العقوبات الامريكية لقادة الدعم السريع.. ضغوط للعودة إلى المفاوضات
قال الدكتور سليمان بلدو، مدير المرصد السوداني للسياسات والشفافية، إن العقوبات التي فرضتها وزارتي الخزانة والخارجية الامريكية على قادة قوات الدعم السريع، في 6 سبتمبر الجاري، هي جزء من سياسات واشنطن الخارجية في إحداث نوع من الضغوط الاقتصادية المباشرة على الأطراف المعنية بيها القرار، يشمل ذلك قضايا غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو يوم الأربعاء بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع كما فرضت وزارة الخارجية الأمريكية قيوداً على تأشيرة عبد الرحمن جمعة قائد الدعم السريع في غرب دارفور بسبب الانتهاكات في الجنينة، بينما وصف قوات الدعم السريع العقوبات بالمجحفة.
وقال دكتور سليمان بلدو، لراديو دبنقا، إن العقوبات المفروضة على عبد الرحيم دقلو نائب قوات الدعم السريع التي شملت تجميد الأرصدة والحسابات الشخصية جاءت على خلفية الانتهاكات الجسيمة التي قامت بها قوات الدعم السريع في دارفور والخرطوم إضافة إلى أنها تشكل ضغطاً على الأطراف للجلوس لمفاوضات جدة، وأوضح إن العقوبات استهدفت عبد الرحيم دقلو بشكل مباشر لمسئوليته المباشرة عن هذه القوات بالتالي المسئولية الجنائية عن الانتهاكات الجسيمة التي اُرتكبت.
فشل للدعم السريع
وحول ما إذا كانت العقوبات انتصاراً دبلوماسياً للجيش، قال الدكتور سليمان بلدو إن العقوبات فشل لقوات الدعم السريع، وأضاف “للحرب قوانين وضوابط” وإن قوات الدعم السريع تلقت تدريبات علي يد ضباط من الجيش بما فيها التعريف بتلك القوانين والضوابط، مشيرا الي اتفاقيات جنيف الخاصة بحقوق المدنيين ومعاملة الاسري، ونبه إلى أنه خلال الحرب الدائرة الان والتي وصفها بالعنيفة والعبثية فإن الطرفين (الجيش والدعم السريع) لم يلتزما بأي من تلك القوانين المعروفة لديهما، ولا حتي الأعراف الإنسانية مما يؤكد انهيار المثل والقيم والالتزام بتلك القوانين لدي الطرفين. واستدل في ذلك الشأن بما يتم بثه من مقاطع فيديو وصور تظهر فيها قتل الاسري والجرحى والتمثيل بالجثث.
تأثير محدود على العمليات الحربية
وقلل الدكتور سليمان بلدو في حديثه لراديو دبنقا من التأثير المباشر للعقوبات علي مجريات الاقتتال اليومي وذلك بسبب امتلاك قادة الدعم السريع موارد لتمويل مجهودها الحربي خلال هذه الفترة، واكد بلدو إن هذه العقوبات لديها تاثير علي المدي المتوسط والبعيد للعمليات الميدانية وأوضح إن الطرفين الجيش والدعم السريع يمولان مجهودهما الحربي من الامبراطوريات المالية والاعمال الخاصة بهما، وإن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة سابقا على الطرفين استهدفت الشركات الرئيسية القابضة والتي تندرج تحتها مئات الشركات من بينها شركة المنظومات الدفاعية التابعة للقوات المسلحة، وقال بلدو” نظريا يمكن ان تؤثر هذه العقوبات وتحدث هزة في المنظومة وبالتالي على مقدرة هذه الشركات في ان تدر دخلاً لتمويل المجهود الحربي للجيش في الوقت الحالي.
وفيما يلي قوات الدعم السريع، قال بلدو إن الدعم السريع ليست لديها شركات “ككيان” مثل الجيش ولكن تمتلك قياداتها شركات خاصة يستغلونها في تدوير الأموال التي تأتيهم من خزينة الدولة ومما لديهم من موارد أخري لتنمية ثروة الاسرة (ال دقلو)، حيث تقوم باستخدام الفائض منها في تمويل المجهود الحربي لقواتها، مبينا إن العقوبات التي طالت شركتي الجنيد و”تريدف” ستؤدي ان إلى تجفيف مصدر من مصادر تمويل عمليات قوات الدعم السريع. وأضاف إن ما يمتلكه ال دقلو من شركات الذهب بالإضافة الي ما استولوا عليه من مصفاة الذهب في الخرطوم منذ اندلاع الحرب محدود بالتالي يمكن ان تمول المجهود الحربي للدعم السريع لفترة محدودة مشيرا إلى التكلفة العالية للحرب من شراء الذخائر والاليات. وقلّل بلدو من تأثير العقوبات المفروضة على عبد الرحمن جمعة قائد قوات الدعم السريع في ولاية غرب دارفور قائلا إن العقوبة تحمل دلالة رمزية ولا تأثير لها باعتبار جمعة لا يمتلك حسابات خارجة ولا يسافر الي خارج السودان.
تأثير على المفاوضات
أكد سليمان بلدو إن فرض العقوبات على قادة الدعم السريع يمثل ضغط عليها لدفعها للجلوس إلى طاولة المفاوضات المتوقفة في جدة، مشيرا الي العقوبات السابقة التي طالت طرفي الصراع في 4مايو، شكلت ضغطا على طرفي الصراع حيث وافقا مباشرة، بعد يومين من صدورها، على الجلوس لمفاوضات جدة في (6مايو).
عقوبات متدرجة
وبشأن أسباب عدم إدراج حميدتي في العقوبات الأمريكية قال الدكتور سليمان بلدو، لراديو دبنقا، إن العقوبات اتخذت منحي التدرج وتوقع أن تلي هذه الخطوة عقوبات تستهدف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وقال بلدو إن العقوبات استهدفت في المقام الأول الشركات ومن ثم نائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو باعتباره المالك لهذه الشركات وتوقع أن تصدر قرارات في مواجهة قائد قوات الدعم السريع حميدتي باعتباره عضو مجلس إدارة شركة الجنيد للأنشطة المتعددة ولا يوجد نشاط مسجل باسمه، حيث تم تسجيل الشركات بأسماء اخوانه وهم من يقومن بتحريكها نيابة عنه.
تحذير من انهيار السودان
وأبدي الدكتور سليمان بلدو أسفه للأوضاع التي وصل إليها السودان من القتل اليومي للمدنيين والتشريد الكبير الداخلي والخارجي للشعب السوداني، وناشد الأطراف بإيقاف الحرب فورا.
وقال بلدو إن الحرب أدت لتشريد الشعب السوداني وقواه الحية إلى جانب المأساة الاقتصادية المتمثلة في صعوبة الحصول الاحتياجات اليومية والخدمات الصحية من الادوية مما تسبب في وفاة عدد كبير من الأشخاص ، وناشد بلدو طرفي الصراع بإيقاف هذه الحرب التي وصفها باللعينة، وابدي استغرابه من تصريحات كل حميدتى والبرهان التي قال انهما وصفا خلالها الحرب بالعبثية مبيناً إن المتضرر الأول والأخير من الحرب الدائرة هو المواطن وتساءل حول جدوى الاستمرار فيها وقال” الا اذا كان نتيجة لعدم الإحساس بالمسئولية تجاه هذا المواطن وهذا البلد ” وحذر من خطورة استمرار هذه الحرب التي قال انها ستقود الي انهيار السودان كدولة .