قيادي بحركة تحرير السودان: يجب الحفاظ على الدولة السودانية من الانهيار بالحوار بدلاً من السلاح
نورالدائم طه: الحركة تدعو لمصالحة شاملة وحوار جامع دون إقصاء لأحد ومحاربة خطاب الكراهية الذي أنتج هذه الحرب
جوبا: السبت 3/فبراير/2024: راديو دبنقا
دعا القيادي بحركة جيش تحرير السودان نور الدائم طه كل حركات الكفاح المسلح والقوى السياسية المدنية بمختلف تحالفاتها والمجتمع المدني والإدارات الأهلية والشعبية، للحفاظ على الدولة السودانية بالحوار بدلاً من السلاح، والتأسيس لخطاب التسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة خطاب الكراهية الذي قال بأنه أسس ونتج عنه هذه الحروبات، وأكد أن السودان لا يمكن أن يتوحد بالسلاح ورأى استحالة معالجة أزماته بالسلاح أيضًا، ونأى بحركتهم من التورط في الحرب الدائرة وأكد بأنهم معنيون بالدفاع عن المواطن وحمايته وحذر من انهيار الدولة السودانية واعتبر أن الصراع الدائر الآن يتعلق ببقائها.
ودعا طه في مقابلة مع “راديو دبنقا” إلى مصالحة شاملة وحوار حقيقي بناء يؤسس إلى مرحلة انتقالية حقيقية، وينهى الحرب، دون عزل أو إقصاء للسودانيين باستثناء فلول النظام السابق ومن ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوداني، للحفاظ على الدولة السودانية، وشدد على ضرورة إجراء حوار حقيقي لإنهاء الحرب، والعمل على بناء السلام، حفاظًا على كرامة الإنسان السوداني.
نبذ خطاب الكراهية:
لم يستبعد القيادي بحركة جيش تحرير السودان بقيادة “مني أركو مناوي”، الحوار مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وذلك في رده على سؤال عن القضايا المشتركة لإقامة حوار بينهم وقوى الحرية والتغيير، اعتبر أن القضايا المشتركة تتعلق بتأسيس الدولة السودانية، والتي قال بأنها أصبحت مطروحة ومحل قناعة لكل السودانيين أن يناقشوها كونها تتصل بجذور الأزمة، وحدد تلك القضايا في أن يتم إجراء حوار حقيقي يؤسس إلى جيش مهني قومي بعقيدة عسكرية واحدة يجمع كل الجيوش السودانية، ونبه إلى أن السودان ليس فيه جيش سوداني لوحده ولا الدعم السريع أو حركة مسلحة بعينها لوحدها، بل هنالك جيوش أخرى متعددة.
وأضاف أنه يجب أن يبدأ من وقف فوري لإطلاق النار ومعالجة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السودانيين الآن، والدخول في حوار بين القوى المدنية ـ المدنية، وأشار إلى أن هنالك قضايا تعالجها القوى المدنية تتعلق بالانتقال، كقضايا الحوار وقبول الآخر وقضايا خاصة بتبني ثقافة الحوار في حد ذاتها هي معدومة في السودان.
وأكد أنهم كحركة معنيين بالحفاظ على الدولة السودانية بالحوار بدلاً من السلاح، بدعوة شاملة لكل الأطراف الأخرى داخل الحرية والتغيير، المجلس المركزي أو خارجها أو القوى السياسية الموجودة داخل السودان، والإدارات الأهلية وكل المكونات السياسية والمدنية دون عزل لمجموعة، للحفاظ على الدولة، للتأسيس لمرحلة انتقالية تعقبها انتخابات تحدد من يحكم السودان.
غير أنه رهن ذلك بمحاربة خطاب الكراهية الذي قال بأنه أسس ونتج عنه هذه الحروبات الدائرة الآن، وقال لابد من التأسيس لخطاب التسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من القيم المفقودة في السودان، وشدد على أن السودان لا يمكن أن يتوحد بالسلاح ولا يمكن أن تحل مشاكله بالسلاح أيضًا وإقصاء الآخر وعدم قبوله وبتبني خطاب الكراهية، الذي اتهم مجموعة النظام السابق بنشره كما اتهم بعض المجموعات في المعارضة لم يسميهم قال بأنهم يتبنون نفس الخطاب، وبنفس اللغة.
ونوه طه إلى أن حركة جيش تحرير السودان ترى أن المخرج الوحيد من الأزمة يتمثل في برنامج قائم على إعادة تأسيس الدولة السودانية، على بناء السودان الجديد القائم على الحوار بين كل القوى السياسية وقبول الآخر. ومحاكمة كل من أجرم أمام المحكمة الجنائية الدولية من الذين ارتكبوا جرائم سابقًا والذين لايزالون يرتكبون جرائم اليوم، وقال إنَّ جميع هؤلاء يجب أن يخضعوا للمحاكمة، واعتبر أن غياب المحاسبة وعدم وجود عقاب كان السبب الذي شجع الآخرين لارتكاب الجرائم.
وقال كما ارتكبت في دارفور، اليوم ترتكب جرائم في قرى الجزيرة ونهر النيل وفي كل قرى السودان من اغتصاب وقتل وانتهاك حقوق الإنسان بقوة السلاح، وأضاف بأنه لابد من محاسبة ومعاقبة وتوثيق كل هذه الجرائم، ودعا القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتها في أن تعيد الشعب السوداني إلى منازلهم وتعيد إليه كرامته.
وأكد أنهم يعملون للبحث عن سلام حقيقي يعيد للإنسان السوداني عزته وكرامته ويخرج قوات الدعم السريع من بيوت المواطنين. وشدد على أنهم يبحثون عن سلام حقيقي يعيد للمواطن وللوطن عزته وكرامته بدلًا من سلام بين قيادات سياسية تتبوأ بها مواقع دستورية.
الحوار من الداخل:
وأكد القيادي بحركة جيش تحرير السودان نورالدائم طه على الدور الكبير لدولة جنوب السودان باعتبارها شريك أصيل في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والتداخلات بين مواطني البلدين، وقال في رده على تصريحات الفريق عبد الفتاح البرهان حول تعزيز الحوار في الداخل، بأن ما يربطهم من علاقات تاريخية بين جنوب السودان وكل دول الجوار هو أنهم شركاء في السلام وفي المستقبل. وقال إنهم يطالبون بدور أكبر لجنوب السودان.
لكنه دعا القوى السياسية في إشارة إلى تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية “تقدم” بأن لا تكون شريكًا في الحرب ويجب عليها القبول بالحوار داخل السودان، ونأى بحركته من التورط في الحرب الدائرة الآن وقال: نحن لسنا بشركاء في الحرب وأضاف أن المسؤول منها هم من أشعلوها.
وأكد أن واجبهم الدفاع عن المواطنين وحقوقهم وحماية مدن السودان المختلفة والدولة السودانية نفسها من الانهيار، وحذر من أن انهيار الدولة يعني فقدان قيمة الحياة نفسها وأضاف “معنى ذلك أننا فقدنا كل شئ وما يجري الآن صراع حول بقاء الدولة السودانية.
وقال إذا دعا رئيس مجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان إلى حوار فيحب على الناس أن يلبوا هذه الدعوة لأنه لايزال هو القائد العام للجيش السوداني، وقال رغم إيمانهم بأنه قائد الجيش إلا أنهم لديهم برنامج متفق عليه حول إصلاح المؤسسة العسكرية وتطويرها وإعادة هيكلتها بشكل يعكس التنوع السوداني ويكون كل السودانيين جزءًا منه.
وجدد دعوته للقوى السياسية بالاستجابة إلى دعوات الحوار أسوة بهم في الحركة وقال أنهم في الحركة على استعداد للحوار في أي موقع وأي منبر تتم دعوتهم للحوار، وشدد على أنهم واثقين من طرحهم وقضيتهم وبرنامجهم السياسي، ورأى من الواجب أن تتحمل القوى السياسية المسؤولية وتكون على مستوى الدولة السودانية ومستوى معاناة الإنسان السوداني.
نحن في جوبا:
وقال طه إن زيارتهم إلى جنوب السودان جاءت في إطار الزيارات التي يقومون بها لعدد من دول الجوار المختلفة، واعتبر أن دولة جنوب السودان لها اهتمام خاص وظلت تلعب دور كبير في عملية السلام ووقف الحرب.
ومن جانب آخر قال إنَّ هذه الزيارة لها خصوصيتها في إطار المجهودات التي ظلت تبذلها حركة تحرير السودان، وقوى الحرية والتغيير، الكتلة الديمقراطية، بحثًا عن إنهاء الحرب والبدء في الحوار لتأسيس الدولة السودانية. وأضاف “نحن ظللنا ولا نزال ندعو إلى حوار حقيقي لإنهاء هذه الحرب، وندعو إلى سلام حقيقي، السلام الذي يحافظ على كرامة الإنسان السوداني ويخرج قوات الدعم السريع من الأعيان المدنية ومن بيوت المواطنين في المواقع المختلفة من الخرطوم ومدني إلى ولايات دارفور وكل المواقع المختلفة.
وأكد أنهم يدعون إلى مصالحة شاملة وإلى حوار حقيقي بناء يؤسس إلى مرحلة انتقالية حقيقية، وينهى الحرب، دون عزل أو إقصاء للسودانيين إلا من أجرموا في حق الشعب السوداني طوال المرحلة الماضية من تاريخ السودان.
لقاء بالصدفة:
وأزال نور الدائم اللبس حول الصورة التي جمعت رئيس الحركة مني أركو مناوي بعدد من قيادات من الحرية والتغيير، المجلس المركزي، بأنهم في اجتماع بحضور المستشار الأمني لرئيس حكومة جنوب السودان توت قلواك، وقال إنَّهم لبوا دعوة من رئيس حكومة جنوب السودان للتشاور حول وقف الحرب والبدء في عملية سلمية بالتزامن مع الدعوة التي تلقتها قوى الحرية التغيير حول نفس القضية، وقال إنهما التقيا في طائرة واحدة وداخل الصالة الرئاسية في مطار دولة جنوب السودان وحضر المستشار توت قلواك لاستقبال الوفدين والتقطت الصورة عن طريق الصدفة. ونافيًا عقد أي اجتماع أو لقاء بشكل رسمي مع المجلس المركزي.
غير أنه قال أنهم لا يمانعون من الحوار الشامل الذي ظلوا يدعون إليه بين كل القوى السياسية بما فيها الحرية والتغيير، المجلس المركزي ورأى أن القوى السياسية خارج المجلس المركزي وزنها أكبر من المجلس المركزي نفسه، ولكنهم متمسكين بالدعوة لحوار شامل مع كل القوى السياسية الأخرى الحزب الشيوعي، حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى المدنية والمجلس المركزي نفسه.
تعطلت المنابر وتوقفت الجهود:
وعزا نور الدائم طه القيادي في حركة جيش تحرير السودان بقيادة “مني أركو مناوي” فشل المبادرات بسبب الفراغ السياسي وفشل القوى السياسية المدنية، التي قال بأنها تتحمل الجزء الأكبر من هذه المسؤولية وأضاف بأن هذه القوى لا تزال تتعامل بما وصفه بالهرولة نحو تحالفات مع قوى عسكرية، لم يسمها، بدلًا من البحث عن تحالف حقيقي وتنازل حقيقي للقوى المدنية والسياسية فيما بينها.
وأعتبر أن ذلك الأمر مؤشر غير جيد في المستقبل وقال لأن القوى السياسية هي نفسها بتصرفاتها تؤسس وتزعم وتصعد للمعارك الدائرة الآن. وقال إن العمل الذي يقومون به الآن هو ضرورة أن تلعب حكومة جنوب السودان دور أكبر مع ضرورة تنفيذ اتفاق جدة، مشيرًا إلى أنه وردت فيه كل المتطلبات والشروط المتعلقة بوقف إطلا النار والعمل الإنساني وغيرها من الإجراءات المطلوبة من أجل الدخول في مرحلة تانية تتعلق بالعملية السياسية.
وقال طه ولكن إلى حين وقف العدائيات بين المتحاربين ووقف إطلاق النار لأن الحرب يوقفها المسؤولين من إشعالها، المسؤولين من استمرارها الآن وهم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لكن إلى حين ذلك قال “نحن في القوى السياسية معنيين من تهيئة الأجواء السياسية والاستقرار السياسي والتماسك والوحدة بين القوى السياسية، لأن نؤسس لمرحلة ما بعد وقف الحرب ولكي تكون هنالك مرحلة بخطاب سياسي جديد وروح سودانية جديدة يؤسس لعملية ديمقراطية جديدة ولقبول الآخر ونبذ الحرب لتكون هذه آخر الحروبات التي مر بها السودان.