ما بين تفويض يونتامس والاعلان السياسي للحوار السوداني.. هل تنجح المبادرة؟
يظل المشهد السياسي السوداني يتقلب في تعقيداته المتزايدة منذ استقالة رئيس الوزراء في الثاني من يناير ٢٠٢٢ ومع تنامي حدة الانقسامات بين مكونات الثورة – فقد تسارعت خطوات المجتمع الدولي من أجل نزع فتيل الازمة والبحث عن سبل التوسط بين شركاء الفترة الانتقالية ولعل ابرز هذه التحركات يتمثل في المبادرة التي أعلن عنها مؤخراً فولكر برتس الممثل الخاص للأمين العام للمتحدة ورئيس بعثة يونتامس في السودان والمتمثلة حول اعلان محادثات سودانية -سودانية بشأن الانتقال السياسي المتعثر في السودان. وقبل الخوض في مآلات التدخل الأممي المتحمل في السودان عبر برنامج بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم التحول الديمقراطي في السودان، يتعين علينا ان نرجع للوراء قليلا في قرأه متأملة لتفويض البعثة وللسند القانوني الذي سيشكل مرجعية ترسم الإطار العام لأي تدخلات محتملة ونستعرض التحديات التي واجهت وستظل تواجه البعثة والأجهزة الحكومية ذات الصلة المنوط بها المساهمة في تسهيل مهمة البعثة الأممية. ولعله من الضروري للقوى المدنية التعمق في هذا التفويض والتحديات التي تحيط به بغرض البحث عن فرص تحقيق مكاسب مهمة مستجيبة لنبض الشارع- على الرغم من حدة الاصطفاف حول شعار لا تفاوض لاشرعية، الا ان واقع المعارف والعلوم السياسية يحتم علينا الانصات لصوتها، ولكن عبر التوجيه الصحيح لها بما يخدم مطالب أصحاب المصلحة الحقيقيين (الشعب الصامد في وجه آلة الموت) ولن يكون ذلك هينا بدون التسلح بالفهم الكافي لطبيعة تدخلات المجتمع الدولي في السودان لضمان استتباب (الامن والسلم الدوليين).