أزمـة أخـلاقيـة
التاريخ ليس مظلة نمشي تحتها بل إعمارٌأ أنجزه الأباء ثم نضيف عليه.
لذلك غير مجدٍ البتة التغني بالماضي ، بغض النظر عمّا إذا كان في ذلك الماضي مآثر أو أوهام. فكما قيّد كثيرٌ من المفسرين التفضيل في قوله تعالى” كنتم خير أمة أُخرجت للناس” بفعل المعروف والكف عن المنكر، نحتاج إلى إعادة النظر في إسباغ العديد من الصفات النبيلة على شعبنا. نحن كذلك معرضون للتحول إلى “غثاء السيل”. بل ربما دخلنا ذلك الطور. فعلى الرغم من إجماع غالبية الطيف السياسي على توصيف المأزق الوطني الراهن إلا أن التشظي يغالب فيما يرتبط بتحديد سكة الخروج. هذا التشظي ليس نتاج تباين في المنطلقات أو الرؤى بل وليد تغليب مصالحنا الضيقة بفعل أنانياتنا المفرطة على المصالح العليا للشعب والوطن. مع ذلك يزعم واهمون أنهم يصنعون تاريخأ! إنها أزمة أخلاق ليس غير.