غريق كمبال: ولاية نهر النيل دخلت هذا الموسم دائرة الزراعة المطرية
تقرير: سليمان سري
أكد نائب رئيس اتحاد مزارعي القطاع المطري غريق كمبال عن دخول ولاية نهر النيل دائرة الزراعة المطرية. وأكد أن هذا الموسم يحمل بشريات بانتاجية عالية في محاصيل الذرة والسمسم برغم ظروف الحرب وخروج مناطق أخرى بسبب الحرب، مشيرًا إلى أن الموسم لم يخلو من المشاكل التمويل المصرفي.
وتوقع كمبال في حديثه لـ”راديو دبنقا” أن يحدث دخول ولاية نهر النيل دائرة الزراعة المطرية فارقًا كبيرًا بانتاجيتها العالية من المحاصيل خاصة الذرة، مشيرًا إلى أن ذلك سيعوض الفرق الذي حدث في ولايات سنار في منطقة الدالي والمزموم بسبب الحرب.
خروج ولايات:
وقال إنه لم يكن من المتوقع أن تتم الزراعة في ولاية نهر النيل كونها تعيش في حالة جفاف ولاتهطل فيها أمطار إلا نادرًا وبهذه المساحات الواسعة لولا التحولات والتغيرات المناخية، والتي ساهمت بشكل كبير في نجاح الزراعة المطرية.
واشار نائب رئيس اتحاد مزراعي القطاع المطري إلى أن الولاية الأساسية التي تساهم بأكبر انتاج في الزراعة المطرية، تتمركز في ولايات القضارف والتي وصفها بالولاية الرائدة في القطاع المطري، تليها النيل الأزرق، سنار والنيل الأبيض وجنوب كردفان.
أكد أن ولاية القضارف استطاعت زراعة أكثر من 9 مليون فدان تليها الولايات القريبة منها ولايتي النيل الأزرق والأبيض بينما زرعت ولاية جنوب كردفان 2 مليون ونصف فدان في المنطقة الشرقية. بينما تنتشر مواقع الزراعة المطرية في السودان في ولايات كسلا والقضارف وكل ولايات دارفور وكردفان وسنار، النيل الأبيض والأزرق.
وقال إن الزراعة بدأت في شهر يونيو الماضي وسيبدأ الحصاد في منتصف أكتوبر لمحصول السمسم ثم الذرة في نوفمبر وديسمبر، لكنه قال بأن بعض ما سماها بالمحاصيل السريعة التي خرجت والمتمثلة في الفول وعيش الريف والذرة الخفيفة فقد تم حصادها بكميات كبيرة.
واعتبر أن الموسم الزراعي الحالي لم يخلو من المشاكل والمعوقات واعتبر أن الحرب شكلت هاجس كبير لكثير من المزارعين، خاصة في ولاية سنار، إضافة إلى الجزء الغربي والشمالي من ولاية النيل الأزرق، فضلًا عن خروج معظم ولايات غرب السودان من التمويل المصرفي، سواء كان عبر البنك الزراعي أو البنوك الأخرى، مشيرًا إلى أنها أثرت على المزارعين بصورة كبيرة.
لكنه أكد بأن المزارعين باجتهادهم تجاوزوا معضلة التمويل المصرفي وتمكنوا من زراعة مساحات واسعة، توقع أن تغطي الانتاجية حاجة السودان والدول المجاورة. وقال إنَّ الموسم الحالي جيد إلى حدما رغم ظروف الحرب والاضطرابات التي تواجهها البلاد.
البنوك والإعسار:
وحول الإعسار الذي يواججه المزارعين قال نائب رئيس مزارعي القطاع المطري في المقابلة مع “راديو دبنقا” أن هنالك تحسن كبير حدث في التعامل بين المزارعين والأجهزة المصرفية المختلفة، وبين المزارعين خلال الأزمة الناشبة جراء الحرب.
وقال كمبال إنّ بنك السودان أصدر منشورًا ألزم فيه كل المصارف بعد ملاحقات المزارعين قضائيًا لفترة العام ونصف “18 شهرًا” ولايتم قبض أي مزارع لديه مديونية، مشيرًا إلى أن كل المزارعين أحرار ولايوجد مزارع قيد الحبس بسبب المديونات.
وامتدح دور البنك الزراعي في التعامل مع المزارعين المعسرين ولم يحرك أي إجراءات قانونية لملاحقتهم وأمهلهم عام كامل لفرصة السداد، وعبر عن أمله في أن يتوفق المزارعين في سداد مديونياتهم من خلال الانتاجية العالية المتوقعة خلال العام.
وناشد كمبال، البنك الزراعي في التخفيف على المزارعين بتسهيل عملية سداد المديونية وقال “يجب التحرك مع المزارعين في عملية السداد، حتى يتمكن المزارعين من سداد المديونيات القديمة بأسعار مجزية، ومراعاة لظروف التضخم الذي حدث نتيجة لارتفاع سعر العملة الأجنبية “الدولار” وهذا التضخم كان متوقعًا أصلًا بشكل كبير”.
تكاليف باهظة وانتاجية عالية:
وأوضح نائب رئيس اتحاد القطاع المطري غريق كمبال لـ”راديو دبنقا” أن سعر جوال الذرة زنة 90 كلجم كان في حدود 25 ألف جنيه في آخر موسم، بينما بلغ سعره في هذا الموسم مابين 120 ـــ 150 ألف جنيه، داعيًا إدارة البنك الزراعي بتطوير تعاملاته مع المزارعين بمواكبة هذه الزيادات وأن يتقدم خطوات بالقليل من التنازلات كي يتمكَّن المزارعين من أن يوفوا بالتزاماتهم تجاهه.
ولفت إلى أن تكلفة الزراعة لهذا الموسم ارتفت بصورة عالية بسبب المضاعفات في أسعار مدخلات الانتاج وقال إنَّ المبيد أسعاره تضاعفت من 7 ــ 10 جنيه لسعر اللتر، وصل الآن مابين 60 ــ 70 جنيه، وأضاف أن الجازولين أيضًا أسعاره تضاعفت بشكل فظيع في بعض المناطق، مشيرًا إلى أن سعر برميل الجازولين قفز من 180 ــ 200 جنيه إلى أكثر من مليون جنيه.
واعتبر أن هذه الزيادات كبيرة في مدخلات الانتاج وقال إنَّها ستنعكس على تكلفة الزراعة ما يشكل عبء على المزارع، ما يتطلب مراعاة هذه التكلفة ووضع حد معين للأسعار في شراء المحصول من المزارع خلال فترة الموسم.
ورأى بأن هنالك كمية ضخمة من السمسم تمت زراعتها في الموسم الحالي وقال يمكن أن تساهم بشكل كبير جدًا في الصادر، ويمكن أن تكفي للاحتياجات المحلية للمواطنين، كما اعتبر أن الكمية المزروعة من محصول الذرة كبيرة، يمكن أن تساهم في تأمين الغذاء وتجاوز مرحلة الفجوة الغذائية وحدوث مجاعة.
ولفت كبير مزارعي القطاع المطري إلى أن المزارعين تمكنوا من الزراعة في كل المناطق التابعة للحكومة، والخاضعة للحركة الشعبية لتحرير السودان، وحتى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع تمكن المزارعين من الزراعة فيها بمساحات كبيرة وأكد على أن المزارعين سيساهمون في تأمين الغذاء.