لا تقتلوا الفرح .. واحتفوا بحمدوك
وفي ثقافتنا الشعبيه… تجد بعد جرعات الضحك والفرح الاستغفار احيانا والدعوه بالله يخزيك ياشيطان… هو مزاج يسبح عكس إرثنا الراقي بتفاؤلوا خيرا تجدوه.. مزاج حذر يعارض منهج العلم وسايكولوجية العقل الإيجابي.
بقلم: مجدي اسحق
المزاج الشعبي دوما حذر..
وفي ثقافتنا الشعبيه… تجد بعد جرعات الضحك والفرح الاستغفار احيانا والدعوه بالله يخزيك ياشيطان… هو مزاج يسبح عكس إرثنا الراقي بتفاؤلوا خيرا تجدوه.. مزاج حذر يعارض منهج العلم وسايكولوجية العقل الإيجابي.
زارتني هذه الخاطره وأنا أقرأ دعوات من بعض الشرفاء الا نحتفي بدكتور حمدوك.. والا تخرج مسيرة لإستقباله.. وألا نفرعنه.. فهو مجرد موظفا للشعب يقوم بدوره وهذا واجبه.. وتجدني إختلف مع هذه الدعاوي.. أحترم دوافعهم.. أتفهم دواخلهم.. ولكن أزعم أنهم قد زادوا من جرعات الحذر فتجاوزوا منطق العلم والتاريخ والنظرة الموضوعية للأشياء..
أحبتي..
أقول لهم..
أولا….
إن حمدوك ليس مجرد موظف لشعبنا الحبيب… والإحتفاء به ليس إحتفاء بفتى من كردفان عبر لكرسي السلطه مرورا بجامعات مانشيستر ومقاعد المنظمات العالميه… إحتفاء يقدر شخصه لكنه ليس المقصود.. إنه إحتفاء يتحاوز الشخص.. إنه الإحتفاء برمز يعبر عن أحلام الثورة ولغتها.. تجسيدا لقيم كان مهرها دماء عزيزة وغاليه.. إحتفاء ببرامج كانت في رحم الغيب وأحلام أصبحت به ورفاقه تتجسد… دولة للمواطنه بلا إقصاء أو عنصرية أو تعالي.. أولى محطاته كانت لجوبا جرحنا النازف.. جلوس مع رفقاء النضال ليسطر اولى حروف عودتهم وبناء مظلة السلام.. تأخيرا في تكوين حكومته لأن لسان حاله ينطق بلغة الثوره المطالبة بتمثيل الشباب وموقعا مميزا لحواء بلادي.
ثانيا..
هو إحتفاء بطريقة حكم وأسلوب حاكم يعبر عن ثقافتنا في الوضوح مع شعبه.. التواضع وبناء جسورا الموده.. فلا فاحش قول ولا لحسا للكوع ولا دعوة لشعبنا أن يحمل السلاح ليزيحه بل تواصلا عفويا وهتافا مع الجماهير وحروف من القلب تنثر العفوية والمحبه بلا غطرسة ولا تعالي..
ثالثا
إحتفاء بالأمل النابع من الموضوعية والعمل.. أملا بذرته بأننا سنصنع مستقبلنا الزاهر بأيدينا وإنه رغم الخراب فإن هناك الف باب وباب لصنع مستقبل جديد.. يرسم خطواته بلا إدعاء ولا وعود كاذبه إيمانا بمقدرات شعبنا وليس إرتهانا لكرامتنا ولا بيع لمواردنا وقرارنا.
أحبتي
الإحتفاء ليس حشود تخرج وهتاف يشق عنان السماء.. وليس زخرف من القول وعبث لا طائل له.
بل بالعكس الإحتفاء يدعم الإيمان ويقود لترسيخ لقيم الثوره والإحتفاء بشحص يمثلها وأيقونة تجسدها.. إن الإحتفاء يعمق قيم التفاؤل والثقة في النفس والمستقبل لأنه شعور إيجابيا جميل ليس تجاه شخص بل تجسيد لكل جميل نمتلكه في دواخلنا ولكل حلم نسعى لتحقيقه نغرس فيه بذرة الأمل.
إن علم النفس يؤمن بقوة التجسيد والمثال.. وبضرورة وجود مثال في الواقع يجسد أحلامنا لأن ذلك هو المفتاح في طريق الطاقه الإيجابيه التي تشحن النفوس وتشحد الهمم. لأن وجود نموذج وتجسيد لأحلام شعبنا يجعل من الخيال ممكنا ويضع الأحلام المجرده قريبة من ملمس اليد في دروب الواقع تبصر وتشاهد وبها يصبح الخيال مجسدا والبعيد ممكنا… إن المتال أو الرمز هو البوصله.. وخير من يضئ الطريق.. ويزرع الأمل وينثر الحماس والتفاؤل.
أحبتي..
إن شعبنا يعي الفرق بين الإحتفاء والعباده..
إن العباده هو إنقياد أعمى في كل الظروف.. ٍ.. لكن الإحتفاء هو تقدير مشروط نبذل حبنا ومودتنا مادام من نحتفي به إلتزم بقيم شعبنا وأخلاقه ومشى في طريق الثورة مستلهما شعاراتها وتقاليدها..
إن شعبنا الذي سكب الدماء رخيصة للقضاء على الطغيان له من الحساسية والوعي بأن لا يسمح لبذرة الطغيان ان تعود.. ولن يصنع فرعون بعد هدم كل أصنام الظلم وأذنابه..
لقد حجز حمدوك في قلب شعبنا مجلسه ومكانة أعمدتها الثلات..
اولها.. إحترامه لمواثيق الثورة وشعاراتها..
وثانيها إحترامه لشعبنا وتضحياته
وثالثها اسلوب حكما يعتمد على التواضع وحب شعبنا والافتخار به… هي شعب ثلاث ستحتفظ له بكرسي مجده في قلوب شعبنا ولكن اذا ضعفت أيا منهما أو تضعضعت فسيسقط هذا المجلس غير مأسوف عليه وبلا ندم.
أحبتي..
أفرحوا وإحتفوا بمن ترون فيه تجسيد للثوره وباب للأمل والمستقبل الجميل..إن كان حمدوك أو الأصم أو ولاء أو أسماء او التعايشي.
وأطلقوا للفرح العنان مسيرات أوحروف تتغنى أومقالات… ولا تخافوا.. فالإحتفاء بفرد يسعي لتجسيد الثوره عهدنا معه واضخ.. ستحتل قلوبنا مادمت متمسكا بعروة الثورة الوثقى وأخلاق شعبنا وتواضعه…
فحمدوك ليس صنما ليعبد بل تجسيد لقيم نحتفي بها سنفارقه اذا فارقها.. واذا ألتزم بها وجسدها فلن نخجل من نثر الحروف بل سندعو لضرورة الإحتفاء زراعة للأمل الإيجابي منارة وباب نحو المستقبل الوضئ..
… فلا خوف على شعبنا الواعي ولا خوف عليه ولا هم يحزنون….
فقوموا لإحتفائكم يرحمكم الله.. وأفتحوا للتفاؤل والأمل ألف باب…