لا للحرب نعم للسلام
بقلم : حسين سعد
كانت الخرطوم المدينة التي كنت أعيش فيها مليئة بالحياة والنشاط، لاسيما في شهر رمضان المنصرم حيث كانت الافطارات تتوالي وكان الناس يتقاسمون كل شي فيما بينهم وعشية السبت تحديدا يوم الجمعة كنت بصحبة جيراني في حي السلمة الذي اقيم به جنوب الخرطوم كنت معهم في زيارة اجتماعية بهدف التقدم لخطبة ابنهم وعندما كنا في طريقنا الي الخرطوم من امدرمان لاحظت ارتكازات نظامية لايقاف بعض السيارات وكان ذلك بعد الساعة الثانية عشر ليلا حيث كان يتم ايقاف السيارات التي يشتبه بها لتفتيشها ومراجعة اوراق السيارة وترخيصها واوراق التظليل
وكان الناس يعيشون حياتهم بسعادة وراحة. لكن ذلك كله تغير عندما اندلعت الحرب حينها كنت بالمنزل في التاسعة صباحا قبل التوجه الي الخرطوم وهو ذات اليوم الذي كان يصادف افطار نادي القصة السوداني ضمن فعاليات خيمة الصحفيين التي تنظمها طيبة برس في هذا الصباح كانت الأصوات المدوية للقذائف تهز المدينة بشكل مستمر. كان منظر الأبنية المدمرة والشوارع المحطمة مروعًا ومخيفا هذا ماكان بشأن الخرطوم مسرح الحرب اما مناطق النزوح واللجوء فالحياة بها تعج بالكثير من الاهوال فالنزوح تحديات اجتماعية وثقافية وتعليمية. فالنازحون يجدون أنفسهم في بيئة جديدة وغريبة، حيث يواجهون صعوبة في التكيف والاندماج. كما يواجهون صعوبة في الحصول على التعليم المناسب، مما يؤثر على فرصهم في الحصول على فرص عمل جيدة. وبحكم مهنتي الصحافة فانه يجب التاكيد
على أهمية التعاون الدولي والتضامن الإنساني لمساعدة النازحين واللاجئين، وتقديم الدعم للجهات المضيفة لهم. كما يجب بذل المزيد من الجهود لحل النزاعات والأزمات التي تؤدي إلى النزوح، وتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المتضررة. فبحكم تجارب سابقة متواضعة لي في تغطية وعكس حياة النازحين والفارين من جحيم الحرب فانني اري بان
النزوح ليس مجرد أرقام وإحصائيات، بل هو قصص حقيقية لأشخاص يعانون من المعاناة والألم، ويحتاجون إلى الدعم والمساعدة من المجتمع الدولي. لذلك يجب علينا جميعًا التحرك والعمل معًا لتخفيف معاناة النازحين واللاجئين، وتوفير الظروف الملائمة لهم للعيش بكرامة وحرية. ونري ان
أن الحل الوحيد لهذه المأساة هو وقف الحرب في السودان، وإيجاد حل سياسي للأزمة. و تعزيز الجهود الدولية للتصدي للنزوح القسري وتحسين ظروف النازحين واللاجئين، وتوفير الدعم اللازم لهم لبناء مستقبل أفضل.
اهوال الحرب
تغيرت حياة الناس كل الناس بشكل كبير، فقد فقدنا الأمان والأمان الذي كنا نشعر به في حياتنا اليومية. اضطررنا للبحث عن مأوى آمن وطعام وماء نظيف لاسيما عقب انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع مياه الشرب النقية وسط هذه الازمة المروعة انخرط شباب وشابات لجان المقاومة في توفير مياه الشرب ومداواة الجرحي كانت الحرب تؤثر على الناس بشكل مختلف، فبعضهم فقد أحبائهم وأصدقائهم، بينما تعرض آخرون للإصابات والإعاقة الدائمة.
كان الأطفال هم الأكثر تضررًا، فقد فقدوا أحلامهم وطموحاتهم بسبب الحرب. كانوا يعيشون في ظروف قاسية وغير صحية، وكانوا يعانون من نقص التعليم والرعاية الصحية. كنت اقول لاصدقائ انه حال توقف الحرب اليوم فأن تداعياتها و آثارها السلبية على المدينة والناس ستكون باقية لفترة طويلة بعد انتهائها. فقد يستغرق إعادة بناء المدينة وإعادة بناء حياة الناس وقتًا طويلاً. إنه لأمر محزن أن ترى مدينة كانت تعج بالحياة والنشاط تتحول إلى مدينة مدمرة ومهجورة بسبب الحرب. لذلك، يجب علينا جميعًا العمل بجدية على تجنب الحروب والصراعات والعمل على بناء عالم أكثر سلامًا وتعاونًا وتفاهمًا. يجب ان نبني سودان جديد لا يرتكز علي القبلية ولا الجهوية ولا العنصرية التي عانينا منها في فترة النظام البائد الذي اشعل الحروب في جنوب السودان قبل انفصاله وفي جبال النوبة والنيل الازرق وشرق السودان ودارفور .
مصاعب النزوح
تشهد الخرطوم، مأساة إنسانية بسبب النزوح القسري الذي يعاني منه الآلاف من الأسر بسبب الحرب والصراعات المستمرة في البلاد. وتعاني العائلات النازحة من ظروف صعبة وفي المركبة التي اخذنا في طريقنا الي الكاملين برفقة والدتي خيرمنو وشقيقتي عواطف وابنتها سعاد كانت اهوال الحرب ومصاعبها بائنة في صمت الناس وحزنهم الدفين والنحيب بينما كان بعض السماسرة (الركيبة)يغالون في الاسعار في موقف المواصلات ليس هناك سعر موحد لقيمة التذكرة بل هناك (ركيبة)تراهم يهرولون هنا وهناك وهم يصحيون باسم المدن الكاملين الحصاحيصا مدني سنار سنجة وغيرها طوال فترة الرحلة من الخرطوم الي الكاملين البالغة نحو ساعتان لم اسمع سوي قحة بعض الاطفال او صراخهم ونحيبهم الذي لا يدوم طويلا حيث سرعان من يصمت لكن اللافت وعلي جانبي الطريق كانت المجنزرات المسلحة وبقايا ادوات الحرب علي قارعة الطريق
وفي مدينة جياد الصناعية تشاهد بقايا الحريق في تلك المدينة الصناعية وامامها سوق مصغر لبيع ما تم نهبه من تلك المدينة
من المناظر اللافتة وهي وجود الاطفال برفقة وكبار السن بينما يبقي الشباب بالمنازل بالخرطوم للحيلولة دون سرقة المنازل والشاهد ان بعض المنازل لم تنجو من السرقة فاهل العاصمة فان لم تصيب منازلهم بالقذائف والدانات تعرضت منازلهم للسرقة والبعض الاخر سلم من السرقة لكنها .اي. تلك المنازل لن تسلم من الخريف القادم الذي يرشح بامطاره الغزيرة
وفي مقابلتي مع احدي المواطنات النازحات تقول كلثوم عبد الله تقيم الخرطوم بحري
انها نزحت من منزلها مع عائلتها بسبب الحرب الي منزل اهلها بالجزيرة الذي استقبلوهم بترحاب كبير وتضامن لافت احتضان كلثوم بحلة موسي ليس الوحيد بل هناك اسر احتضنت اسر عديدة ووفرت لهم المأوى وتقاسموا معهم لقمة العيش اهل حلة موسي والحليلة الشيخ موسي وكلكلول ومدني والكاملين ينطبق عليهم الغناء ناس الحارة ديل اهلي وقدر ما اطش القاهم في سماءيا نجوم
حكاوي التضامن اللافت سمعتها في قري الجزيرة المختلفة ومدني عاصمة الاقليم وفي مدن وارياف السودان الاخري
نزوح وتشرد
وتحكي ميعاد عبد الفضيل اهوال الحرب لاسيما وانها قادمة من منطقة شمبات شرق سلاح المظلات بالخرطوم بحري
تقول ميعاد بثقة ورباطة جأش تركنا كل شي خلفنا بسبب الحرب العبثية التي دمرت كل وشردت كل شي ايضا ودعت ميعاد
المنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي،للتدخل العاجل لتقديم يد العون للمتضررين
وشددت علي أهمية توفير الحماية والرعاية للنازحين واللاجئين، وتوفير الدعم اللازم لهم لإعادة بناء حياتهم وتحسين ظروفهم المعيشية. وتدعو إلى تعزيز التعاون الدولي والشراكات المجتمعية للتصدي لهذه الظاهرة الإنسانية المأساوية.وقالت ميعاد
في زمن الحرب والنزاعات المسلحة، يعاني الكثير من الناس من النزوح القسري وفقدان المنازل والأحباب والممتلكات. وبينما يبحث هؤلاء النازحون عن مأوى آمن وإمدادات ضرورية للبقاء على قيد الحياة، يجب علينا جميعًا أن نتذكر أنهم يعانون من تجارب قاسية ولا يستحقون هذا العذاب.
طريق السلام
من جهتها قالت المواطنة امال فضل السيد ان الحرب والنزاعات المسلحة لا تؤثر فقط على النازحين، بل تؤثر على المجتمعات بأكملها. فهي تدمر البنية التحتية والاقتصاد وتشتت الأسر وتؤدي إلى انتهاكات حقوق الإنسان. لذلك، يجب علينا العمل معًا كمجتمع دولي لإيجاد حلول لهذه المشكلة. يجب علينا التركيز على توفير المساعدة الإنسانية والتنموية للمتضررين وتشجيع الحوار والتفاوض بين الأطراف المتنازعة. واضافت امال يجب أن نتذكر أن الحرب لا تؤدي إلى فائدة حقيقية. بدلاً من ذلك، يجب علينا جميعًا العمل معًا لتحقيق السلم والاستقرار ، وإنهاء هذه الحروب والنزاعات المسلحة التي تؤثر على حياة الملايين من الناس حول العالم. فالسلام هو الطريق الوحيد للخلاص من المعاناة والألم.
من المحرر
وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن الحرب تسببت في الكثير من المعاناة والخسائر، ولا يوجد فائدة حقيقية فيها. لذلك، يجب علينا جميعًا العمل معًا لتحقيق السلم والاستقرار في العالم، وإنهاء هذه الحروب والنزاعات المسلحة التي تؤثر على حياة الملايين من الناس حول العالم.ويجب ان نستفيد من دروس الماضي العديدة حيث شهد السودان حروبًا ونزاعات مسلحة جعلت الناس يعيشون في حالة من الخوف والجوع والألم. ودمرت تلك الحروب البنية التحتية للبلاد، مما يجعل من الصعب جدًا توفير الموارد الأساسية للناس. ونتيجة لذلك، يبحث الكثير من المواطنين عن ملاذ آمن في الريف، حيث يمكنهم العيش بسلام والعثور على الغذاء والماء النظيف.وفي الحرب الحالية لاحظت تراجع المساحات الزراعية بالموسم الصيفي الحالي بمشروع الجزيرة والمناقل وقال لي المزارع محمد عبد القادر الشهير باسم (بليك)ان التحضيرات للموسم الصيفي الحالي ضعيفة وتكاد تكون معدومة والموسم الصيفي لايبشر بالخير ولفت بليك الي تاثيرات الحرب وتداعياتها علي الزراعة بالجزيرة وقال ان الادارة غائبة والمزارعون منهكون
من جهته يقول المزارع طه ادم طه ان المزارع يواجه الحرب ومتطلبات الزراعة بالموسم الصيفي الحالي بقائمة طويلة من المطلوبات والديون المرحلة بسبب فشل الموسم الزراعي الماضي
بدورهم يشير بعض المحللين إلى أن هذه الهجرة قد تؤدي إلى تدهور الاقتصادات المحلية، حيث يترك المواطنون المدن ويتوجهون إلى الريف، مما يؤدي إلى نقص في العمالة الماهرة وتراجع الإنتاجية.
خاتمة
يعيش الكثير من الناس في العالم حاليًا في بلدان تشهد حروبًا ونزاعات مسلحة، ويعانون من الخوف والجوع والألم يوميًا. فالحرب تجعل الناس يفقدون كل شيء، بدءًا من منازلهم ووظائفهم وحتى عائلاتهم.
في الحروب، يصبح الأمر صعبًا جدًا للناس للحصول على الطعام والماء النظيف والرعاية الصحية. وتتسبب الحروب في تدمير البنية التحتية للبلاد، مما يجعل من الصعب جدًا توفير هذه الموارد الأساسية. وبالتالي، يصبح الجوع والعطش والأمراض أكثر انتشارًا، مما يؤدي إلى المزيد من الألم والمعاناة.
لكن ليس فقط الجوع هو المشكلة، فالخوف والقلق يؤثران أيضًا على الناس خلال الحروب. يعيش الناس في حالة من الخوف المستمر، حيث يشعرون بأنهم لا يعرفون ما الذي سيحدث لهم في أي لحظة. وهذا يؤدي إلى تفاقم المشاعر السلبية والأمراض النفسية.
بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الحروب على الاقتصادات المحلية والعالمية، حيث تؤدي إلى تدمير المصانع والمزارع والبنية التحتية الأخرى، وتؤثر على التجارة والاستثمار.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن الحرب ليست حلاً لأي مشكلة. ويجب علينا كشعوب وحكومات العمل سويًا لتجنب الحرب والعمل على حل النزاعات بطرق سلمية. كما يجب علينا أن نساند الضحايا والناجين من الحروب، ونقدم لهم الدعم اللازم لإعادة بناء حياتهم وتحسين أوضاعهم.
علينا أن نتذكر أن الحرب لا تؤثر فقط على الأفراد والمجتمعات المحلية، بل تؤثر أيضًا على الاقتصاد والبيئة والعلاقات الدولية. وبالتالي، يجب أن نعمل معًا كدول وشعوب لتجنب الحرب والتعاون على حل النزاعات بطرق سلمية.
يجب علينا أيضًا أن نساند الضحايا والناجين من الحروب، ونقدم لهم الدعم اللازم لإعادة بناء حياتهم وتحسين أوضاعهم. يجب أن نعمل على توفير الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل والإسكان لهؤلاء الأشخاص.
في النهاية، علينا جميعًا أن نتذكر أن الحرب لا تحل المشاكل، بل تزيدها تعقيدًا وتدميرًا. لذلك، يجب علينا جميعًا العمل بجدية على تجنب الحرب والعمل على بناء عالم أكثر سلامًا وتعاونًا وتفاهمًا لان الحرب تعتبر من أكثر الأحداث المدمرة والمؤلمة التي يمر بها الإنسان، فهي تسبب الدمار والخراب وتؤدي إلى فقدان الأرواح والأشخاص الأعزاء. ومع ذلك، يواجه العالم اليوم العديد من الحروب في مختلف أنحاء العالم، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحرب تسبب أيضًا في تدمير البنية التحتية للدولة، مثل الطرق والجسور والمستشفيات والمدارس والمصانع، مما يؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي للدولة المتضررة.
وبغض النظر عن الأسباب التي تؤدي إلى بدء الحرب، فإنها تؤدي دائمًا إلى نتائج سلبية ومدمرة. ولذلك، يجب على جميع الأطراف المعنية بالحروب أن يعملوا على تحقيق السلام والاستقرار، وتجنب استخدام القوة والعنف لحل المشاكل. وعلى المجتمع الدولي أن يعمل على توفير الدعم والمساعدة للدول المتضررة من الحروب، وتقديم الدعم اللازم للمدنيين والأشخاص الذين يعانون من آثار الحرب.
ويجب أن يعمل المجتمع الدولي على تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول والثقافات المختلفة، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية، وتحقيق العدالة والمساواة في جميع أنحاء العالم.
وعلى المستوى الفردي، يجب علينا جميعًا أن نعمل على تعزيز السلام والتسامح والتفاهم بين الأفراد، ونحترم الثقافات والديانات المختلفة، ونتجنب استخدام العنف لحل المشاكل.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن السلام والتفاهم هما المفتاح لتحقيق التقدم والازدهار في جميع أنحاء العالم. لذلك، يجب علينا جميعًا أن نعمل معًا من أجل تحقيق هذه الأهداف، والعمل على بناء عالم أكثر سلامًا وتعاونًا وتفاهمًا.
وكما قال شاعر الشعب..محجوب شريف ..حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي ..وطن عاتي وطن شامخ