السفير نصر الدين: (الإيقاد) نصير وليس خصم ومقاطعة (قمة عنتبي) غير موفق
الأربعاء:17/يناير/2024:راديو دبنقا
تتواتر ردود الأفعال على بيان وزارة الخارجية بشأن تجميد الحكومة السودانية لتعاملها مع منظمة الإيقاد في كل ما يتعلق بمعالجة الأزمة السودانية. حيث رفض السفير نصر الدين والي التعليق على قرار وزارة الخارجية بعدم المشاركة في قمة عنتيبي، لكنه بالمقابل اعتبر أن تجميد العلاقات مع منظمة الإيقاد غير واردة. ونوه السفير نصر الدين والي إلى أن قمة عنتبيي ستناقش موضوعات أخرى غير الحرب في السودان ما يجعل موقف السودان غير صائب على المستوى الدبلوماسي تحت أي مسوق. فمنظمة الإيقاد معنية بحل الأزمة في السودان وسبق أن كونت لجنة رباعية للسعي لحل الأزمة في السودان. وذكر بأن السودان سبق وأن طلب عقد قمة للإيقاد لمناقشة الأزمة في السودان ومن هنا يجب عدم التعامل مع منظمة الإيقاد باعتبارها خصم وإنما هي نصير في إيجاد الحلول الدبلوماسية. وتسىآل السفير نصر الدين والي عن لماذا وافق الفريق عبد الفتاح البرهان على لقاء قائد الدعم السريع في 28 ديسمبر 2023 وكان يزمع المغادرة إلى جيبوتي وكان من الممكن حدوث هذا اللقاء لولا اعتذار الأخير.
الشعب السوداني هو الخاسر
وشدد السفير نصر الدين والي على أن غياب السودان من قمة عنتيبي سيكون الخاسر منه هو الشعب السوداني، فالشعب السوداني يتعلق بقشة من أجل الوصول إلى السلام لأنه هو من يطأ جمرة الحرب وليس غيره. في كل الأحوال ستناقش قمة الإيقاد الشأن السوداني وهذا بند مدرج ضمن جدول أعمال القمة الاستثنائية. وبالتالي سينقش هذا الأمر وفي غياب صوت السودان وغياب موقف السودان وكان الأجدى أن يحضر السودان ويبين موقفه من داخل قاعة الاجتماعات وهذا أمر حيوي ومهم. وغياب السودان سيمثل خسارة له.
وحول تجميد تعاون السودان مع منظمة الإيقاد، اعتبر السفير نصرالدين والي ذلك خطل سياسي ودبلوماسي وستنتج عنه مخاطر جمة وتمنى ألا تنجر إليه الدبلوماسية السودانية. فالدبلوماسية المبادرة تعرف كيف تحشد الدعم من المنابر الدولية والإقليمية وأن مقاطعة تلك المنابر لن يجدي فتيلا.
لا بديل عن الحوار لحل الأزمة السودانية
وأشار السفير نصر الدين والي إلى أنه كدبلوماسي لا يرى بديل عن الحوار لحل الأزمة السودانية والحرب أثبتت بما لا يدع مجال للشك أن لا منتصر فيها وأن الخاسر هو الشعب السوداني. والسودان كبلد تمزقه هذه الأزمة التي تدور رحاها على جسد الوطن من أجل السلطة والحكم وليس غيره. ويقودنا ذلك للحديث عن الخطاء الجسيم للقوات المسلحة بقبولها من حيث المبدأ الجلوس مع مليشيا الدعم السريع في مفاوضات جدة والذي مثل اعترافا صريحا بها كطرف وكان الأوقع في ذلك الوقت دبلوماسيا التفاوض معها باسم حكومة السودان. ويوضح هذا الموقف أن التفاوض لدى القوات المسلحة هو عمل تكتيكي وليس استراتيجي يقوم على الأسس الصحيحة للتفاوض.
الدبلوماسية مفتاح الحل
ويمضي السفير نصر الدين والي قائلا إنه مهما تعددت المنابر وتعددت الآليات فإن الحل لن يأتي إلا عبر الدبلوماسية وعبر الحوار، لذلك فإن السودان في حاجة ماسة للانفتاح على المبادرات المختلفة وتقييمها والنظر في الآليات الممكنة للوصول إلى السلام. الشعب السوداني يعاني والبلد في حالة تمزق مستمر وتدهور وانهيار ولابد من وقف هذه العجلة التي لن توقفها البندقية. في البداية، كانت هناك منبر جدة وتم ارتضائه وأسفر عن إعلان مبادئ واتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار وجرت العديد من الجلسات، ما يعني أن السودان في ذلك الوقت كان يعتبر الحوار هو الوسيلة، ومن ثم تمت إضافة الإتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد لمنبر جدة، وهي منظمات إقليمية معنية بالأمن والسلم في الإقليم. وبالتالي ليست هناك حاجة لإضافة منابر أخرى أو البحث عن السلام بطرق آخري، بل علينا توظيف الدبلوماسية بشكل أوثق حتى نصل إلى إيقاف هذه الحرب اللعينة. وناشد السفير نصر الدين والي الجميع باستشعار الهم الوطني ومؤكدا بأن الحل سيكون عبر الحوار.