مؤتمر صحفي لحملة نساء ضد الظلم.. خاص راديو دبنقا

مؤتمر صحفي لحملة نساء ضد الظلم.. خاص راديو دبنقا

كمبالا: 19مارس2024: راديو دبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو

تقود مجموعة نساء ضد الظلم و68 من الاجسام النسوية بالسودان حملتين ضد تجويع المواطنين تحت عنوان “لا للتجويع” وأخرى مناهضة تسليح الشباب السودانيين للانخراط في الحرب التي تدور بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع تحت عنوان “لا للتسليح”
بدأت الحملتان في شهري يناير فبراير الماضيين لمواجهة للكارثة الانسانية التي خلفتها الحرب وبروز شبح المجاعة الذي بدأ يحصد ارواح المواطنين خاصة الاطفال والمسنين والنساء الحوامل، والخطر المحدق على وحدة البلاد بسبب حملات تجييش الشعب السوداني التي اطلقها طرفا الحرب.

استجابة واسعة

واشارت رابحة الى ان حملة “لا للتسليح” تم تدشينها في مطلع يناير الماضي ووجدت تجاوباً من كل فئات ورموز المجتمع السوداني “منظمات المجمع المدني، والاحزاب السياسية، والحركات المسلحة، والصحفيين والمحاميين والادباء وكل الناشطين” وذكرت ان تجاوب قطاعات المجتمع السوداني مع الحملة والتوقيع عليها اسهم في استجابة المجتمع الدولي واهتمامه بمحتويات ومطالب المذكرات التي رفعتها إليه الحملة.
بينما بدأت حملة “لا للتجويع” في مطلع فبراير المنصرم وقالت رابحة ان بعد التوقيعات على الحملة من “نساء ضد الظلم” والتنظيمات المتحالفة معها، تم رفع مذكرة للمنظمات الأممية والدولية من بينها برنامج الغذاء العالمي ووجدت- كذلك- هذه الحملة تجاوباً واسعاً- على حد قولها- وأكدت ان حملة نساء ضد الظلم ستظل رافضة لهذه الحرب الكارثية وستواصل جهدها لاجل ايقافها وبناء السودان الجديد.

اغاثة في الأسواق

قالت عضو حملة نساء ضد الظلم ستنا محمود ان الحملة ظلت تهتم بالقضايا الانسانية منذ بداية الحرب ، وكيفية وصول المساعدات للمواطنين الموجودين في المناطق المتأثرة بالحرب، وفتح مسارات آمنة لإيصال المساعدات، واضافت “ظللنا في حوارات ونقاشات دائمة حول كيفية محاربة الفساد الذي يصاحب وصول الاغاثة الى السودان والحد من بيعها في الاسواق لضمان وصولها الى المستحقين” وأشارت الى قلقهم الشديد ازاء هذا الامر لجهة ان بيع هذه المساعدات والاغاثات في الاسواق اصبح واضح- على حد قولها- وذكرت ان الحملة نبهت لذلك عقب انعقاد مؤتمر القضايا الانسانية الذي عقد في القاهرة في نوفمبر الماضي، اضافت “اهتمت حملة نساء ضد الظلم بمتابعة حيثيات ذاك المؤتمر وبعد ختامه بعثنا ببرقية للقائمين عليه، اوضحنا فيها العقبات التي تعيق وصول المساعدات للمستحقين على رأسها الفساد وضعف التمويل للمنظمات العاملة في مجالات الاغاثة في السودان، وطالبنا بضرورة الضغط على الطرفين لفتح المسارات الآمنة لوصول الاغاثة، كما وصينا بالرقابة على ايصال المساعدات وتوزيعها بواسطة منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية منعاً لتكرار الفساد واستغلال المساعدات لأغراض الحرب وتأمين وصولها للمواطنين، واكدت ان نتيجة الفساد في المصاحب لتوزيع الاغاثة اصبح الشعب السوداني من لم يمت بالقصف الجوي او المدفعي فانه يموت جوعا.

تنسيق مشترك

تقول ستنا محمود ان المذكرة الخاصة بحملة “لا للتجويع” التي انضمت لها 68 من التنظيمات النسوية، صاحبها تنسيق مع حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي التي يقودها عضو مجلس السيادة المقال دكتور الهادي ادريس الذي يقود بدوره مبادرة لفتح المسارات الآمنة لوصول المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة بالحرب خاصة دارفور، كذلك لنا تنسيق مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر القضايا الانسانية بدارفور، واقمنا ندوة مشتركة ضد عمليات التجويع المستمرة، شارك فيها “نساء ضد الظلم وحركة الهادي ادريس، واللجنة التحضيرية لمؤتمر القضايا الانسانية بدارفور”
مشيرة الى أن الندوة خرجت بتوصيات ابرزها وضع خطة عمل مشترك لمقاومة التجويع في السودان.

رد برنامج الأمم المتحدة الانمائي

تقول مجموعة نساء ضد الظلم انها تلقت رسالة من الامين العام والمدير الاقليمي للدول العربية يعبر فيها دعمه لحملة لا للتجويع جاء فيها “اعضاء ائتلاف نساء ضد الظلم وصلتنا رسالتكم في 13 فبراير 2024م، ويشارككم برنامج الامم المتحدة الانمائي المخاوف العميقة التي اثيرت بشأن الصراع الدائر في السودان، ويشعر بالقلق ازاء الصعوبات والعواقب المدمرة التي يواجهها المدنيون، من خلال مكتبنا القطري في السودان وجهود الدعوات العالمية يشارك برنامج الامم المتحدة الانمائي بنشاط في الاستجابة اللازمة وتأثيرها الى الحد الذي تسمح به بيئة العمل، ونؤكد من جديد التزامنا بتعزيز الشراكات مع المنظمات داخل التحالف النسوي لدعم التوصيل الفعال للمساعدات الى الشعب السوداني، ويرجى التواصل مباشرة مع الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي بالإنابة في السودان، فقد ارسلنا له نسخة من مذكرتكم للمزيد من المشاركة والتعاون”

مقاومة مستمرة

عضو مجموعة نساء ضد الظلم دكتورة هادية حسب الله تؤكد ان نساء السودان وهن يقاومن الموت بأشكال مختلفة من الطبيعي ان يتوحدن ضد التسليح والتجويع لأنهن حافظات للحياة- على حد قولها- وأضافت: فالسيدات والجمعيات النسوية المختلفة في السودان القابضة على جمر القضية، هن مهمومات بمستقبل البلد، وكل صباح يصبح عليهن هن اكثر حزناً وهماً، ويقاومن الجريمة الكبيرة التي تهدف الى انكسار النساء السودانيات والمسار المدني الديمقراطي، لذلك من الطبيعي حملة نساء ضد الظلم تبتدر حملة في مواجهة التسليح”
مشيرة الى ان التسليح يعني بالنسبة للنساء ان ابناءهن اللائي وساهرن الليالي لتربيتهن كي يبنوا السودان ويعمروها “مش عشان يتقاتلوا ويسيل الدم في بلدنا، ويبقى الهواء مليان بريحة الجثامين” وقالت: نحن ضد ان يخوض الشباب السوداني في هذه الحرب التي يسمونها عبثية، ونحن نعلم جيداً طريقة اجرام الطرفين، لذلك وقفنا ضد التسليح، ومررنا مذكرة لعدة جهات دولية واقليمية وسودانية ووقعت عليها 68 من الاجسام النسوية السودانية اضافة الى 28 هيئة ومؤسسة اقليمية ودولية.

مذكرة

وقالت دكتورة هادية ان المذكرة التي تم رفعها الى “الامم المتحدة، الاتحاد الافريقي، الاتحاد الاوربي، جامعة الدول العربية، دول الترويكا، منظمة العفو الدولية، منبر جدة لسلام السودان” هي دعوة لإيقاف التسليح وصناعة المليشيات وانهاء الحرب في السودان.
وحذرت المذكرة من مآلات الحرب في السودان التي تتسع رقعتها يوماً بعد يوماً، ما يزيد الاوضاع الانسانية سوءً على سوء، في وقت يصعد فلول النظام البائد حملة يسمونها المقاومة الشعبية، ويوزعون السلاح بصورة عشوائية على المواطنين المدنيين.
وقالت المذكرة أن وتيرة الموت الجماعي بسبب القصف الجوي والمدفعية المباشرة من اطراف الحرب، حيث يستخدم طيران الجيش البراميل الحارقة التي لا تصيب غير بيوت المواطنين وتحرق الاهالي، كذلك ما يتعرض له النساء والاطفال من انتهاكات جسيمة وعنف جنسي ترتفع وتيرته بتوسع رقعة الحرب بجانب تجنيد الاطفال الذي يمارسه الدعم السريع والمليشيا الاسلامية على السواء.

الحصيلة

قالت دكتورة هادية حسب الله ان نساء ضد الظلم وصلتهن عدة ردود على المذكرات التي رفعتهن الى مؤسسات المجتمع المدني السوداني والدولي من بينها رد وزارة الخارجية البريطانية والكمنولث اضافة الى 28 هيئة ووكالة ومنظمة أممية ودولية اضافة الى الاجسام السودانية البالغ عددها 68 جسماً التي ادانت الاعمال العدائية الجارية في السودان واكدوا تضامنهم مع المذكرة وما ورد فيها من مطالب، ويبقى السؤال قائماً هل يستطيع ضغط المجتمع المدني السوداني بالتضامن مع مؤسسات المجتمع الدولي ان تضع حداً لصوت البندقية قبل اكمال هذه الحرب بين الجيش والدعم السريع عاماً كاملاً بحلول 15 ابريل المقبل..؟

Welcome

Install
×