4.2 مليار دولار لتمويل العمليات الإنسانية في العام 2025
أمستردام: 2 يناير 2025: راديو دبنقا
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن خطته لمواجهة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة في السودان للعام 2025.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، أن هناك ضرورة لاستمرار الجهود الموسعة لمعالجة تأثير هذه الأزمة المتصاعدة.
وأكدت المسؤولة الأممية سعي خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية لعام 2025 لتوفير 4.2 مليار دولار أمريكي لتقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى ما يقرب من 21 مليون شخص من الفئات الأكثر ضعفا، واستعادة الخدمات الأساسية، وتوسيع نطاق الحماية، بعد أن كانت الجهات الفاعلة الإنسانية قد نجحت في إيصال المساعدات الحيوية إلى 12.7 مليون شخص في عام 2024.
وأضافت منسقة الشؤون الإنسانية إن السودان يعاني منذ أبريل 2023 من أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب الصراع المدمر المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وأن أكثر من نصف السكان هم الآن في حاجة إلى مساعدات إنسانية ومساعدة عاجلة في مجال الحماية، بمن فيهم 16 مليون طفل.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن انعدام الأمن الغذائي الحاد وصل إلى مستويات تاريخية، مع تأكيد ظروف المجاعة في أجزاء من شمال دارفور وأن الملايين معرضون لخطر المجاعة بشكل مباشر، لا سيما في المناطق المتضررة من النزاع في دارفور والخرطوم وكردفان.
ونوهت كليمنتين نكويتا سلامي إلى أن الحرب أدت إلى نزوح أكثر من 8 ملايين شخص داخليا منذ النزاع، مما يجعل السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، بينما فر أكثر من 3 ملايين إلى البلدان المجاورة. كما انهارت الخدمات الأساسية، وانخفضت معدلات التطعيم، ووصل العنف – بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي – إلى مستويات مروعة.
وشددت منسقة الشؤون الإنسانية على ضرورة خفض تصعيد النزاع ووصول المساعدات الإنسانية دون قيود، بما في ذلك عبر الحدود وخطوط النزاع، لمكافحة المجاعة وتمكين العمل الإنساني على نطاق أوسع. وأن تظل مركزية الحماية في طليعة الاستجابة الإنسانية في السودان، وضمان حماية السكان المستضعفين من المزيد من الأذى، مع معالجة مخاطر الانتهاكات والاستغلال والعنف المنتشرة.
أزمة أمن غذائي غير مسبوقة
وتشير خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للعام 2025 إلى أن ما يقدر بنحو 11.5 مليون شخص نزحوا قسرا في السودان، بما في ذلك 2.7 مليون نازح قبل أبريل 2023، مما يجعل السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم. يشكل الأطفال أكثر من نصف السكان النازحين.
وتقدر الخطة أن السودان يعاني أيضا من أزمة أمن غذائي غير مسبوقة، حيث يواجه ما يقرب من 26 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد اعتبارا من أواخر سبتمبر 2024، ومن المتوقع أن يزداد سوءا. الوضع صعب بشكل خاص بالنسبة لأولئك المحاصرين في مناطق النزاع النشطة، بما في ذلك ولايات الجزيرة وشمال دارفور والخرطوم ومنطقة كردفان.
وقالت الخطة إن عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة وصل إلى 30.4 مليون بالمقارنة مع 24.8 مليون شخص في تقديرات خطة الاستجابة السابقة وبزيادة تبلغ 23%. ويتوزع الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة على 188 محلية ويمثلون 64% من سكان السودان الذين يقدر عددهم بحوالي 47.5 مليون شخص ويأتي الطعام في مقدمة الاحتياجات تليه الخدمات الطبية ومن ثم الماء الصالح للشرب.
وتعتبر خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للعام 2025 أن 2.3 مليون شخص في 9 مناطق، معظمهم في دارفور وكردفان، يواجهون مستوى كارثي من الاحتياجات الإنسانية. وتتركز المناطق الأكثر حوجة للمساعدات في جنوب دارفور والجزيرة والخرطوم وشمال دارفور، حيث يحتاج 11.4 مليون شخص (38% من إجمالي عدد الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة) إلى مساعدة عاجلة.
تشير الدراسات الاستقصائية التغذوية الأخيرة إلى تدهور الوضع بشكل كبير، حيث أفاد 30 من أصل 38 مسحا عن وصول مستويات سوء التغذية الحاد الشامل إلى نسبة 15% أو أكثر وسط الأطفال وهي مستويات تصنف على أنها مستوى طوارئ لمنظمة الصحة العالمية. كما أن ثلاث دراسات استقصائية سجلت وصول معدلات سوء التغذية الحاد والشامل إلى 30% وما فوق، ما يعني الوصول إلى عتبة المجاعة.
ورصدت خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للعام 2025 انخفاض الوصول إلى الخدمات الأساسية بشكل حاد بسبب النزاع. ولا يزال أقل من 25% من المرافق الصحية تعمل في المناطق الأكثر تضررا، وانخفضت التغطية الوطنية بالتطعيم من 85% قبل النزاع إلى حوالي 50%.
محاور عمل الخطة
وترتكز خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لعام 2025 التي أعلن عنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على تحليل مشترك للاحتياجات الإنسانية في السودان بناء على ثلاث صدمات رئيسية: النزاعات والفيضانات وتفشي الأمراض، وتأثيرها على السكان والخدمات الأساسية.
تسعى خطة الاستجابة لعام 2025 إلى دعم 20.9 مليون شخص بمساعدات وخدمات عاجلة لإنقاذ الأرواح، مما يتطلب تمويلا بقيمة 4.2 مليار دولار. وقد نظرت عملية التخطيط في شدة الاحتياجات في المناطق المتضررة من النزاع، بما في ذلك دارفور وكردفان والخرطوم، والحاجة الملحة إلى تأمين وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات الإنسانية دون عوائق عبر معالجة عوائق الوصول مع تعزيز الاستفادة من مبادئ التشغيل المشتركة التي أقرها الفريق القطري الإنساني، إلى جانب توسيع نطاق العمليات عبر الحدود من تشاد والوصول عبر جميع نقاط العبور التي يمكن الوصول إليها.
وتركز الخطة على تمكين دور المجتمعات المحلية في تعزيز الاستجابة الإنسانية مع وضع استراتيجية تشغيلية واضحة لدعم النازحين داخليا في المجتمعات المضيفة وتعزيز الاستجابة المتكاملة عبر تقديم الحد الأدنى من حزم الخدمات متعددة القطاعات.
وتعمل خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للعام 2025 على إعطاء الأولوية لإدماج الفئات الضعيفة وحقوقها – مثل الأقليات والنساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن – في الوصول العادل إلى المساعدات الإنسانية وكذلك تعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين النساء والفتيات في العمل الإنساني.
وتوصي الخطة بتوسيع نطاق المساعدة النقدية متعددة الأغراض وكذلك التحويلات الجماعية والتي تساعد على تعزيز كفاءة وفعالية الاستجابة، وتلبية الاحتياجات المتنوعة للأسر المتأثرة بالصراع.