(نساء ملهمات ) : التشكيلية كمالا إبراهيم إسحق : المدرسة الكرستالية
مثل اختلاط الفنانة الفنانة التشكيلة السودانية البارزة كمالا إبراهيم إسحق بالبيئات داخل الكلية الملكية للفنون بلندن التي ابتعثت اليها في الستينات والمتاحف الفنية حتى تنقلها بالقطار مثلت نقلة نوعية في فنها وقالت كمالا في مقابلة مع راديو دبنقا ضمن سلسلة ( نساء ملهمات) في هذا الخصوص أن تلك الوجوه والأشكال الهلامية التي تميز لوحاتها مستوحاة من إنعكاس أشكال وجوه ركاب القطار ،عند مروره داخل النفق
التشكيلية كمالا إبراهيم إسحق - راديو دبنقا
مثل اختلاط الفنانة التشكيلة السودانية البارزة كمالا إبراهيم إسحق بالبيئات داخل الكلية الملكية للفنون بلندن التي ابتعثت اليها في الستينات والمتاحف الفنية حتى تنقلها بالقطار مثلت نقلة نوعية في فنها وقالت كمالا في مقابلة مع راديو دبنقا ضمن سلسلة ( نساء ملهمات) في هذا الخصوص أن تلك الوجوه والأشكال الهلامية التي تميز لوحاتها مستوحاة من إنعكاس أشكال وجوه ركاب القطار ،عند مروره داخل النفق، على زجاج النوافذ. وكانت لوحتها الكرستالية الكبرى نقطة الإنطلاقة نحو نشأة ما عرف (بالمدرسة الكرستالية ).واضافت كمالا – الحائزة على جائزة (جائزة الأمير كلاوس) بهولندا ٢٠١٩ – ( رسمت حوالي 15 كرة زجاجية في لوحة بحجم ( 3×2 ) متر عرضت بقاعة السينما في المتحف القومي عام 1974 وقد عكست اللوحة دورة حياة الإنسان واعلنت كمالا انها تخطط مع شباب التشكيليين الشباب والفنانين الهواة لإبراز وتقديم فنهم عبر إطلاق (المنصة) كمعرض اسفيري على الانترنت في وقت القريب ، واضافت كمالا التي تزين لوحتها البلاك مادونا – إحدى الأعمال الفنية العالمية النادرة – مدخل متجف السودان القومي ( ستحقق المنصة انتشارا اوسع لأعمال يراها كل العالم .. مغرمة جدا بأعمال نساء وشابات وأهتم بشكل خاص بالهواة فالسودان يزخر بمستوى رفيع من الفنانات في مختلف ضروب الفن.)
والان الى تفاصيل :
لوحاتها مستوحاة من إنعكاس أشكال وجوه ركاب القطار ،عند مروره داخل النفق، على زجاج النوافذ
التشكيلية كمالا إبراهيم إسحق : المدرسة الكرستالية
كمالا ابراهيم اسحق التشكيلية السودانية التي حلقت بريشتها وفنها عالياً حد العالمية، فكانت أبرز التشكيليات على مستوى القارة الإفريقية، حضورها اللافت ليس فقط من ريشتها بل ايضا مما سجلته من موقف مبدئي برفضها وسام الآداب للفنون من الجمهورية الفرنسية ردا على موقف رئيس الوزراء الفرنسي من الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص) وتقول كمالا في مقابلة مع راديو دبنقا ضمن سلسلة (نساء ملهمات) ( كان مفترض إقامة معرض خاص بأعمالي امنح خلاله وسام الآداب والفنون الفرنسي في نوفمبر ٢٠١٩ بالمركز الفرنسي بالخرطوم وبعد ما أعلنه ماكرون من موقف اعتذرت عن استلام الوسام بعد أن عبرت لهم عن تقديري لهم .. اتبعت ما يرضي ضميري وسأظل على هذا الموقف حتى زوال ماكرون الذي أساء) .
لست الاولي
وما يميزها ذلك التوجه المتفرد نحو دراسة الفنون التشكيلية في مرحلة قل أن تتجه فيها النساء في المجتمع السوداني الى ذلك التخصص في نهاية خمسينيات القرن الماضي، ومع ذلك تقول كمالا في تواضع يميز شخصيتها ( لم أكن الأولى بل سبقتني دفعات لمعلمات لتدريس الفنون، وفي دفعتي كنا ثمانية ست منهن تهيأن في الدراسة لمدة عامين بغرض تدريس مادة الفنون في المدارس فيما واصلت أنا ونادية مرسي في الدراسة لأربعة سنوات، كما أن النساء السودانياتً تميزن دوماً بأعمالهن الفنية المتنوعة حسب بيئاتهن ) .
النشأة والتطور
وعلى ما يبدو أن بيئة الأسرة التي نشأت فيها ساعدتها لتكون التشكيلية العالمية كمالا التي ولدت في العام ١٩٣٩، إذ نشأت منذ الأربعينيات في أسرة متعلمة بمدينة ام درمان، حي بيت المال، حيث ترك لهم الوالد حرية الإختيار كل حسب رغبته بنات كن أم أولاد فيما عدا أسامة " كان أسامة أخي الذي يكبرني يهوى الرسم ورغب في الدراسة بمعهد الفنون لكنه منع فدرس الطب وظل يمارس هواية الرسم حتى وفاته " .
المدرسة الكرستالية
كانت بداية خطواتها نحو العالمية بعد إبتعاث المعيدة كمالا بالقسم العالي للفنون بمعهد الخرطوم التقني، الى الكلية الملكية للفنون بلندن (1964- 1966) كثاني المبتعثين للكلية والسودانية الوحيدة. وهناك مثل إختلاطها بالبيئات داخل الكلية والمتاحف الفنية حتى تنقلها بالقطار نقلة نوعية في فنها، إذ تقول كمالا لراديو دبنقا في المقابلة مع راديو دبنقا أن تلك الوجوه والأشكال الهلامية التي تميز لوحاتها الفنية مستوحاة من إنعكاس أشكال وجوه ركاب القطار ،عند مروره داخل النفق، على زجاج النوافذ. وكانت لوحتها الكرستالية الكبرى نقطة الإنطلاقة نحو نشأة ما عرف (بالمدرسة الكرستالية The Crystalians ). وقالت عنها كمالا ( بدأت الفكرة بالرسم الزجاجي لما فيه من شفافية بأشكال غير واقعية وبعد عودتي من لندن رسمت حوالي 15 كرة زجاجية في لوحة بحجم ( 3×2 ) متر عرضت بقاعة السينما في المتحف القومي عام 1974 وقد عكست اللوحة دورة حياة الإنسان والنبات، بعدها اتبعت الطريقة من قبل عدد من طلابي الشباب واصدروا بياناً بإسم المدرسة الكرستالية ) في خطوة عكست قوة شخصيتها واستقلالها الفكري التجديدي، إذ أن المدرسة الكرستالية إن لم تتعمد إنشاءها، جاءت كفكرة حديثة بعيدة عن فكر ونهج مدرسة الخرطوم وروادها من اساتذتها اساطين الفن التشكيلي في السودان.
ام درمان الثانوية للبنات
ولابد من تأثير بيئة مدرسة ام درمان الثانوية للبنات التي كانت ساحة رائدات وقائدات الحركة النسوية والسياسية في السودان بما في ذلك عمادة مس كلارك الانجليزية للمدرسة واستاذة الفنون مسز جريزيلدا الطيب قالت كمالا ( بالتأكيد نقلوا أفكارهم ونظام التعليم الرفيع الذي كان أكثر انضباطاً واهتماما بالمعارف، وكانت كل العلوم تدرس باللغة الانجليزية إلى أن حدث التغيير المفاجئ للنظام التعليمي القائم على النظام المصري على يد محي الدين صابر في عهد مايو وبدأ التراجع ) .
عمق احساسها بالنبات الذي يتضح كسمة مميزة في أعمال كمالا الفنية، يبدو واضحاً في باحة منزلها بحي بري – الخرطوم الذي يعج بمجموعات مختلفة من نباتات الزينة أمام ركن ورشتها الفنية Gallery ليشكلا معاً عالم ومحراب كمالا اسحق الفني.
اقيال البنات على الفنون
وبين فترة كمالا الطالبة في القسم العالي للفنون في النصف الأول من الستينيات وفترة كمالا أستاذة الفنون بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية عقب بعثة الكلية الملكية للفنون بلندن وما أعقبها من التخصص في الغرافيك لعام آخر، تحدثنا كمالا عن التطور الكمي والنوعي في ريادة وإقبال الطالبات البنات لدراسة الفنون قائلة ( كنا فقط طالبتان بكلية الفنون وعندما عدت من لندن كان هناك عدد ملحوظ من البنات يدرسن الفنون في تخصصات مختلفة وزادت نسبتهن بشكل مطرد بشكل كبير جداً حتى فاقت أعدادهن عدد الطلاب إلى درجة أن عقدت إدارة الكلية اجتماعاً اقترحت فيه تحديد كوتة لعدد البنات الطالبات، لكني واجهت ذلك باعتراض فلا داعي لتحديد كوتة في مجال علم وموهبة… كان تزايد أعداد البنات في الكليات المختلفة ظاهرة ومع ذلك لا يجدن حظهن في السلطة ويرجع ذلك لطغيان التفكير الذكوري في المجتمع ) .