شمال دارفور بين مطرقة الأمن الغذائي وسندان الأمن المجتمعي
بلغ عجز ولاية شمال دارفور من إنتاج الحبوب الغذائية عن الموسم الزراعي ٢٠٢١م (١٩٨) ألف و(٣٣٧) طن متري بما يعادل (٢) مليون و(١٨٢) جوالا بنسبة تجاوزت ال ٥٠٪ من الاستهلاك الغذائي السنوي لسكان الولاية الذي يبلغ (٣٩١) ألف و(١٨١) طنآ متريا اي (٤) مليون و(٣٠٣) جوالا. و يشير هذا العجز الي استمرار وتفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في الولاية والسودان بوجه عام بحسب التقارير الحديثة لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية التي أشارت الي ان الأنعدام الحاد في الامن الغذائي قد إرتفع الي مستويات عالية مماثلة للعامين 2021 و 2020
وقال تقرير نتائج المسح الزراعي لما بعد الحصاد والذي أجرته إدارة التخطيط الزراعي بوزارة الزراعة بالولاية بالتعاون مع مجموعة الأمن الغذائي وعلى رأسها الفاو خلال شهري يناير َفبراير الماضيين وتم عرضه وإجازته من قبل حكومة الولاية مطلع مارس الماضي،، قال التقرير ان العجز الذي سجلته شمال دافور في انتاج في الحبوب الغذائية عن الموسم الزراعي الماضي تعود اسبابها بصفة أساسية الي قلة الأمطار وعدم شموليتها وإرتفاع تكاليف المدخلات الزراعية وندرتها خلال فترة االزراعة مع ظهور “صبنات” طويلة وإضافة الي الخروج المبكر للخريف، وحدوث ال”طليق” المبكر للزراعة . وقد جاءت مشكلة العجز في كميات الحبوب الغذائية بشمال دارفور هذا العام لتضيف عبئا و ثقلا جديدا على ألاثقال والاعباء الاقتصادية التي ظل ينوء بها كاهل مواطن الولاية منذ عقود بسبب موجات الجفاف المتكررة والتي زادت طينتها بلة حرب العقدين من الزمان التي ماتزال اوارها تعاود الاشتعال بين الفينة والأخرى تحت ستار النزاعات القبلية اوالتفلتات الأمنية ولكن الأسباب هي ذات الأسباب. ويضاف الي كل ذلك انعكاسات حالة الشلل السياسي التي تعيشها البلاد منذ أندلاع ثورة ديسمبر، و التي تسببت بدورها في اقعاد الأجهزة التنفيذية والطوعية المحلية والدولية التي كان يمكن لها القيام بالتدخلات اللازمة لسد ذلك العجز، كما لايغيب عن البال ان معسكرات النزوح بشمال دارفور لوحدها و برغم أنف اتفاقية جوبا للسلام ماتزال تضم ما يقارب المليون نازح وما تزال حوجتهم الي الغذاء هي ذات الحوجة التي قررتها مؤسسات الأمم المتحدة في العام ٢٠٠٤م