مقتل وجرح أكثر من 80 شخصًا في الفاشر وهجوم على النيل الأزرق
امستردام: السبت: 3/ أغسطس/2024م: راديو دبنقا
قتل ما لايقل عن 23 وأصيب 60 آخرين في قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع، على مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، فيما هاجمت قوة من الدعم السريع منطقتين في محلية التضامن بولاية النيل الأزرق تصدت لها قوة من الجيش السوداني، في وقت أعلن مرصد بحري لحقوق الإنسان عن إقتحام قوات الدعم السريع المتمركزة في معسكر “التصنيع الحربي” أحياء الشايقة، والغار، والإسداب الواقعة شمال مدينة بحري.
وكشفت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر عن مقتل 23 شخصا وإصابة 60 آخرين جراء القصف المدفعي الذي شنته قوات الدعم السريع اليوم السبت، وأشارت إلى مقتل 7 أشخاص من أسرة واحدة جراء القصف الجوي للقوات المسلحة لمعسكر ابوجا للنازحين.
من جهتها، قالت حركة تحرير السودان قيادة مني أركو مناوي على صفحتها في “فيسبوك” إن القوة المشتركة والجيش و شباب المقاومة صدوا اليوم السبت أكبر هجوم بري على الفاشر شنته قوات الدعم السريع.
وقالت حركة تحرير السودان قيادة مناوي، في نشرة الموقف العملياتي اليومية، إن مدينة الفاشر شهدت منذ فجر اليوم السبت معارك شرسة استمرت لست ساعات.
وأوضحت إن القوات المشتركة والجيش وشباب المقاومة صدوا هجومًا لقوات الدعم السريع عبر المحور الجنوبي للمدينة. وأشارت إلى استمرار المعركة لأكثر من ستة ساعات بالمحور الجنوبي والجنوبي الشرقي للفاشر . وقالت إن قوات الدعم السريع لجأت، بعد صد هجومها، للقصف المدفعي من خارج المدينة ما أدى لمقتل 18 مواطن في مبنى سكني واحد قرب المستشفي السعودي وعدد 5 آخرين بمواقع أخري، وعدد حوالي 60 من الجرحى بإصابات متفاوتة.
وذكرت إن القصف أدى أيضًا إلى تدمير كلي لمركز صحي تمباسي، وكذلك تدمير عدد من منازل المواطنين بأحياء متفرقة.
وأكدت استمرار القوة المشتركة في عمليات التمشيط لاحياء المدينة الشرقية، الجنوبية الشرقية، والشمالية الشرقية.
وبالمقابل نشرت حسابات موالية للدعم السريع على منصة إكس مقاطع فيديو قالت فيها إنها استولت على عدد من مركبات القوة المشتركة.
من جهة أخرى، كشف شهود عيان إن الطيران الحربي قصف مواقع الدعم السريع صباح اليوم السبت وإن قوات الدعم السريع أطلقت القذائف صوب قيادة الفرقة السادسة مشاة في شمال المدينة وأحياء الثورة والمناطق المجاورة لسوقِ المواشي.
نقابة الأطباء
من جهتها قالت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في تقرير إن مدينة الفاشر أصبحت أخطر وأسوأ مكان للعيش، وناشدت الجميع بالوقف الفوري وغير المشروط للقتال في مدينة الفاشر وبقية المدن الاخرى، وفتح ممرات آمنة وحمايتها من أجل دخول المساعدات الإنسانية والدوائية لمدينة الفاشر .
كما طالبت بعدم إستهداف المدنيين والمباني المدنية بل يجب حماية المدنيين حسب قانوني جنيف وروما لتنظيم قواعد الاشتباك في اوساط المدنيين .
وطالبت ايضا بوقف الحرب و البدء في حوار سوداني سوداني شامل وجامع يفضي إلى تحقيق أهداف ثورة ديسمبر الملهمة .
هجوم على النيل الأزرق
من جهة أخرى شنت قوات الدعم السريع هجوما عنيفًا على منطقتي جريوة و قلي بمحافظة التضامن في اقليم النيل الأزرق، المتاخمة لولاية سنار، ونشرت مقاطع فيديو تقول فيها إنها سيطرت على المنطقة وبالمقابل نشرت القوات المسلحة مقطع فيديو لمواطني منطقة قلى وهم يقدمون وجبة طعام للجنود وقالت إن المقطع جرى تصويره عقب صد الفرقة الرابعة مشاة قوات الدعم السريع وتدمير والاستيلاء على مركبات وقتل جنود.
من جهتها قالت لجان مقاومة الدمازين أن قوة من الدعم السريع اقتحمت، اليوم السبت، عبر المنطقة الغربية، قريتي جريوة وقلي بمحلية التضامن بولاية النيل الأزرق، والمتاخمة لولاية سنار، وأسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى من المدنين لم يتم حصرهم.
وقالت لجان مقاومة الدمازين في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا”: إنَّ القوة المهاجمة وصلت إلى منطقتي جريوة وقلي بمحافظة التضامن، وقامت بعمليات قتل ونهب في منطقة جريوة الخالية من أي تواجد للجيش، واستمرت في التوغل حتى وصلت منطقة قلي واشتبكت معها قوة الجيش السوداني المتواجدة هناك وتم صد الهجوم على قلي، وأضافت: سقط على إثر هذا الهجوم عدد من القتلي والجرحي المدنيين.
من جهة أخرى جددت لجان المقاومة مناشدتها بضرورة وأهمية إعادة خدمات الاتصالات والانترنت، وقال إن الضرر يقع على عاتق المواطن وأن انقطاع الاتصالات يخلق منطقة معزولة عن العالم مقطوعة من الخدمات والتواصل، وأيضاً يتسبب في توقف خدمات ” بنكك ” لانقطاع الإنترنت يزيد ويفاقم من أزمة ومعاناة المواطنين والنازحين والمتضررين من الحرب.
وقالت مرت أربعة أسابيع متواصلة على انقطاع شبكات الاتصالات والانترنت عن مدينة الدمازين وكل محافظات إقليم النيل الأزرق، وما زال الإقليم خارج التغطية حتى الآن، رغم بدايات لعودة تدريجية وجزئية لشبكة زين (مكالمات فقط) بمدينة الدمازين ولكنها ضعيفة جداً وغير مستقرة.
مرصد بحري:
من جهته قال المرصد في بيان منشور على صفحته في “فيسبوك” في مساء الأول من أغسطس 2024م، عند الساعة التاسعة مساءً، إقتحمت قوات الدعم السريع المتمركزة في معسكر “التصنيع الحربي”، أحياء الشايقة، والغار، والإسداب.الواقعة شمال مدينة بحري، ووفقًا للمعلومات المتاحة، إتهمت هذه القوات السكان المحليين بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية، زاعمة أن بعض المواطنين يرسلون إحداثيات للقوات المسلحة مما أسفر عن إستهداف مواقع قوات الدعم السريع بواسطة سلاح الجو.
وأضاف المرصد بأن الهجوم إستمر لمدة 12 ساعة، وشهدت هذه الفترة عدة إنتهاكات وصفها المرصد بالخطيرة لحقوق الإنسان. وقال إنَّ قوات الدعم السريع نهبت جميع الهواتف والأموال من المواطنين، وبعد الاعتداء عليهم بالضرب والجلد بوحشية، ما أدى إلى إصابات جسدية ومعنوية. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل شمل أيضًا نهب المتاجر، مما زاد من معاناة السكان وأثر سلبًا على حياتهم اليومية.
وأشار إلى أن المواطنين تعرضوا لتهديدات مباشرة بالقتل والتعذيب والإعتقال، حيث تم إبلاغهم بأنهم سيحتجزون ابتداءً من اليوم التالي. كما تم تهديدهم بأن القوات ستقوم بتدمير المشروع الوحيد الذي يسمح لهم بالخروج لجلب موادهم الأساسية، مما يفاقم من أزمتهم الإنسانية.
وأدان المرصد الحقوقي، الهجوم وعده إنتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي ويوجب حماية المدنين ويجرم الهجوم عليهم. واعتبر أن استهداف المدنيين الأبرياء والإعتداء عليهم بطرق وحشية ونهب ممتلكاتهم يشكل جريمة خطيرة تستدعي إدانة قوية.
وطالب مرصد بحري لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي والجهات المعنية باتخاذ إجراءات فورية لضمان حماية حقوق هؤلاء المواطنين ومعاقبة المسؤولين عن هذه الإنتهاكات. كما شدد على قيادة قوات الدعم السريع بمنطقة شمال بحري، وفق القانون الدولي الإنساني، حماية المدنيين ومحاسبة المتسببين في هذا الإنتهاك وضمان عدم تكراره والإلتزام بحماية المدنيين في مناطق انتشار وسيطرة قواتهم. ورأى المرصد أن الوضع في شمال مدينة بحري يتطلب تدخلًا عاجلًا لضمان سلامة وأمن السكان وتقديم الدعم اللازم لهم.
مقتل طبيب:
إلى ذلك أدانت شبكة أطباء السودان اغتيال الطبيب فتح الرحمن الضو عبد المحمود، واعتبرت اغتياله جريمة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها الأطباء من قبل الدعم السريع في مناطق الصراع والتي تتعارض وجميع القوانين الدولية والإنسانية.
وقالت الشبكة في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا” قوة من الدعم السريع قامت باغتيال الطبيب فتح الرحمن الضو عبد المحمود بمنطقة العدناب بولاية الجزيرة، عقب اجتياحها للمنطقة الخميس الأول من أغسطس. ضمن انتهاكات الدعم السريع المتكررة ضد الأطباء.
كما أدانت شبكة أطباء السودان، المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق أهالي قرية العدناب، والتي تقع في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع مما يؤكد تعمدها، تهجير المدنيين من المنطقة ونهب ممتلكاتهم في الوقت الذي تعيش فيه هذه المناطق أوضاع مأساوية وانعدام لبعض المواد الغذائية والدواء.
وكانت قوات الدعم السريع قد ارتكبت مجزرة ضد المدنيين العزل بولاية الجزيرة أسفرت عن مقتل 23 مواطنًا وإصابة 14 آخرين بينهم نساء وأطفال جراء اقتحام الدعم السريع لقرية العدناب بمحلية المناقل يوم “الخميس، الموافق الأول من أغسطس 2024م”.