة التي تعتمد على الارتجال وعدم الإعداد المسبق الأمر الذي يتطلب الحذر في التعامل مع مثل هذه التصريحات.
البرهان وحميدتي كانا على قلب رجل واحد وتحاربا
واعتبر الأستاذ فيصل محمد صالح أن السبب الثاني مرتبط بطبيعة الخلافات بين القيادة العسكرية وهو أمر طبيعي ويحدث كثيرا ولا معنى للكلام عن أنهم على قلب رجل واحد. وذكر الأستاذ فيصل محمد صالح بأن البرهان وحميدتي كانا في السابق على قلب رجل واحد وتوحدا ضد المدنيين وانقلبوا عليهم وفي النهاية تجاوزوا مرحلة الخلاف ليصلوا إلى الحرب، بل وأدخلوا البلاد بكاملها في دائرة الحرب. إذن الخلافات موجودة وهي دائما ترتبط بطبيعة كل شخص. في الفترة الانتقالية، حين كان المكون العسكري جزء من السلطة، كل المساهمات السياسية كانت تأتي من البرهان وكباشي، ولم يكن ياسر العطا مشاركا فيها وكان يوصف بأنه عسكري فقط.
وشدد فيصل محمد صالح على أن الحرب الحالية أظهرت هذه الفروقات بوضوح والفريق ياسر العطا الآن مقاتل في الميدان ولا علاقة له بما هو سياسي. والملف السياسي هو مسؤولية البرهان وكباشي وأي شيء يقوله كباشي في اعتقادي يعبر عنه وعن البرهان أيضا. وأي خطوة يقوم بها كباشي بالضرورة أن يكون برهان ورائها وموافق عليها. وهؤلاء لهم أفق سياسي مع القتال والحرب باعتبار أن للحرب أهداف سياسية يجب أن تحققها. ولذلك في بعض الأحيان يتبنون مواقف سياسية تفاوضية وهذا ما يفرق عقلية ياسر العطا عن شمس الدين كباشي.
مواجهة علنية
واستغرب فيصل محمد صالح أن تأتي تصريحات الفريق ياسر العطا بعد تصريحات الفريق كباشي مباشرة وبدا وكأنها رد مباشر على الأخير ما ترك الانطباع بأن الخلافات وصلت إلى مرحلة مواجهات علنية. وحذر فيصل محمد صالح من خطورة هذا الوضع الذي قد يسعد البعض لأن انقسام الجيش سيقود إلى حرب مرادفة للحرب ضد الدعم السريع بين فصائل مختلفة، بعضها تكوينات عقائدية داخل المقاومة الشعبية المسلحة، وبين القوات المسلحة، لذلك الأمر بالغ الخطورة وليس من مصلحة البلاد لأنه يدخلنا في تشظيات جديدة تعقد المشهد.
وأوضح فيصل محمد صالح أن التفاوض يتطلب وجود قيادات مسيطرة على قواعدها بحيث يكون الاتفاق في حال التوصل إليه ملزم للقواعد. وفي حال وجود انشقاقات في القياد، فسيكون من الصعب الوصول إلى اتفاق سلام. ولخص الأستاذ فيصل محمد صالح حديثه بأن تصريحات ياسر العطا فيها الكثير من الخطورة ويفترض التعامل معها بحذر، مشيرا إلى أن وجود مقاومة شعبية مسلحة ووجود كتائب عقائدية ومجاهدين داخلها هي السبب الأساسي الذي فجر الخلافات