شهادات صادمة من ناجيات حول الأوضاع في غرب دارفور
أدلت ناجيات من الهجوم على الجنينة بشهادات صادمة عن الانتهاكات الواسعة التي وقعت على المدنيين.
وتقول إحدى بعد وصولها إلى مدينة أدري لراديو دبنقا إنها فقدت نسبة كبيرة من وزنها بسبب عدم توفر الطعام لأن الأسواق تدمرت تماماً. وأضافت (كنا نعتمد في غذائنا على البليلة فقط، وهي غير متوفرة، وكنت اتناول ما يزيد عن حاجة أطفالي) وزادت (حاولت الفرار عدة مرات برفقة أطفالي ولم افلح ولكن في هذه المرة إستطعت الفرار بصحبة عدد من الجارات بمساعدة أحد الجيران) وأوضحت إنهن تحركت مع رفيقاتها بسيارة من نقطة خارج المدينة .وقالت إنها تركت زوجها في الجنينة لأن عدد من الرجال قتلوا أثناء فرارهم مع أسرهم. وأضافت ( لا أدري ماذا حل به منذ مغادرتي).
وقالت ناجية أخرى لراديو دبنقا وصلت إلى مدينة أدري إنها كانت تتواصل مع والدتها عبر الهاتف على الرغم من أنهن يسكن في الجنينة وأضاف ( المارة كانوا يتعرضون للقنص في الطرقات ) وأوضحت إنه عند انقطاع شبكة الإتصال وخروجها المحدود إلى الشارع اكتشفت أن المدينة مقسمة إلى شقين وأضافت (كانت والدتي تقيم في الشق الذي تسيطر عليه المليشيات والدعم السريع، بينما اسكن في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش) وزادت ( مناظر الجثث الملقاة في الطرقات لا تفارق خيالي). وأشارت إلى أنها تمكنت من الهروب متمنية السلامة لأسرتها وأن تلتقيها قريباً.
وقالت ناجية ثالثة فرت إلى تشاد لراديو دبنقا إن الهروب سيراً على الأقدام غير آمن، وبالسيارات أيضاً غير آمن ومكلف جدا, وأوضحت إن أفراد المليشيات يسألون الفارين عن قبائلهم، ولا يسمح بعبور الفارين من قبيلة المساليت ، وإن الذين يسمح لهم بالعبور من القبائل الأخرى يخضعون للتفتيش في أكثر من عشرة بوابات في مسافة الثلاثين كيلومتر كما تتعرض هواتفهم النقالة والمبالغ المالية بحوزتهم للنهب.
مغادرة 57 الف شخص مدينة الجنينة بعد مقتل الوالي
كشف المحامي والمدافع الحقوقي عثمان البصري لراديو دبنقا إن أكثر من 57 الف شخص غادروا مدينة الجنينة بعد مقتل والي الولاية يوم الأربعاء الماضي.
وقال إن أكثر من 35 الف غادروا إلى منطقة اردمتا للاحتماء بحامية الجيش ، بينما غادر إلى أدري 22 الف من بينها 30 عربة تحمل مصابين خلال الأحداث.
وأشار إلى تعرض الفارون إلى أدري إلى أعمال نهب وسلب وقتل في منطقة شكري، كما تعرض الفارون إلى إلى كمين مماثل.
وصول 20 الف شخص من الجنينة الي تشاد خلال يومين
قالت اللجنة الحكومية التشادية للاجئين -إن نحو 20 ألفا من سكان مدينة الجنينة المنكوبة عاصمة ولاية غرب دارفور، وصلوا إلى تشاد خلال اليومين الماضيين. وبحسب مصادر متعددة في شرق تشاد فقد ووصل عشرات الجرحى السودانيين -بينهم نساء وأطفال- من الجنينة إلى الحدود التشادية بسبب المعارك الدائرة هناك. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 5 سودانيين توفوا بمستشفى أدري التشادي إثر إصابتهم برصاص مسلحين أثناء فرارهم من دارفور.
في السياق قالت منظمات الأمم المتحدة إن أكثر من مليون طفل نزحوا بسبب النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الشهرين الماضيين.
وأضافت المنظمات أن ربع ذلك العدد من الأطفال في إقليم دار فور ، حيث تتزايد المخاوف من وقوع انتهاكات وصفت بالجسيمة مع انقطاع الاتصالات.
من جهتها، نقلت منظمة اليونيسيف تقارير تفيد بمقتل 330 طفلا وإصابة أكثر من 1900 آخرين.
وقالت المنظمة إن الأطفال يتحملون العبء الأكبر لما سمتها بالأزمة العنيفة، معبرة عن أسفها لأوضاعهم وما يواجهونه من أمراض وسوء تغذية.
أمريكا تدين العنف المروع في دارفور
وكانت الولايات المتحدة الامريكية ادانت ما أسمته العنف المروع في دارفور وقالت واشنطن في هذا السياق إن الفظائع في دارفور تُعزى في المقام الأول إلى قوات الدعم السريع ومليشيات تابعة لها، ومع ذلك فإن كلا الجانبين (الجيش السوداني والدعم السريع) مسؤولان عن الانتهاكات.
ودانت الخارجية الأميركية بأشد العبارات ما وصفته بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان والعنف المروع في السودان، لا سيما التقارير التي تتحدث عن انتشار العنف الجنسي والقتل على أساس العرق في غرب دارفور على يد قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن خيبة أمل بلاده من أفعال طرفي الصراع في السودان، مجددا الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.ودعا ميلر خلال تصريحات صحفية في واشنطن طرفي الصراع إلى الاستفادة من مباحثات جدة لإجراء حوار مباشر، مستبعدا أي حل عسكري لهذا الصراع.ودعت الخارجية الأميركية الجانبين إلى وقف القتال في المنطقة والسيطرة على قواتهما ومحاسبة المسؤولين عن العنف والانتهاكات.
الى ذلك قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية هالة غريط، إن قوات الدعم السريع والجيش السوداني مسؤولان عن الانتهاكات التي شهدها السودان منذ 15 إبريل الماضي.وأضافت هالة غريط، في لقاء مع قناة الجزيرة مباشر، مساء الجمعة، أن وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض يراقبان عن كثب ما وقع ويقع من انتهاكات يومية في العاصمة الخرطوم ومدينة الجنينة، مشددة على أن الطرفين معًا مسؤولان عن وقف إطلاق النار والعودة إلى مائدة المفاوضات.
وقالت إن الإدارة الأمريكية على علم بالاتهامات الموجهة إلى قوات الدعم السريع في مدينة الجنينة ومسؤوليتها عن قتل 1000 شخص.وكشفت أن الإدارة الأمريكية لديها مصادر مختلفة منها ما هو موجود على الأرض ومنها الأقمار الاصطناعية، وأن هذه المصادر تؤكد مسؤولية الطرفين عن العنف.