الملء الرابع لسد النهضة.. عواقب وخيمة

أعلنت اثيوبيا، اليوم الأحد، رسمياً اكتمال التعبئة الرابعة لسد النهضة وعبور الماء من الممر الأوسط في السد.

وقال الدكتور أحمد المفتي الخبير الدولي في الموارد المائية والعضو السابق في وفد السودان لمفاوضات سد النهضة لراديو دبنقا إن التأثيرات السالبة لسد النهضة على السودان لا حدود لها، وخطورتها أنها لا تظهر حالياً.

وأوضح إن السد يمكّن اثيوبيا، من التحكم في المياه لأغراض سياسية، لأنه بعد الملء الرابع، يكون جملة المخزون بالسد حوالي 36 مليار متر مكعب، وسعة خزان الروصيرص تبلغ 7.5 مليار، ووصف سد النهضة بالقنبلة المائية .

وأكد إنه إذا انهار السد كليا أو جزئياً لأسباب فنية أو طبيعية، فإن السودان سيتعرض للغرق كلياً أو جزئياً.

قال إن الزراعة المروية من النيل الأزرق ستكون تحت رحمة اثيوبيا، لان الملء والتشغيل جرى دون الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل والخطوط الإرشادية.

ولفت إلى  إن اثيوبيا حصنت نفسها، ضد أي اجراء قانوني يتخذ ضدها، بموجب المادة 10 من اعلان مبادئ السد، وأكد إنه كان من الواجب تخضع اثيوبيا للتحكيم الإجباري .

وذكر إن اعلان مبادئ سد النهضة ينص على أن اثيوبيا غير ملزمة بدفع تعويض عن أي أضرار يسببها السد.

وأكد إن الاتفاق الملزم الذي يطالب به السودان ومصر لا يعالج الأضرار، بل يتحدث فقط عن قواعد الملء والتشغيل.

وقال الدكتور المفتي إن أي مفاوضات قادمة لا تشترط وقف أنشطة اثيوبيا حتى الانتهاء من المفاوضات، مثلما حدث في الجولة الأخيرة، التي عقدت قبل أيام بالقاهرة، لا فائدة للسودان ومصر منها ، لأنها تمنح شرعية لكل العمل الآحادي الذي قامت وتقوم به اثيوبيا .

عواقب وخيمة

من جهته قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الطاهر المعتصم لراديو دبنقا إن اكتمال الملء الرابع لسد النهضة يعني أن اثيوبيا ماضية في اكمال مشروعها دون النظر في العواقب الوخيمة تجاه دول الجوار وخاصة السودان. وأشار إلى عدم فيضان النيل خلال الموسم الحالي، في نهاية أغسطس، وتناقص كميات المياه الجارية، مبيناً إن تأثير ذلك يمكن أن يمتد إلى توليد الكهرباء. وأشار إلى اغفال السودان الملفات الخارجية منذ اندلاع الحرب على الرغم من إن القضية تعتبر ملف أمن قومي.

وبشأن الاجتماع الفني المزمع عقده في أديس أبابا خلال الشهر الجاري، توقع الطاهر المعتصم أن تستكمل وزارتا الخارجية والري السودانيتين الرؤية الفنية للحفاظ على حقوق السودان المائية وضمان عدم تأثره، وأكد إن المعلومات الفنية تشير إلى أن السودان يتأثر أثناء الملء وليس باستمرار، منوهاً إلى مطالبات المفاوض السوداني المستمرة بمشاركته مواقيت الملء وكمياته حتى يجري الاحتياطات اللازمة .وقال الطاهر المعتصم  إن سد الروصيرص يبعد عن سد النهضة مائة كيلومتر وهو مصدر ثاني لتوليد الكهرباء ومصدر ري حوال 70 في المائه من الأراضي الزراعية .

آثار على السودان

من جانبها، قالت الصحفية أسماء الحسيني مديرة تحرير صحيفة الأهرام المصرية والمتخصصة في الشئون الافريقية إن اكمال الملء الرابع لسد النهضة له آثار على السودان، موضحة إن وجود السد العالي جنّب مصر الآثار الفورية لإكمال الملء الرابع. وأشارت في حديث لراديو دبنقا إلى تعهدات من رئيس الوزراء الاثيوبي خلال اجتماعه مع الرئيس المصري الشهر الماضي على هامش قمة دول جوار السودان بأن لا يكون للملء أي تأثير سلبي، والوصول إلى حلول في غضون أربعة أشهر، والتعاون في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية مما فتح باب الأمل بالنسبة لمصر.

وأكدت أسماء الحسيني إن المفاوضات الفنية التي انعقدت في أغسطس الماضي بين السودان ومصر واثيوبيا لم تتوصل لإحداث اختراق مأمول للمضي قدماً في المفاوضات، وأكد إن اديس أبابا لم تقدم على خطوات لحل وسط لهذه القضية المؤرقة لشعوب الدول الثلاثة والتي تنعكس تأثيراتها على المنطقة.

وقالت إن جولات التفاوض العديدة خلال العشر سنوات الماضية أدت إلى فجوة في الثقة بين الأطراف

اتفاق قانوني ملزم

وأكدت أسماء الحسيني إن مصر تصر على اتفاق قانوني ملزم للأطراف الثلاثة وصولاً للتعاون بينها في قضايا عديدة.

واعتبرت إن جولة التفاوض المقبلة فرصة للجميع للخروج من الاستقطاب والتجاذب بسبب السد، مؤكدة إمكانية الوصول لاتفاق لو توفرت الارادة السياسية وحسن النوايا مشيرة إلى تجارب مماثلة في مختلف أرجاء العالم. معلنة رفضها أس توجه اثيوبي للمساس بحصة مصر من المياه، وقالت إن مصر تعاني من فقر مائي وتتخوف من سنوات جفاف وتحتاج إلى مضاعفة نصيب الفرد من المياه من 500 متر مكعب في العام إلى الف متر مكعب وفقاً للمعايير الدولية.