إجابة عن سؤال: من هو عدو الشعب !! ..
تساءل السيد محمد حمدان دقلو وقال إن على الشعب أن يعرف عدوه… وكررها أكثر من مرة في حديثه بالأمس في حوار مع قناة “سودانية 24” .. ونحن نقول له إن الشعب قد عرف عدوه (والحمد لله)..عدو الشعب هو المؤتمر الوطني وربيبته الإنقاذ بكل مكوناتها ومناهجها وممارساتها (وخبوبها وعبوبها) وكل ما فعلته بالوطن وتركته.. (فولسطوب)..!
بقلم: د. مرتضى الغالي
تساءل السيد محمد حمدان دقلو وقال إن على الشعب أن يعرف عدوه… وكررها أكثر من مرة في حديثه بالأمس في حوار مع قناة "سودانية 24" .. ونحن نقول له إن الشعب قد عرف عدوه (والحمد لله)..عدو الشعب هو المؤتمر الوطني وربيبته الإنقاذ بكل مكوناتها ومناهجها وممارساتها (وخبوبها وعبوبها) وكل ما فعلته بالوطن وتركته.. (فولسطوب)..!
وإذا كان السيد دقلو يقصد بالعدو كما صرّح ولمّح أكثر من مرة بعض مكونات قوى الحرية والتحرير من أحزاب وهيئات ونقابات ومجتمع مدني فإننا نقول.. نعم قد تكون هناك من بعضهم أخطاء و(مواقف مشاترة) وزلّات (كبيرة وصغيرة) ولكن لا نرى أن بينهم من يمكن تصنيفه مثل الإنقاذ بأنه (عدو الشعب)..! وكان الله يحب المحسنين..!
كما فهمنا من حديثه انه يعترض على حل المؤتمر الوطني (انجاز الثورة والفترة الانتقالية الأكبر والأهم والأعظم) ومن المعلوم أن إخراج هذا الحزب وجماعته من الحياة السياسية ومحو (سيرة الإنقاذ) من الواقع السوداني كان مطلباً واضحاً وصريحاً من مطالب وأهداف ثورة ديسمبر.. هتف به الناس وخرجوا من أجله وماتوا في سبيله…ولم يسحب الثوار جماعة الإنقاذ ومؤيدها إلى الشوارع لسحلهم وقتلهم كما قتلوا الناس.. ولكنهم طالبوا بتفكيك هذا الكيان (المسخ) الذي كان علامة على خراب الوطن وتمريغ مستقبله في التراب.. وليس الكلام فقط عن سرقته للمال العام والموارد ولكن الأمر اخطر من ذلك وهو إذلال كرامة السودانيين وتدمير الوطن وبيعه في أسواق النخاسة وكسر مقوماته وطمس كينونته وحضارته وتاريخه ومواريثه وتهديد وجوده وتحويله إلى (شخشيخه) وأداة من أدوات قوى خارجية ظلامية عن طريق استغلال الدين كأبشع ما يكون الاستغلال.. فالسودانيين يرفضون مُجمل (نسخة الإنقاذ) الخاصة بالإسلام السياسي التي تقوم على عدم الاعتراف بالتنوع السوداني والتراث الوطني والحياة الحرة النظيفة والمساواة في الحقوق والمواطنة؛ والقائمة على هضم الحقوق وإذلال المرأة واضطهاد الناس وتمريغ كرامتهم بالرماد والسخام وإقصاء الأفراد والجماعات والثقافات وتمكين مجموعة ودائرة صغيرة من الثروة والسلطة والاعتبار مقابل كل الوطن.. وإبعاد كل الناس بغير جريرة.. فقط لأنهم لا يوالون المؤتمر الوطني والإنقاذ.. فيكون مصيرهم الموت الحسي والمعنوي..!
وأراد السيد دقلو من خلاصات حديثه أن يقول إن الأمر مع الإنقاذ هو فقط محاكمة من سرقوا ومن ارتكبوا جرائم جنائية..! وهو بهذا يغفل عن أهم جرائم الإنقاذ التي هي السبب الأساس في ثورة الناس عليهم؛ وهو النهج العام الذي يجمعهم على تدمير الوطن وطمس صورته وهويته وسحنته وطبعه وطابعه وتفتيته وتقسيم أبناءه .. بل مسح وجوده … فليس مشكلة الناس معهم أنهم (حرامية وبس) ولكن الثورة كانت من الوعي بحيث أنها صوّبت على أهم ما كان يعاديه المؤتمر الوطني وهو ثالوث (حرية..سلام وعدالة)..! فالمؤتمر الوطني والإنقاذ يرون أن بقاء هذا الثالوث معناه (إلغاء وجودهم).. فالحرية لا تتفق مطلقاً مع منهج الإنقاذ في التكويش على السلطة وأكل ثروة البلد وتحويلها الى جيوبهم ودورهم، وجعل حزبهم بديلاً للدولة السودانية..! كما أن إحلال السلام يناقض بقاء المؤتمر الوطني في السلطة والجلوس و(التفرشخ) على رقاب الناس (اخنق فطّس) وسحق ذوات الآخرين بكل ما يحملون من حقوق وأفكار.. والناس شاهدوا كيف تفنّن المؤتمر الوطني (مقطوع الدابر) في إشعال الحروب وإزكاء الصراعات والنزاعات وتشريد السكان وحرق الأرض و(الاجتهاد المرذول) في تفريق الناس وشق القبائل والجماعات والعشائر رأسيا وأفقياً.. ولم تسلم من ذلك الأحزاب والكيانات السياسية بكل تنوعاتها والتنظيمات المدنية والجماعات الدينية والسجادات الصوفية والبيوتات التجارية والفرق الرياضية.. وحتى الفنية..! أما العدالة فهي (البعبع الأكبر) للمؤتمر الوطني والإنقاذ وتابعيهم.. فالإنقاذ وحزبها المقبور لا تستطيع أن تتنفس في وجود العدالة.. وإقامة العدالة معناها الحكم عليها وعلى جماعتها بانعدام الأوكسجين و(إسفكسيا الخنق).. فالعدالة والإنقاذ لا يجتمعان ..كل منهما في طريق.. لأن معنى اجتماعهما هو أن يموت أحدهما…! ونترك لكل صاحب عقل أو حتى (أبو من غير عقل) أن يميز في الاختيار بين من يستحق الموت منهما..!!
وإذا كان السيد دقلو يقصد بالمصالحة (التي كررها عشرين مرة) وهو يشبك بين أصابع يديه.. إذا كان يقصد بها المصالحة مع المؤتمر الوطني فهذا ما لا يتفق مع مطالب الثورة..(نقطة على السطر).. ومعظم الشعب الذي احدث الثورة لا يريد مصالحة الإنقاذ ككيان وحزب وجماعة.. والجميع يعلم أن الشعب طوال ثورته، وشبابه يموت بالرصاص والسحل لم يقم بالتعدّي على فرد باعتباره الشخصي.. ولم يحمل فنجان واحد أو (معلقة) واحدة من قصور جماعة الإنقاذ..ولم يخدش بوهية الباب الخارجي لسياراتهم الفاخرة..! وكل فرد سوداني له كامل الكرامة ولا احد يمسّه حتى إذا أراد يعتنق فكر الإنقاذ (إذا كان لديها فكر يُعتنق) أو أن يواصل (محبته الباطنية) لها.. فهو حر..! إنما الخطر كل الخطر في الدعوة مع مصالحة كيان الإنقاذ والسماح بعودة هذه البؤرة الخطيرة المُجرمة بمنهجها التدميري الإقصائي الظلامي الذي يريد هدم الوطن وبيع أنقاضه لقوى الظلام المُطاردة في كل أنحاء العالم المستنير..! الأحضان لكل السودانيين ولكن لا مصالحة مع الإنقاذ ..!
محاولة نقض الوثيقة الدستورية ومهام الفترة الانتقالية هذا غير مسموح به.. لا للمجلس السيادي ولا لمجلس الوزراء ولا لأي شخص أو مجموعة..حل المؤتمر الوطني و(تفكيك الإنقاذ) قبل أن يصبح واقعاً (دستورياً وقانونياً وسياسياً) هو مطلب رئيسي من مطالب الثورة.. بل هو مطلبها الأول الذي لا يسبقه مطلب.. بل هو المطلب الذي لا سبيل غيره للوصول إلي تحقيق شعار الثورة "حرية سلام وعدالة"..عدو الشعب المعلوم هو المؤتمر الوطني وربيبته الإنقاذ…(العيد مبارك)…
الله لا كسب الإنقاذ…!