عواطف “متفجرة”

للحرب تداعيات تطال كافة المجالات، والشعر ليس استثناء وبما في ذلك الشعر العاطفي. مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة للشاعر محمد اسمراني جرى تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي وبصورة كبيرة على صفحته على منصة التيك توك التي يتابعها أكثر من 710 ألف شخص وحصلت مقاطع الفيديو التي ينتجها على حوالي 4.6 مليون إشارة إعجاب. ويستخدم الشاعر في هذه القصيدة المصطلحات العسكرية وأنواع الأسلحة والذخائر لتوصيف محبوبته ومشاعره تجاهها. والقصيدة هنا بكل سخريتها المستبطنة من واقع الحرب، إلا انها تراهن مثلها مثل أي عمل يدعي مفارقة الواقع، تراهن على تعرف المتلقي على المفردات وعلى السياق، وعلى قدرته على إضفاء البعد الآخر الذي تذهب اليه القصيدة بعيدا عن مفارقة الواقع.
في مستوى محاذ لهذه القصيدة يمكن تأمل تجربة الشعر الحلمنتيشي في السبعينات والثمانينات.. بتبني لغة التخصصات المهنية المختلفة ونسجها في سياق المرافعة العاطفية:
ياخ تعال ما تبقى بايخ
نمشي نعمل اجزخانة
ان شاء الله ننهب إن شاء الله نسرق ان شاء الله من باقي الاعانة
حبة وردة وريدة حبة
حبة حمى وريدة حبة
وفي كريتات المحبة
وبحروف مصبوبة صبة
ندعو ليك كل الاحبة
أو:
السمحة قالت برشاقة وصوت مكسر
لا لا ما عايزين سمستر
انتو ما عايزين سمستر نحن ما عايزين سمستر
انت فاضيالو السمستر
انت عايزة تجينا موضة ويبقى كل الجو معطر
الفرق في المضاهاة والمقارنة مع الشعر الحلمنتيشي في هذا السياق أن جو التحصيل العلمي والمفردات المستعارة منه تختلف اختلافا جذريا من لغة المؤسسة العسكرية التي كانت تعتبر في خانة الـ (جارغون) ولم يكن للمدنيين أي عشم في معرفتها ناهيك عن تبنيها.

سر هذا التقارب والتوطن للغة الميدان والعسكر قد يكمن في اقتراب الحرب من تجربة المواطن اليومية للدرجة التي اختبأ معها الناس تحت الاسرة وترابيز الطعام.. الحرب تأتيك داخل حجرة نومك، وكي تتوالف معها عليك أن تدخلها وتنسجها في سياق آخر تبدو معها مفرداتها ومفردات عنفها أليفة وذات بريق جاذب. يشبه الامر هنا الفنان التشكيلي أو النحات وصانع التماثيل الذي يستخدم قطع السلاح والذخيرة في صناعة تماثيل زهور وأطفال واشياء ذات علاقة بالاستخدام اليومي ليختفي قبح السلاح خلف هذه الواجهات المألوفة.

البصل: انتاج محلي وفير وندرة في دول الجوار

تعاني العديد من بلدان منطقة الخليج وشمال أفريقيا من ندرة في المعروض من البصل ووصل سعر كيلو البصل في السعودية إلى 8 ريالات وفي مصر 30 جنيه. وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مدته 2 دقيقة و 30 ثانية لمواطن سعودي وهو يشكو من ارتفاع أسعار البصل ويتوقع أن يصل سعر الكيلو إلى 15 ريال ويفسر ذلك بأن الحرب في السودان تحول دون زراعته أو تصديره عبر مصر الأمر الذي تسبب في هذه الندرة. ومن المهم الإشارة إلى أن السودان يتميز بإمكانية زراعة محصول البصل ثلاث مرات سنويا وأنه يزرع في الجروف بعد انحسار مياه فيضان النيل وبتكلفة انتاج محدودة وعائد كبير. ويعتبر العام 2020 عاما قياسيا لإنتاج البصل في السودان حيث وصل انتاجه إلى حوالي المليون طن من البصل وتم تصدير نصف هذه الكمية وحققت عائد صادر تجاوز مبلغ 200 مليون دولار. وبسبب ظروف الحرب الحالية، لا تتوفر معلومات حول الكميات المنتجة وإن أظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي أن هناك انتاج وفير، ولكن تبقى المشاكل المتعلقة بالتعبئة والتخزين والترحيل عائقا أساسيا أمام التصدير والاستفادة من الندرة التي تشهدها الأسواق الإقليمية.

Welcome

Install
×