السودانيات يرين العالم كيف تنجز الثورة
ظلت صحيفة النيويورك تايمز ترصد بشكل متواصل مسير الثورة السودانية التي بدأت في 19 ديسمبر من العام الماضي، وتحاول مثلها مثل الكثير من الصحف ذات الاحترامية في أمريكا وأوروبا، شرح توازنات القوة وخصوصية المجتمع السودان وأسباب تفرد ثورته التي نالت إعجاب العالم، اعجاب يمكن رصده من خلال ردود الفعل في وسائل الصحافة وقنوات التواصل الاجتماعي في محيط السودان الاقليمي وخارجه ، وفي الغرب على وجه الخصوص ، مثل المدح الذي وجهه الرئيس الفرنسي ماكرون للثورة السودانية قبل فترة.
ظلت صحيفة النيويورك تايمز ترصد بشكل متواصل مسير الثورة السودانية التي بدأت في 19 ديسمبر من العام الماضي، وتحاول مثلها مثل الكثير من الصحف ذات الاحترامية في أمريكا وأوروبا، شرح توازنات القوة وخصوصية المجتمع السودان وأسباب تفرد ثورته التي نالت إعجاب العالم، اعجاب يمكن رصده من خلال ردود الفعل في وسائل الصحافة وقنوات التواصل الاجتماعي في محيط السودان الاقليمي وخارجه ، وفي الغرب على وجه الخصوص ، مثل المدح الذي وجهه الرئيس الفرنسي ماكرون للثورة السودانية قبل فترة.
من بين القطع المهمة التي نشرتها النيويورك تايمز مقال الرأي بقلم "إلن جونسون" الذي نشرته هذا الاسبوع بعنوان:
” In Sudan, Women Showed the World How It’s Done
بعد شرح الوضع في السودان وطبيعة نظام الرئيس عمر البشير، وكيفية تدرج الاحتجاجات الأولى واكتساب الزخم الذي حولها لثورة كاملة تطالب بالصوت الجهير رحيل عمر البشير وتفكيك نظامه واستبدال حكم العسكر بحكومة مدنية، ينتقل المقال لوصف الدور المميز للمرأة السودانية وأسباب مشاركتها الكبيرة في الثورة السودانية واحتلالها مقدمة الصفوف:
"كانت المرأة السودانية مفي مقدمة الحركة المطالبة بالتغيير والديمقراطية، وذلك يعود لمعاناة النساء الطويلة تحت نظام البشير والتهميش الذي عانته المرأة والعنف الجنسي والماضايقات الكثيرة التي ظلت تتعرض لها. فبحسب بعض التقديرات كانت نسبة مشاركة المرأة تراوح الثلثين من مجموع المتظاهرين.
تمثل صورة الشابة آلاء صلاح التي كانت تقود هتافات المتظاهرين من على ظهر سيارة متوقفة، والتي تحولت إلى صرعة في وسائل التواصل الاجتماعي وقتها وتم تداولها على نطاق واسع، تمثل القوة الثورية لنساء السودان".
يربط المقال بين نهوض المرأة السودانية من خلال ثورة ديسمبر وبين المشهد السياسي في القارة الأفريقية ككل، لافتا النظر للمساهمات الكبيرة للمرأة الإفريقية في العملية السياسية واحتلالها مواقع متقدمة على ما سواها من نساء القارات الأخرى:
"في شهر يوليو من العام 2019 كانت الـ 15 دولة الأعلى نسبة في مشاركة النساء في مؤسساتها التشريعية والبرلمانية، كلها في قارة أفريقيا. كمان أن هنالك 13 دولة أفريقية تبلغ نسبة مشاركة المرأة في برلماناتها 30% أو أكثر".
ويصل المقال في خاتمته لخلاصة استند فيها على معطيات العديد من البحوث العلمية والدراسات التي تثبت أن مشاركة المرأة في الساحة السياسية، وفي مواقع اتخاذ القرار على وجه الخصوص، هو خير لمجتمعات تلك الدول، إذ لا يكفي التمثيل الصوري للمرأة أو مجرد اعطائها حق التصويت:
"ولأجل أن تكون الديمقراطيات آمنة، يجب أن تكون للنساء فيها الكلمة، وهذا يعني أكثر من حق التصويت، النساء بحاجة إلى مواقع اتخاذ قرار حقيقية. صوت المرأة يجب أن يسمع في الشارع وفي المؤسسات الحكومية.
انتخاب أعداد أكبر من النساء، يطبع فكرة أن النساء والمجموعات المهمشة الأخرى يمكنها ادارة السلطة بشكل فعال. كما سيؤدي هذا أيضا إلى تغيير أولويات الحكومات، ويجعل أدائها أفضل في كل النواحي.
كشفت مختلف الدراسات أن النساء أقل تسلطا وتتعاون بشكل أفضل في العمل. كما أثبتت الأبحاث ايضا أن الحكومات التي تشارك فيها نسبة أكبر من النساء في مناصب وزارية تجنح لإنفاق الكثير من الأموال في الرعاية الصحية والتعليم، وتطوير حقوق المرأة".
وجه العديد من المهتمين انتقادات متكررة لقوى الحرية والتغيير بسبب ضعف مشاركة المرأة في عملية التفاوض مع المجلس العسكري وقتها، وضعف تمثيلها في الحكومة التي تمخصت عن ذلك الاتفاق، بالنظر للدور الكبير الذي لعبته المرأة في الثورة والذي أشار له المقال.
ولكن الناظر للوحة من مسافة معقولة يرى تمثيل المرأة في مجلس رأس الدولة، وفي المناصب الوزارية رغم قلتها التي خصصت للمرأة، وفي حقيقة توليها رئاسة القضاء في السودان، وهو أمر غير مسبوق، كل هذه المؤشرات تبشر بنقلة كبيرة في مشاركة المرأة على مستوى القيادة وصنع القرار.
محرر الموقع