البناء على ما هو إيجابي، كلمة السر في ترحيب التجمع الاتحادي بتصريحات كباشي
رسائل مختلفة درج قادة القوات المسلحة على إرسالها منذ بداية الحرب، ما بين الإصرار على مواصلة القتال حتى القضاء على قوات الدعم السريع وبين الانفتاح على التفاوض والحرص على تحقيق السلام.
ابرز تلك التصريحات خلال الآونة الأخيرة ما أدلى به الفريق أول شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للجيش يوم الخميس الماضي في مدينة القضارف، حيث رحب بجهود القوى الوطنية في الداخل والخارج من اجل إحلال السلام.
ولاقت هذه التصريحات ترحيبا مقابلا من قبل حزب التجمع الاتحادي في بيان أصدره يوم الأحد، لكن بعض المحللين والكتاب قللوا من هذه التصريحات، مشيرين إلى التضارب الكبير في تصريحات قادة الجيش حيال كيفية انهاء الحرب مع قوات الدعم السريع.
“توصيف جيد وظلال سالبة”
القيادي بحزب التجمع الاتحادي عمار حمودة اعتبر أن حديث كباشي عن الجهود المبذولة في الداخل والخراج “توصيفا عاما ولكنه جيد”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هناك دائما “ظلالا سالبة بشأن الجهود الخارجية” لحل الأزمة السودانية.
وقلل حمودة من شأن هذه “الظلال السالبة”، معتبرا أن “كل الخطوات من أجل السلام وللبحث عن السلام كانت في الخارج”.
واعتبر أن هذه التصريحات تحسب لصالح الفريق كباشي، مضيفا أن عليهم، كقوى سياسية، البناء على كل ما هو إيجابي في الظروف الحالية.
“البناء على ما هو إيجابي”
ونفى حمودة أن يكون التجمع الاتحادي قد تعجل في أمر الترحيب بتصريحات الفريق الكباشي.
وتابع قائلا “علينا أن نبنى على ما هو إيجابي في هذه الخطابات التي تتحدث عن أن السلام هو الأصل وليس الحرب”.
وبشان الاصوات التي تدعو للتريث لحين التأكد من صدقية مثل هذه التصريحات، قال حمودة إنه “لا أحد لديه ضمان بشأن ما سيؤول إليه المستقبل أو ما يمكن أن يتغير من آراء هذا الشخص أو ذاك”.
واعتبر حمودة أن ما يجب أن تقوم به القوى السياسية هو أن تدعم اتجاه تحقيق السلام وتدفع به قدما.
“التعامل مع الشتات”
وعما إذا كانت تصريحات الكباشي تشير ربما إلى تيارات متصارعة في قيادة الجيش، قال حمودة أن ما يهمهم في هذه المرحلة أن تكون هناك وحدة في قيادة القوات المسلحة، مضيفا “لأن التعامل مع جهة موحدة أفضل من التعامل مع شتات أو جهات متباينة”.
وكان التجمع الاتحادي قد دعا قيادة القوات المسلحة في بيانه إلى “ربط الأقوال بالأفعال عبر مواصلة الانخراط بجدية في التفاوض القادم لاكمال ما تم التوافق حوله في الجولات السابقة”.
وحول هذا النقطة، يرى حمودة أن حديث الكباشي الأخير شكل تغيرا في الخطاب الذي ساد من قبل قيادات الجيش مؤخرا.
وأضاف حمودة أن “حديث الكباشي عن أن السلام هو الأصل وأن الحرب هي الاستثناء يأتي بعد زمن طويل من الحدبث عن أن الحرب ستستمر وأنه ليس هنالك حل تفاوضي”.
واعتبر حمودة أن هذا “التحول” يجب أن يدفع به “ليكون هو الواجهة وأن يكون صدارة القرار السياسي للجيش والدعم السريع”.
وتابع قائلا إن إنهاء معاناة السودانيين يكمن في وقف اطلاق النار وانسياب المساعدات الإنسانية.