السيسي : الأزمة السودانية تتطلب معالجة جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي شامل
إنطلقت قمة دول الجوار السوداني بالقاهرة اليوم ، لبحث سبل إنهاء الصراع المسلح الدائر في السودان والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار لتسوية الأزمة بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -في افتتاح المؤتمر- إن السودان يمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مبيناً إن القتال المستمر منذ ثلاثة أشهر نتج عنه إزهاق أرواح مئات من المدنيين ونزوح ملايين من السكان ، وطالب أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتهم التي تم الإعلان عنها في مؤتمر دعم السودان.
وأضاف السيسي أن الأزمة تتطلب معالجة جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي شامل يستجيب لتطلعات الشعب السوداني، مطالبا أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي تم الإعلان عنها في مؤتمر دعم السودان.
ودعا كافة الأطراف السودانية بمشاركة القوي السياسية والمدنية وممثلي المراة والشباب الي إطلاق حوار سياسي وطني جامع في السودان يهدف إلى بدء عملية سياسية شاملة للوصول لحل سياسي تلبي طموح وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والسلام والإستقرار والديمقراطية.
وطالب الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد والبدء بمفاوضات جدية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأعلن عن تشكيل آلية إتصال منبثقة من المؤتمر لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل الي حل شامل للأزمة السودانية علي ان تطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.
ومن جابنه قال الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إنه لا مبرر للحرب في السودان، ومبادرة دول الجوار لها آليات واضحة لتحقيق الاستقرار، وأضاف أفورقي أن القمة ترمي إلى أن تكون لشعب السودان الكلمة الأخيرة وإلى منع التدخلات الخارجية.
كما، قال رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت إن القمة تهدف إلى حل الأزمة، وتأتي في وقت حرج وهي ليست منتدى جديدا.
وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إنه يجب احتواء النزاع في السودان بأسرع وقت ممكن، لأن تداعيات الأزمة كبيرة على المنطقة، داعيا إلى وقف مستدام لإطلاق النار.
وأكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي لتشاد أن بلاده استقبلت أكثر من 150 ألف لاجئ سوداني.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي نرحب بخطابات رؤساء الجوار السوداني التي جاءت في القمة العربية المنعقدة في القاهرة ونتطلع ان تخرج بتوصيات تسهم في حل الازمة .
وأضاف مناوي في تغريدة علي تيوتر نجدد تأكيدنا ان الاولوية هي وقف الحرب ومعالجة اثاراها الانسانية دون زج بالقضايا السياسية ، ومن ثم طرح حوار سوداني سوداني بعيد جدًا عن تدخلات واملاءات خارجية التي ساهمت في اشعال هذه الحرب.
غنيمة تتسابق عليها الضباع
ومن جهة أخري قال الصادق علي حسن المحامي أن مؤتمر جوار السودان المنعقد بالقاهرة يكشف ان الدولة السودانية صارت مثل الغنيمة تتسابق عليها الضباع ، مبيناً ان مثل هذه المؤتمرات في مثل هكذا ظروف يكون منطقيا إذا تمت الدعوة له بواسطة السودان لبحث مشتركات الهموم والقضايا الأمنية في ظل الحرب وغياب أجهزة الدولة.
وأضاف لراديو دبنقا لكن الواقع الحالي ان الحرب أيضا افقدت السودان سيادته كما ويتم الدعوة للتقرير في شأنه الداخلي بعلمه أو بدونه او بموافقته أو بدون ذلك ، مشيراً الي إن مثل هذه الظروف من المنطقي والموضوعي ان تبحث دول جوار السودان مستقبل ومآلات الحرب الدائرة به وتأثيراتها عليهم.
وأكد الصادق هذا الواقع لا ينفصل عن واقع حال البلاد التي صارت تحركها اصابع خارجية ، ولفت الي أنه من المؤكد ان الأوضاع الإستثنائية بالسودان ستكون لها تأثيراتها الأمنية على دول الجوار واستقرارها ، في ظل غياب الدور الداخلي.
والمح الي أنه قد لا تتوقف سيل هذه اللقاءات ولكن كلها اولوياتها قد تكون من أجل مراعاة مصالح هذه الدول المرتبطة بالسودان وليس بالضرورة مراعاة مصالح السودان وشعبه.