استمرار القصف الجوي والمدفعي في الخرطوم.. والأوضاع الإنسانية تتفاقم

واصل الجيش القصف المدفعي على أهداف في أمدرمان، والمدينة الرياضية وأرض المعسكرات بالخرطوم صباح الخميس مع تحليق الطيران الحربي، فيما تشهد عدد من الأحياء بالخرطوم وأمدرمان أوضاع إنسانية قاسية جراء انقطاع التيار الكهربائي والماء ومنع دخول الأدوية والسلع بجانب تفاقم المعاناة في دفن الجثامين.

وقال شهود عيان لراديو دبنقا إن أعمدة الدخان تصاعدت بالقرب من وسط الخرطوم مع احتدام اشتباكات عنيفة  في وسط أم درمان.

وأكدت لجان مقاومة الفتيحاب إن المنطقة تشهد أوضاع مأساوية جراء انقطاع المياه وتذبذب التيار الكهربائي فيما أعلنت لجان مقاومة امتداد ناصر بالخرطوم انقطاع التيار الكهربائي والماء منذ أربعة أيام كما تشهد أحياء أخرى انقطاعاً تاماً للكهرباء منذ أشهر.

منع دفن الجثامين

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي طاهر المعتصم لراديو دبنقا إن أحياء بحري تشهد أوضاع مأساوية وتفاقماً للوضع الإنساني، وأشار على وقوع انتهاكات كثيرة في الخرطوم بحري من قبل قوات الدعم السريع، وأوضح إن المواطنين في بحري يعانون حتى في دفن الموتى، وقال إن أحدهم لم يستطع دفن زوجته في حلة حمد لإغلاق المسجد المجاور، ومنعه من دفن الجثمان في مقابر حلة حمد، مما اضطره للذهاب إلى مقابر العيلفون على الرغم من تردي الوضع الأمني وعدم توفر الوقود.

ولجأ عدد من الأسر في مختلف الأحياء لدفن الجثامين أمام المنازل وفي الساحات العامة داخل الأحياء السكنية.

تردي الوضع الصحي

وأشار طاهر المعتصم إلى تفاقم الأوضاع الصحية بسبب إغلاق معظم المستشفيات وتفاقم معانا مرضى الكلى مع انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي.

وقالت نقابة الأطباء في تقارير سابقة إن أكثر من 70 في المائة  من المستشفيات في المناطق المتأثرة بالحرب خارج الخدمة

من جهة أخرى، اتهمت لجان مقاومة الفتيحاب بأمدرمان قوات الدعم السريع بمنع وصول الأدوية المنقذة للحياة والسلع الغذائية الضرورية لسكان المنطقة مما أدى إلى انعدام كثير من السلع الضرورية، كما اتهمتها بإغلاق عدد من الأسواق وطرد التجار والفريشة بعد أن كانت تقتطع منهم جبايات بالقوة مما أدى إلى خلق وضع كارثي.

قتلى مدنيون

من جهة أخرى، قتل شاب وأصيب شقيقه بجروح بالغة جراء القصف المدفعي في شمبات ببحري، يوم الأربعاء، بينما اتهمت القوات المسلحة الدعم السريع بقصف المنطقة عشوائياً مما أدى لسقوط قتلى وجرحى.

ومطلع الأسبوع الجاري قتل 11 شخصاً في منطقة صالحة بأمدرمان جراء القصف المدفعي الذي شنه الجيش.

وبحسب تقرير منظمة الهجرة الدولية فإن الخرطوم تصدرت قائمة الولايات الأكثر نزوحاً حيث يشكل النازحون من الخرطوم أكثر من 74 في المائة من العدد الكلي للنازحين حيث نزح ما يفوق 2.5 مليون شخص من الخرطوم بينما يتجاوز العدد الكلي للنازحين 3.4 مليون شخصاً.

سير المعارك

ويوم الأربعاء، قال الناطق الرسمي للقوات المسلحة، العميد نبيل عبد الله، إن الجيش صد هجوما شنته قوة من الدعم السريع على متن (8) عربات مقاتلة بمحيط منطقة بحري العسكرية. وأكد توجيه ضربات على أهداف بمناطق الباقير وسوبا ومناطق أخرى.

وكانت أنباء ترددت عن مساعي لقوات الدعم السريع للهجوم على ولاية الجزيرة ولكن المستشار السياسي لقائد الدعم السريع يوسف عزت نفى أي اتجاه لنقل الحرب من الخرطوم إلى الولايات الآمنة.