200 يوماً على اندلاع الحرب.. خطوة واحدة من المجاعة
امستردام : 2 نوفمبر 2023 : راديو دبنقا
بعد مرور أكثر من 200 يوماً على اندلاع القتال السودان، يشهد السودان أزمة إنسانية قاسية. ويدفع المدنيون ثمن القتال الدائر. وقال مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية (أوشا) إن حوالي نصف السكان – 24.7 مليون شخص، بما في ذلك 14 مليون طفل – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية ومساعدات في مجال الحماية.
معظم النازحين من النساء والأطفال
وأشارت أوشا، في تقرير بمناسبة مرور 200 يوماً على الحرب، إلى نزوح حوالي 5.8 مليون شخص داخل السودان أو فرارهم إلى البلدان المجاورة، نصفهم من الأطفال. وتشكل النساء 69 في المائة من النازحين. وتشير البيانات الواردة من تشاد إلى أن 90 في المائة من اللاجئين الذين يعبرون الحدود هم من النساء والفتيات. وبالمثل في مصر، سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن معظم الأسر المسجلة عند عبور الحدود كانت تعولها نساء. ويهدد الصراع – وتزايد الجوع والمرض والنزوح – بمزيد من تردي الأوضاع. لقد حان الوقت لإسكات البنادق.
على بعد خطوة من المجاعة
ويؤكد التقرير إن ملايين الأشخاص – خاصة في الخرطوم ودارفور وكردفان – يفتقرون إلى الغذاء والماء والمأوى والكهرباء والتعليم والرعاية الصحية والتغذية. ومع تدهور الوضع الإنساني، ضعفت قدرة المجتمعات المحلية على التكيف. وكان الجوع وسوء التغذية بالفعل في مستويات قياسية قبل القتال، والآن، يواجه ما يقدر نحو 20.3 مليون شخص – 42 في المائة من السكان – انعدام الأمن الغذائي الحاد. ومن بين هؤلاء، يعيش 6.3 مليون شخص في مستويات الجوع الطارئة، على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة. يفتقر أكثر من 18 مليون شخص إلى خدمات الصرف الصحي المحسنة ويمارس حوالي 8 ملايين شخص التغوط في العراء. ويعاني حوالي 3.5 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، منهم 700,000 يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وهم أكثر عرضة للوفاة بمقدار 11 مرة مقارنة بأقرانهم الأصحاء. وهذا يزيد من عبء الرعاية على النساء والفتيات ويعرضهن لمخاطر متعددة في سياق النزاع المسلح.
دعوة لاحترام القانون الإنساني الدولي
ودعت أوشا أطراف النزاع لوضع حد لإلحاق الأذى بالمدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي، على النحو المتفق عليه بموجب إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان. وأضاف التقرير (يجب على الأطراف السماح للمدنيين بالمرور الآمن. يجب أن يكون الأشخاص الفارون من النزاع – وخاصة النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة – قادرين على القيام بذلك بأمان. ويجب أن تتوقف الهجمات على المستشفيات والمدارس وغيرها من الهياكل الأساسية المدنية. ويجب ضمان الوصول إلى المواد والخدمات الحيوية. ويجب إخلاء جميع المرافق الصحية التي تشغلها أطراف النزاع. إن وقف التصعيد والحوار ووقف الأعمال العدائية أمور أساسية لحل الأزمة).
تهديد لموسم الحصاد
وقال مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية (أوشا) إن انتشار القتال وتصعيده يبعثان على قلق بالغ، خاصة مع وصول الصراع إلى مناطق جديدة. وقد بدأت الأعمال العدائية تمتد إلى ولاية الجزيرة، مما قد يكون له عواقب وخيمة على موسم الحصاد والإنتاجية الزراعية. وأكد التقرير إن النقص في المدخلات الحيوية مثل البذور والأسمدة إلى جانب أنماط الطقس غير المنتظمة يهدد الزراعة والحصاد. وحذرت من انخفاض لأقل من المتوسط في الأشهر المقبلة أن يدفع المزيد من الناس إلى الجوع وآخرين إلى مستويات أكثر حدة من الجوع.
الاغتصاب كسلاح حرب
وأكدت أوشا تزايد عدد التقارير عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاختفاء القسري، والاحتجاز التعسفي، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والطفل. ودعت أطراف النزاع لعدم استخدام الاغتصاب كسلاح حرب، وينبغي محاسبة المتهمين به. وأكدت إنه مع تصاعد التوترات، تقل القدرة على الوصول إلى خدمات الحماية وأنظمة الدعم. ويتعرض المدنيون لمخاطر المتفجرات.
أكبر أزمة نزوح في العالم
أدت الحرب في السودان إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، مع فرار المزيد من اللاجئين عبر حدود السودان، وحذرت أوشا من كارثة انسانية في حال استمرار الحرب. ويعمل الشركاء في المجال الإنساني بشكل وثيق مع الحكومات في البلدان المجاورة للاستجابة. وقالت إن الوافدين الجدد يحتاجون إلى الحماية والمساعدة. كما تعاني المجتمعات المضيفة في المناطق الحدودية النائية من عدم توفر البنية التحتية والخدمات وندرة الغذاء.
وعلاوة على ذلك، فإن المجتمعات المضيفة في المناطق الحدودية النائية، حيث الخدمات والبنية التحتية نادرة أو غير موجودة، تعاني بالفعل بسبب الصدمات المناخية وندرة الغذاء.
تحذير من وفاة 10 آلاف طفل
أكد التقرير تفشي الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والملاريا في أجزاء واسعة من السودان وحتى في المواقع الآمنة نسبيا التي تستضيف السكان النازحين. وقالت إن غمر السيول مواقع النازحين زاد من خطر انتشار الأمراض الفتاكة. وطالبت الشركاء بالإسراع لاحتواء تفشي الأمراض المستمر والتخفيف من مخاطر الفاشيات المحتملة. وأشارت إلى توقعات مستندة إلى نمذجة أداة إنقاذ الأرواح من جونز هوبكنز إلى أن ما لا يقل عن 10,000 طفل دون سن الخامسة قد يموتون بحلول نهاية عام 2023 بسبب زيادة انعدام الأمن الغذائي وتعطل الخدمات الأساسية.
19 مليون طفل ينتظرون فتح المدارس
قالت أوشا إن حوالي 19 مليون طفل ينتظرون إعادة فتح المدارس. وأكدت حق الأكفال في التعليم ودور المدارس في حماية الأطفال من المخاطر الجسدية المحيطة بهم – بما في ذلك سوء المعاملة والاستغلال والتجنيد في الجماعات المسلحة. وحذرت من آثار مدمرة على نمو الأطفال في حال أدى النزاع إلى بقاء المدارس مغلقة.
عوائق للعمل الإنساني
وقالت أوشا إن العاملين في المجال الإنساني لا يزالون العاملون يواجهون عقبات هائلة مطالبة رفع العوائق حتى يتمكن عمال الإغاثة من نقل الإمدادات بسرعة أكبر. كما أكدت إن التأشيرات وتصاريح السفر وغيرها من الإجراءات المطلوبة لنقل الموظفين والمساعدة داخل البلاد تؤخر تسليم المساعدة. كما أن النهب والهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني والمرافق والإمدادات الإنسانية تعمل على تقويض قدرة الشركاء على تقديم المعونة والخدمات. ودعا التقرير أطراف النزاع للتقيد بالقانون الإنساني الدولي وأن تضمن وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات الإنسانية دون عوائق. وتواجه قوافل المساعدات التهديدات وحواجز الطرق والقيود والعوائق البيروقراطية، في حين أن الغارات الجوية المكثفة والقصف في الخرطوم يجعل الوصول الآمن شبه مستحيل.