الوثيقة الدستورية : من إفشاء الاحتباس السياسي إلى إشاعة الانفراج الانتقالي
على الرغم مما اعترى أصل الوثيقة الدستورية لسنة 2019 ونصها المعدل لسنة 2020 من المثالب التي كشفتها الممارسة الفعلية لأطراف الفترة الانتقالية المدنية والعسكرية، إلا أن هذه الوثيقة لا زالت تتمتع بجملة من المناقب التي تؤهلها لتكون أساساً لمرجعية دستورية مقبولة خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية. ولعل أهم هذه المناقب أن التخلي عنها سيدخل أطراف الانتقال في جدل عقيم لا تسمح وطأة الاحتباس السياسي الخانق من توفير الوقت الكافي لتوافق هذه الأطراف على مرجعية دستورية بديلة مستحدثة. وعليه أصبح من الضروري تراضي أطراف الانتقال المدنية والعسكرية ومكونات العملية السلمية على إدخال التعديلات الموجهة لتجاوز الأزمة الطاحنة التي خلفتها التطورات العسكرية والمدنية التي شهدتها البلاد منذ 25 أكتوبر 2021.