ردود فعل عسكرية ومدنية واسعة على بيان المؤسسات الصحفية

صحف سودانية- (ارشيف)

أثار البيان الذي أصدرته 17 مؤسسة صحفية وكياناً إعلامياً بشأن أوضاع الصحافة والصحفيين، اليوم الثلاثاء، ردود فعل واسعة .

ورداً على سؤال من راديو دبنقا بشأن رأي الجيش حول البيان،  قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبدالله، إن القوات المسلحة كمؤسسة وطنية ونظامية مع الحقوق والحريات المكفولة للإعلاميين في أداء رسالتهم الإعلامية، وضمان عدم تعرضهم لأي مضايقات، والسماح لهم بأداء دورهم في حدود ما تسمح الظروف الأمنية وما تسمح به متطلبات الأمن الوطني السوداني.

وأضاف في تصريح لراديو دبنقا ( نحن مع أن تقوم المؤسسات الاعلامية بدورها الإعلامي المحايد الذي لا ينحاز إلى باطل أو طرف محدد).

وأدان الانتهاكات التي تعرض لها عدد كبير من الإعلاميين والدخول إلى منازلهم ونهب ممتلكاتهم ، وأوضح إن الانتهاكات شملت تحطيم المعدات ومنع الصحفيين من القيام بواجبهم والتضييق عليهم.

الدعم السريع يرحب

من جانبه، رحب يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد الدعم السريع، بالبيان الذي أصدرته 17 مؤسسة صحفية وإعلامية مهنية بمبادرة من راديو دبنقا ونقابة الصحفيين وجهر.

ورداً على سؤال من راديو دبنقا بشأن رأي الدعم السريع في البيان، أكد يوسف عزت استعدادهم للسماح لأي وسيلة إعلامية محلية أو أجنبية بالدخول لمناطق سيطرتهم .ولكنه رفض في الوقت نفسه دخول أي صحفي دون إخطارهم مسبقاً ، وأكد استعداد استخبارات الدعم السريع للتنسيق الكامل مع الصحفيين وضمان توفير الحماية لهم للقيام بالتغطية في مناطق سيطرتها، ونفى اعتقال قوات الدعم السريع لأي صحفي. وأضاف ( وجهنا الدعوة لجميع وسائل الإعلام إلى مناطق سيطرتنا  ولكنها لم تأت).

أهمية البيان

من جهته، أشاد البروفيسور صديق تاور، عضو مجلس السيادة السابق، والقيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي، بالبيان الذي أصدرته 17 مؤسسة صحفية وإعلامية رفضا للحرب مؤكداً أهميته في العمل بجدية لمحاصرة استمرار الحرب.

وقال الدكتور صديق تاور لراديو دبنقا إن البيان لفت الانتباه لكارثة حقيقية، تكاد تكون منسية، في ظل ممارسات طرفي الحرب العبثية على امتداد البلاد .

وأشار إلى تعرض العاملين والعاملات في حقل الصحافة والاعلام لظروف قاهرة جراء ممارسات طرفي الحرب، منذ اليوم الأول لاندلاعها، مبيناً إن بعضهم ظلوا عالقين داخل أماكن عملهم لفترة طويلة.

وأدان حملات التضليل وإخفاء الحقائق وتغييبها  بعيدا عن المهنية واخلاقيات الإعلام المحترف.

ونبه إلى استغلال عناصر النظام السابق وجودهم داخل الأجهزة الأمنية، وتعمدهم في التضييق على  الأصوات الإعلامية الوطنية الرافضة لاستمرار الحرب ولجوئهم لتصفية الحسابات مما أدى لسيطرة الاعلام الاسفيري غير المهني، الذي يمثل تهديداً للانسجام الوطني باستسهال خطاب الكراهية والفتنة بين مكونات المجتمع.

وقال إن التضييق على وسائل الإعلام المهنية ساهم في حرمان الرأي العام من التعرف على حقيقة الدمار والكارثة الإنسانية .

دعوة لوقف الحرب وحماية الصحافيين

وكانت 17 مؤسسة صحفية ومهنية إعلامية اصدرت يوم الثلاثاء بياناً مشتركاً بمبادرة من راديو وتلفزيون  دبنقا ، وبالشراكة مع نقابة الصحفيين السودانيين، وصحفيون لحقوق الإنسان( جهر) طالبت فيه الجيش والدعم السريع  بالوقف الفوري للحرب، وفتح المسارات الإنسانية، وتمكين الصحافة والصحفيين والصحفيات من نقل الحقيقة .

 كما طالبت الطرفين الوقف الفوري لكافة أشكال الاعتداءات على الصحفيين وضمان سلامتهم و سلامة المقار والمعدّات وجميع وسائل الصحافة والإعلام.

 وطالب البيان بعدم التعرض لمقرات المؤسسات الصحفية والإعلامية ، السماح للصحافة الأجنبية والمراسلين الأجانب بالدخول إلى البلاد وتغطية ما يجري دون قيود.

كما دعا البيان جميع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية والإلتزام الصارم بالمهنية ومحاربة انتشار الشائعات والتضليل الإعلامي.

 وأكد إن تغييب الصحافة السودانية الوطنية، المهنية أفسح المجال  لملء الفراغ  بتغطيات إعلامية متحيزة، ذات أجندات خارجية، تجعل من التغطية الإعلامية والصحفية  للحرب  غير مكتملة، ومضللة، لا تعكس الواقع بصورة صادقة.

ودعا البيان  المجتمع الدولي للضغط على الأطراف المتحاربة لاحترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حرية الصحفيين والصحفيات في القيام بعملهم.

وطالب بالتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين ، والبحث عن السبل والوسائل التي تضمن حمايتهم وسلامتهم.

وطالب البيان القوى المدنية السودانية بتبني قضية الإعلام الحر والمستقل كقضية تهم المجتمع المدني، والضغط على طرفي الصراع للكف تماما عن التعرض للصحفيين  خلال تغطياتهم الصحفية، وتحركاتهم الميدانية.

Welcome

Install
×