تجديد إقتراح وضع السودان تحت الوصاية الدولية
بينما الإنقلابيون متشبثون بالحكم دون سند دستوري أو شعبي، و متمادون في التحطيم و العبث بالدولة و أهلها في كل إتجاه ، وبينما الأحزاب لاهية تتقاذفها الأهواء و ضبابية الرؤى ، و بينما تكوينات المقاومة الشبابية متمادية في سخطها علي كل شيئ و في رفضها للآخرين شخوصاً و تاريخ ، يزداد إنحدار السودان نحو الهاوية و تتفاقم الأمور فيه بشكل مزعج و متسارع بالشكل الذي جعله لم يعُد ذلك الوطن الذي كان أو الذي تَطَلَّع له جيل عشرينيات القرن العشرين الذين كانوا مشبعين من ناحية بروح معارك كرري الجهادية ، و خارجين من ناحية أخرى برؤى إنفتاحية و تحررية أشعلتها معارك الحرب العالمية الأولى التي نفثت فيهم روحاً جديدة تصبو للحرية و للإنعتاق من ذُل الإستعمار ، تشبثاً بحق الحياة في وطنٍ حرٍ مستقل ، يحكمه بنوه ، وتظلله مفاهيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية .تلك الظروف حدت برجل في قامة البطل علي عبداللطيف أن يصدح بصرخة سجلها له التاريخ في شكل نداء أو مقالة بعنوان :- مطالب الامة السودانية ، كانت بداية لكفاح سياسي وثوري طويل و شاق ، إنتهى بخروج الإستعمار ، و إعلان إستقلال السودان في مطلع يناير من عام 1956م .