70 حالة إصابة بالكلازار خلال أسبوعين في قرية الدهيما بجنوب القضارف
القضارف:20 نوفمبر 2024: راديو دبنقا
كشفت مصادر صحية لراديو دبنقا عن تزايد مخيف لانتشار مرض الكلازار في قرية الدهيما بمحلية قلع النحل في ولاية القضارف.
وأشارت المصادر إلى تسجيل أكثر من 70 حالة خلال الأسبوعين الماضيين بمعدل 5 حالات يومياً، وقالت إن الحالات بدأت في الظهور بعد انتهاء فصل الخريف لافتة إلى إلى تسجيل أكثر من 200 حالة العام الماضي، و قالت إن معدل انتشار الحالات خلال هذا العام أكبر من العام الماضي.
وقال ابكر الدومة رئيس لجنة الخدمات بقرية الدهيما لراديو دبنقا إن القرية شهدت حالات وفاة بسبب المرض، مشيراً إلى شح الأدوية وقال إن السلطات الصحية ترسل كميات محدودة من الأدوية إلى القرية ولكنها تنفد خلال أسبوع واحد.
وأكد أن وزارة الصحة أوفدت فريقا للتقصي العام الماضي مبيناً إن الفريق اكتشف 21 حالة إصابة جديدة خلال ثلاثة أيام . وأشار إلى وعود من حكومة الولاية والسلطات الصحية بإنشاء مركز مؤقت للكلازار في القرية بالتعاون مع عدد من المنظمات ولكن لم يتم تنفيذ الوعود.
وأعلنت وزارة الصحة بالولاية العام الماضي عن انشاء 13 مركزاً للخدمات التشخيصية والعلاجية بسبع محليات بالقضارف.
وقال الدومة إن جميع المرضى المنومين المصابين بالكلازار في مستشفى بازوره الذي يبعد 25 كيلومتراً هم من قرية الدهيما .
وقال إن عدد سكان القرية يبلغ 12 الفا بالإضافة إلى النازحين وأصحاب المشاريع الزراعية والرعاة في منطقة الشنفور.
وناشد ابكر الدومة رئيس لجنة الخدمات بالقرية عبر راديو دبنقا المنظمات للتدخل العاجل لإنقاذ المواطنين وفيات وشح الأدوية.
زيادة كبيرة
وكان المدير العام لوزارة الصحة بولاية القضارف، أحمد الأمين آدم، قد كشف في مايو الماضي عن زيادة كبيرة في نسبة الإصابة بالكلازار بالولاية، حيث سجلت الولاية في الربع الأول من العام الجاري نحو ألف حالة مقارنة مع 750 حالة خلال نفس الربع من العام الماضي، بزيادة قدرها 25 في المائة. وقال إن الإصابات يصحبها زيادة في الوفيات وتعطل الإنتاج.
وأشارت الوزارة إلى إصابة أكثر من 4 ألاف شخص ووفاة 93 آخرين بالمرض منذ العام الماضي.
وأوضح المدير العامة للوزارة إن مرض الكلازار يتفشى في سبع محليات بولاية القضارف بسبب انتشار الناقل وانعدام عمليات المكافحة خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال إن عدد حالات الإصابة والوفيات بالقضارف بلغت حتى نهاية العام الماضي 3009 حالات منها 64 حالة وفاة مشيرا إلى أن الإصابة وسط الأطفال دون سن الخامسة بلغت 2345 حالة.
وأكد المدير العام إلى أن جملة إصابات الكلازار بالقضارف خلال الربع الأول من هذا العام بلغت 956 حالة إصابة منها 29 حالة وفاة.
وأوضح إن ولاية القضارف تسجل أعلى معدل في نسبة الاصابة بالكلازار في السودان بنسبة 85%
ونوه إلى أن مكافحة مرض الكلازار تبدأ بمكافحة الذباب الرملي ونشاطه داخل وخارج المنازل والعمل على أتباع الإرشادات واستخدام الناموسيات المشبعة وانتظام عمليات الرش مشيرا لأهمية التوعية في مكافحة نواقل الأمراض.
ما هو الكلازار
تقول منظمة الصحة العالمية، إن “الكلازار”، داء طفيليٌ من الطفيليات الليشمانية له أكثر من 20 نوعا. وبحسب المنظمة فإن داء الليشمانيات الحشوي المعروف باسم الكالازار، وهو مرض مميت في 95% من الحالات إذا تُرٍك دون علاج.
تقول المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إن داء الليشمانيات ينجم عن الإصابة بطفيليات الليشمانيا التي تنتشر عن طريق لدغة الذبابة الرمل المعروفة. وتتغذى أنثى ذباب الرمل على الدم لتضع بيضها، لذلك تلجأ للدغ أي جسم كائن حي، سواء كان حيوانا أو إنسانا.
تقول المنظمة إن داء الكلازار، على وجه التحديد “يتوطن بشدة في العراق والصومال والسودان واليمن”. ويؤثر على العديد من الأعضاء الداخلية (الطحال والكبد ونخاع العظام) ويمكن أن يهدد الحياة، فيتطور عادةً خلال أشهر من لدغة ذبابة الرمل.
ويعاني الأشخاص المصابون من الحمى، وفقدان الوزن، وتضخم الطحال والكبد، وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)، وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء (نقص الكريات البيض)، وكذا انخفاض عدد الصفائح الدموية. وفي حالة ما إذا لم يتم علاجها، فإن الحالات الشديدة (المتقدمة) من داء الكلازار قد تكون قاتلة.
ويعتبر داء الليشمانيات من الأمراض القابلة للعلاج والتي يمكن الشفاء منها، بأخذ الأدوية المخصصة لدعم المناعة، بينما الأدوية وحدها لن تخلص الجسم من الطفيليات، وبالتالي يظل خطر عودة المرض قائما إذا حدث ضعف في المناعة.