التدخل الأممي غالبية مؤيدة وظرف دولي غير مواتي

جانب من قمة الإيغاد - المصدر قناة العالم الإخبارية

عقدت اليوم الاثنين 10 يوليو اجتماع الايقاد بخصوص الحرب الدائرة في السودان برئاسة كينيا. غاب السودان عن هذا الاجتماع احتجاجا منه على ترأس كينيا للاجتماع الأمر الذي يضعف فرصة التوصل الى تفاهمات تؤدي لحل سلمي للحرب.

وكان وفدا من القيادات السياسية والمدنية والمهنية السودانية المتواجد بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا عقد نهار الأحد الموافق 9 يوليو 2023م، اجتماعا ضم عدد من الدبلوماسيين المقيمين في اثيوبيا، شمل ممثلي الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا وايطاليا والنرويج والسويد.

ناقش الاجتماع تطورات الأوضاع في السودان عقب اندلاع حرب 15 أبريل، واستعرض الجانب السوداني تدهور الوضع الأمني والانساني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد واتساع رقعة الحرب مع مخاطر انزلاقها لحرب اهلية شاملة، ومدى تأثيرها على المحيط الإقليمي.

وحث الوفد الممثلين الدبلوماسيين على دفع المجتمع الدولي لبذل مزيد من الجهد للتنسيق من أجل ايقاف معاناة السودانيين والسودانيات عبر المبادرات الدولية والاقليمية لوقف الحرب في السودان وتوفير السند الانساني لملايين المدنيين المتأثرين بالحرب.

التدخل مطروح بشدة

وقال الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الاعلام الأسبق في مقال له الأسبوع الماضي:

” إن الإشارات التي تؤكد أن مسألة التدخل الدولي في السودان صارت مطروحة بشدة في الإطارين الإقليمي والدولي، بينما لم يتم تداولها بشكل جاد في الإطار الوطني؛ لكن المؤكد أنها ستجد ردود أفعال متفاوتة ومتناقضة، مثلما حدث في كثير من الدول التي حدث فيها تدخل دولي، فهذه من القضايا التي لا يمكن أن يحدث فيها إجماع”.

أجرى برنامج من جهة أخرى الأسبوعي الذي يبث من راديو دبنقا استطلاعا في منبر الرأي المكون من عدة منصات الكترونية في راديو دبنقا حول مسألة التدخل الاممي ومدى التأييد المحتمل له من قبل الشعب السوداني.

غالبية مؤيدة

تبين من خلال نسخة الاستبيان المطروحة في الموقع الاليكتروني لدبنقا أن نسبة 80 بالمائة من المشاركين تؤيد التدخل الأممي. وفي منصات الراديو الأخرى على تويتر وفييسبوك ومجموعات الواتساب المغلقة الخاصة براديو دبنقا نلاحظ نسبة تأييد أقل لفكرة التدخل الأممي اذ راوحت الـ 60 بالمائة من المؤيدين للتدخل الأممي.

وضعنا هذه النتيجة أمام الأستاذ عمر إسماعيل قمرالدين وزير الخارجية الأسبق وسألناه عن رأيه في مسألة التدخل الأممي لحماية المدنيين في السودان بعط استطالة أمد الحرب وعدم ظهور بوادر إيجابية تبشر بنهايتها في المدى القريب المنظور.

دولة تروع مواطنيها

بدأ قمر الدين حديثه بالقول إن الدولة السودانية منذ فجر الاستقلال لم تكن قادرة على حماية المدنيين فيها، مستشهدا بحرب الجنوب الأولى التي تفجرت فجر الاستقلال، والتي استمرت تحت ظل مختلف الأنظمة السياسية التي تعاقبت على حكم السودان، انتهاء بعد الإنقاذ الذي تم فيه فصل الجنوب الذي يمثل ثلث مساحة السودان.

ويشير إلى أن قوات الجيش والشرطة والأمن ظلت على الدوام هي المروع الأكبر للمواطنين والمتسبب في عدم استقرارهم واحساسهم بالأمن والأمان.

وأكد عمر قمر الدين أن الدولة السودانية فشلت في حماية مدنييها، والحرب الحالية خير شاهد على عجز الدولة وفشلها، الأمر الذي يحتم أن يتولى المجتمع الدولي مهمة حماية المدنيين في السودان. مضيفا إن الحالة الراهنة في السودان لا تتسبب في تهديد أمن المواطنين فحسب بل تشكل تهديدا لدول الجوار المباشر وللأمن والسلم الدوليين.

ظرف عالمي غير مواتي

بهذا المعنى يقول بأن استخدام القبعات الزرقاء مسألة مفروغ منها من ناحية ضرورتها في هذه اللحظة ولكن السؤال الذي يطرح في هذا المقام: هل هناك التزام أخلاقي لفرض مثل هذه القوات في السودان من أجل بسط الأمن بالقوة إذا استدعى الأمر؟

يجيب قمر الدين بأن الظرف العالمي الراهن يقول بغير ذلك. مسألة تحريك انتباه المجتمع الدولي لضرورة التدخل في السودان محكومة بالمؤسسات الإقليمية مثل الايقاد والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والمجهودات التي تبذلها مع طرفي الصراع من أجل التوصل لحل سلمي في المبتدأ.

كما أن مثل هذه القوات يجب أن تبسط حمايتها في السودان بموجب البند السابع وبتفويض واضح جدا، خلافا لتجربة اليوناميد في دارفور التي لم تقم بواجبها وفق التفويض الممنوح لها، بل كانت قريبة من حكومة البشير بفعل الفساد الذي شاب أداء عملها.

ويضيف بأن الأمر يتعلق بعملية التفويض الممنوح لمثل هذه القوات الأممية واتفاقيات نشر مثل هذه القوات. وحذر من أن يفتح مثل هذا التدخل الباب أمام دول منفردة ذات مصالح محددة في السودان، الأمر الذي يحتمل مساعدة طرف ضد الطرف الآخر، فالتدخل الأممي يجب أن يخلو من أي أغراض وأطماع كي يحقق هدفه.

تاريخ التدخلات في شؤون الدول المختلفة لا يخلو من فكرة الحميد والخبيث، ويجب أن يأتي حصرا بترتيب من مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة. مضيفا ان السودان عضو في الأمم المتحدة ومواطنيه لهم الحق في الحماية.

السلام أولا

وعن فرصة نجاح مثل هذه المهمة يقول عمر قمر الدين بأنها مثل فرصة تدخلات حفظ سلام حصلت في مناطق أخرى. ومفهوم حفظ السلام يفترض أن يكون هنالك سلام في الأساس، بمعنى أن التدخل يجب أن يكون لوقف الحرب. يجب أن تكون شروط مثل هذا التدخل واضحة كي غرضه، وإلا فلا داعي له.

وأبان بأن في حالة السودان الراهنة هنالك مناطق تشهد مواجهات بين الجيش والدعم السريع، وهناك أماكن أخرى لم تصلها الحرب بعد، والواجب ضمان عدم وصول الحرب إليها. مشيرا الى أن الأمم المتحدة لا تنقصها الوسائل والموارد لضمان فعالية ونجاح المهمة. إذ لا بد من دفع قوي والتزام مالي واخلاقي كي تصل مثل هذه المهمة لنهايتها المنطقية.

ووجه وزير الخارجية الأسبق نداء بهذا الصدد كمواطن سوداني وافريقي مطالبا بمثل هذا التدخل. وأضاف يجب علينا كسودانيين وضع شروط هذا التدخل وآلياته ونتولى كتابة التفويض الخاص به، مختتما حديثه بالقول نحن أعضاء في المنظمة الدولية ونطالب بحق اصيل لنا ويجب أن يكون لنا فيه اليد العليا.

Welcome

Install
×