صدقي كبلو يستغرب حديث وزير المالية
امستردام الثلاثاء25/فبراير/2024: راديو دبنقا
أبدى الدكتور صدقي كبلو، الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، في حديث لراديو دبنقا دهشته تجاه حديث الدكتور جبريل إبراهيم، وزير المالية، في مؤتمره الصحفي أمس، وتساءل الدكتور صدقي كبلو “ماذا كان يتوقع الدكتور جبريل إبراهيم فالحرب وعافية الاقتصاد نقيضين” ولا يمكن الحديث عن الاقتصاد والحرب كأنما هما توأمان. الحرب تقتل القوى البشرية وتدمر البنى التحتية تتسبب في تدهور الإنتاج ولذلك يكون من الطبيعي تدهور الناتج الإجمالي المحلي بحوالي 40 في المائة وهو أمر كان متوقعا بعد تدمير المصانع وتأخر تمويل الموسم الزراعي وما تعانيه الزراعة المروية والمطرية من مشاكل في التمويل والسماد والبذور المحسنة بسبب الحرب.
فيما يتعلق بميزانية الدولة وإيراداتها، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن الضرائب تمثل المصدر الأساسي للإيرادات وتحديدا الضرائب غير المباشرة ممثلة في ضريبة القيمة المضافة والجمارك وهي تعتمد على تطور الإنتاج واستمراريته وإذا تدهور الإنتاج يتدهور العائد من الضرائب المباشرة وغير المباشرة تلقائيا.
إيقاف الحرب هو المدخل للإصلاح الاقتصادي
وشدد الدكتور صدقي كبلو في حديثه لراديو دبنقا على أن حديث الدكتور جبريل إبراهيم يؤكد من جديد ضرورة إيقاف الحرب لأنه لا يمكن للاقتصاد السوداني أن يتقدم أو يتطور دون إيقاف الحرب. المهمة الأولى الآن هي إيقاف الحرب لاستعادة البناء وإحداث الإصلاح الاقتصادي. الأجدر بوزير المالية ورفاقه في الحركات المسلحة جميعا أن يقفوا موقفا واضحا من الحرب وأن يطالبوا بإيقافها لا أن يصبوا عليها الزيت وينضموا إلى أحد أطرافها. حينها فقط عندما تتوقف الحرب يمكن الحديث عن إعادة الإعمار والإصلاح وعن استعادة الميزانية العامة، ألخ.
ما يحدث الآن هو انهيار كامل
واستغرب الخبير الاقتصادي من تنبؤ الدكتور جبريل بالانهيار وماذا يعني بذلك لأن هذا هو بالضبط ما يحدث الآن بتدهور قيمة الجنيه وضعف إيرادات الدولة وارتفاع في الأسعار وتضخم يتزايد كل يوم وانعدام في السلع الأساسية ما دفع كثير من السودانيين، بل الملايين منهم إلى حافة المجاعة.
وأضاف الدكتور صدقي كبلو أن وزير المالية لم يذكر في إفادته أن هذه الحرب شردت القوى البشرية المهنية والفنية والعاملة، سواء أن كانت عمالة ماهرة أو غيرها. ولهذا لا أتوقع سوى الانهيار الكامل للاقتصاد في حال استمرار الحرب.