تباين الآارء حول عدم تنفيذ وإلغاء إتفاق جوبا للسلام  

القوى الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان 31 أغسطس 2020 (المصدر: وسائل التواصل الاجتماعي)

قال الصحفي والمحلل السياسي قرشي عوض إن إلغاء إتفاق جوبا من شأنه فتح المجال واسعاً لمناقشة قضية الحرب والسلام في السودان وبمشاركة جميع الكيانات الحقيقة التي تمثل أهل تلك المناطق.

وأوضح قرشي في حديثه مع راديو دبنقا، ضمن برنامج ملفات سودانية الذي يبث الجمعة القادمة، إن الحركات المسلحة تقف إلى جانب معسكر  الدكتاتورية والعسكر، وإنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر وشكلت الحاضنة له وتعتبر الانقلاب مجرد اجراءات تصحيحية.

 وفي رأي(عوض) فإن تحالف قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي يسعى إلى تحقيق تحول مدني غير أن الاتفاق الإطاري  ينص على ضرورة أن يتوافق رئيس الوزراء مع قادة القوات المسلحة حول المسائل الفنية دون تحديد لها فيما يسعى تحالف التغيير الجذري إلى تغيير جذري مدني  واستبعاد الجيش إلى ثكناته.

واعتبر  الصحفي قرشي عوض الأطراف الموقعة على إتفاقية سلام جوبا مجرد كيانات سياسية مسلحة اتخذت من مناطق النزاعات ميادين لعملياتها العسكرية دون تفويض من أهالي هذه المناطق لرفع ظلاماتهم.

و قال إن من حق هذه الأطراف التعبير عن نفسها ككيانات، وليس من حقها التحدث باسم أهل تلك المناطق،  وتابع إنه ورغم ذلك فقد جعلها اتفاق جوبا ممثلة لتلك المناطق وأشار لحدوث نزاعات في دارفور وشرق السودان والنيل الأزرق بعد توقيع الإتفاق مما يعني أن هذه الأطراف الموقعة لا تمثل تلك المناطق.

تحالفات

من جهتها وصفت الصحفية سارة تاج السر الحركات المسلحة بأنها كانت السبب الرئيسي في إنقلاب البرهان وقامت بدعمه، وقالت إن اعتصام القصر كان بمثابة استدعاء للانقلاب.

 واوضحت سارة في حديثها مع راديو دبنقا ضمن برنامج ملفات سودانية الذي يبث الجمعة القادمة  إن اتفاق جوبا هو اتفاق جزئي لا يمثل أهل المصلحة ويمثل الحركات الموقعة عليه، مشيرة إلى أنه وبعد عامين من التوقيع زادت وتيرة النزاعات والإنفلاتات الأمنية،  ولفتت الى تهديد الحركات بالعودة للحرب حال إلغاء الإتفاق رغم تطمينات قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي.

وأشارت إلى وجود تحالفات فرضها الواقع السياسي، وان هناك قوى تحالفت تحالفاً تكتيكياً، وأخرى تحالفت تحالفاً انتهازياً. وتابعت إن التحالفات تدعي العمل على استعادة مسار الانتقالية، ولكنها تختلف في الطرق حيث وقعت بعضها على الإتفاق الإطاري ورفضت أخرى التوقيع حيث تدعم إتجاه إسقاط الانقلاب.

 وأضافت أن هناك قوى سياسية تحاول لملمة أطرافها واكتساب أرضية جديدة بعد مشاركته النظام البائد حتى سقوطه في إشارة إلى قوى سياسية كالحزب الإتحادي الديمقراطي.

مكايدات

 من جانبه وصف الناشط والمهتم بقضايا السلام والتنمية الدكتور عبد الرحمن عيسى التحالفات السياسية  الموجودة بأنها مجرد مكايدات و(تكبير للكيمان) على حد قوله في محاولة للسيطرة واظهار التاثير الأكبر على الساحة دون مناقشة القضايا الأساسية التي ينبغي مناقشتها في أي تحالف سياسي .

وقال عبد الرحمن في حديثه لراديو دبنقا ضمن برنامج ملفات سودانية الذي يبث الجمعة القادمة إن الأطراف الموقعة على إتفاقية سلام جوبا ذات علاقة وثيقة مع أصحاب المصلحة والمتضررين وهم ممثلين لهم وأضاف أن القيادات الموقعة جزءٌ لا يتجزأ من مجتمعات الحروب والنزاعات، وأضاف إن عدم تتفيذ اتفاق سلام جوبا أمر كارثي سيتسبب في ظهور عدد كبير من الجيوش داخل العاصمة والولايات الوسطية، وأكد ان إلغاء الإتفاق يعني الرجوع إلى مربع الحرب، وزاد الوضع الآن وحالة الترهل السياسي والاقتصادي يمثل جواً مواتياً لخلق كوارث أهلية وحروبات، وبحسب عيسى فإن الحركات أفلحت في انتهاج الديمقراطية عبر  قبول الآخر  وعدم نبذه،عكس الجهات التي اشترطت معايير معينة وايدلوجيات معينة.

Welcome

Install
×