مفاوضات جدة … المخرج الوحيد حتى الآن

اتفاق جدة

توقيع اتفاق وقف اطلاق النار قصير الأمد بين الجيش والدعم السريع في جدة – 20 مايو 2023– (المصدر: صفحة وزارة الخارجية السعودية على تويتر)

بالرغم من أجواء الغموض والتشاؤم السائد حول نهاية قريبة لحرب الدموية التي دخلت شهرها الرابع فإن المفاوضات التي تجري في ميناء جدة السعودي بين ممثلي القوات المسلحة وقوات الدعم السريع تظل موضع ترقب وانتظار، إن لم تكن بارقة أمل، باعتبارها المنبر الوحيد الذي يتفاوض فيه الطرفان بحضور الوسيطين الأمريكي والسعودي الذي يتمتعان نفوذ مؤثر في السودان.

تعتيم اعلامي

حول هذه المفاوضات التي يشاع انها قد استأنفت فعلا بداية هذا الأسبوع وسط تعتيم إعلامي مطبق، تحدث لراديو دبنقا الدكتور محمد عبدالله تورشين المحلل السياسي والباحث في الشؤون الإفريقية معربا عن استحسانه للتصريحات الإيجابية التي صدرت عن الطرفين المتحاربين خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال إن التصريحات الصادرة من قيادة الجيش متمثلة في الفريق شمس الدين الكباشي وكذلك ما جاء في التسجيل الصوتي الذي نشره قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد عبرت عن قدر معقول من الجدية والمرونة والواقعية هذه المرة عكس جولات المفاوضات السابقة.

وأضاف أن المرونة التي ابداها الطرفان خطوة إيجابية نحو الأمام ولكن التحدي الأكبر يكمن في دور الوسطاء وقدرتهم الفعلية على ممارسة المزيد من الضغوط على الطرفين لإحراز تقدم حقيقي في المفاوضات يتجاوز فكرة الهدن القصيرة التي لم يلتزم بها الطرفان على ارض الواقع.

ويرى الدكتور تورشين أن الخلافات بين الطرفين قبل الحرب كانت تتمحور حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش والقيد الزمني للاندماج ومنظومة القيادة والسيطرة بعد الاندماج لكن الحرب الضروس التي تدور الآن بينهما قد ضاعفت الخلافات وجعلتها اكثر تعقيدا ومرارة. ويضيف ان توازن القوى على الأرض ومسار العمليات العسكرية يؤثر على المواقف التفاوضية للطرفين وقد يجبرها على تقديم تنازلات أو تبنى مطالب اكثر تشددا وأن دور الوساطة هو دفع الطرفين للتوصل لاتفاق مقبول بموائمة وتقريب وجهات النظر. وأشار إلى ان الطرفين قد صعدا من المواجهات العسكرية خلال الفترة الماضية للذهاب لمائدة التفاوض من موقع عسكري اقوى.

انقسام القوى السياسية

ويلفت محدثنا الدكتور محمد تورشين الانتباه إلى أن انقسام قوى الحرية والتغيير التي كانت تمثل الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية لثلاثة مجموعات هي المجلس المركزي، التغيير الجذري، الكتلة الديمقراطية من العوامل التي تعقد المشاركة المدنية الضرورية في مباحثات السلام ويتساءل “هل سيتم إشراكهم جميعا في المفاوضات ام سيتم الاكتفاء بتمثيل المجلس المركزي في العملية لا سيما بعد إعلان محمد حمدان دقلو عن تشكيل لجنة للحوار مع القوي السياسية فضلا معضلة كيفية تمثيل حركات دارفور التي انضمت للكتلة الديمقراطية.

ويدعو الدكتور تورشين القوي السياسة إلى أن تبدأ حوارا موسعا في اقرب وقت حول سبل توحد القوي السياسية فترة انتقالية تعالج القضايا الأكثر الحاحا واهمية لتفادي الأخطاء والاخفاقات التي عرضت الفترة الانتقالية السابقة للانهيار.

وحذر الدكتور تورشين من أن استمرار الحرب في السودان قد يؤدى إلى اضعاف نفوذ الوسطاء في البلاد خاصة الولايات المتحدة الامريكية التي تبدو انها تفضل صيغة تنتهي بدمج الدعم السريع في الجيش السوداني وتخليص الأخير من بعض ارث نظام الرئيس السابق البشير وعناصر الجيش ذات الصلة الوثيقة بنظام المؤتمر الوطني.

Welcome

Install
×