الحكومة السودانية تغلق ملف “الإيقاد” وتقرر تجميد عضويتها
بورتسودان: السبت 19/يناير/2024م
أغلقت الحكومة السودانية ملف الهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد” رافضة بذلك أي مبادرات أو وساطة تتعلق بوقف الحرب وتحقيق السلام، وقررت في تصعيد جديد، تجميد عضويتها في المنظمة، بعد أيام من اخطارها المنظمة بتجميد التعامل معها، وأعلنت أنها غير ملزمة ولايعنيها مايصدر من “الإيقاد”.
وقالت وزارة الخارجية في تصريح صحفي بأن رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قد بعث برسالة خطية صباح اليوم السبت لرئيس جمهورية جيبوتي، إسماعيل عمر جيله، رئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها في المنظمة.
وتأتي هذه التطورات في سياق العلاقة المتوترة، أصلًا، بين الحكومة والمنظمة الإفريقية “إيقاد”، منذ القمة الطارئة التي انعقدت في جيبوتي رئيسة الدورة الحالية، في ديسمبر من العام الماضي والتي رفضت فيها الحكومة مخرجات الاجتماع وبعثت بخطاب احتجاج رسمي رافضة الاعتراف بما جاء فيها.
وذكرت الخارجية في بيانها أن قرار التجميد جاء نتيجة لتجاهل المنظمة لقرار السودان، الذي نقل إليها رسميًا بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص الوضع الراهن في السودان. ومع ذلك تم إدراج بند حول السودان في قمة رؤساء الدول والحكومات الاستثنائية الثانية والأربعين، التي انعقدت، الخميس، بالعاصمة اليوغندية كمبالا، وقاطعها السودان، وحمل بيانها الختامي عبارات تنتهك سيادة السودان، وتستفز مشاعر ضحايا الفظائع التي ترتكبها المليشيا المتمردة وذويهم، حسب ماودر في البيان.
وأوضح الخطاب أن حكومة السودان غير ملزمة ولا يعنيها كل ما يصدر من إيقاد في الشأن السوداني.
وقاطعت الحكومة السودانية القمة الأخيرة رقم 42 التي انعقدت بالعاصمة اليوغندية كمبالا وأكد البيان أن ما يدور في السودان هو شأن داخلي، وأن استجابة الحكومة السودانية للمبادرات الإقليمية لا تعني التخلي عن الحق السيادي في حل مشكلة السودان بواسطة السودانيين.
ورأت، في ذات البيان، أنه ليس هنالك ما يستوجب عقد قمة لمناقشة أمر السودان قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة” التي عقدت في جيبوتي في 9 ديسمبر المنصرم.
وغابت الحكومة السودانية عن حضور القمة، غير أن ذلك لم يمنع الزعماء الأفارقة من مناقشة البند المتعلق بالسودان، حيث تلقوا إحاطة شاملة من قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حول رؤيته لوقف الحرب، بينما شارك رئيس تنسيقة القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” في لقاء تشاوري قد فيها رؤية التنسيقية لوقف الحرب وتحقيق السلام.
وعرضت “إيقاد” بحسب البيان الختامي وساطتها للمرة الثانية على طرفي النزاع في السودان، وأعلنت عن استعدادها لتقديم مساعيها لتسهيل عملية سلام شاملة لإنهاء الصراع، بالتعاون الوثيق مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين والاتحاد الأفريقي والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية. وأشارت إلى التزام أطراف النزاع بعقد اجتماع مباشر في غضون 14 يومًا.
وشدد القادة الأفارقة على أن جمهورية السودان ليست ملكاً لأطراف الصراع فحسب، بل للشعب السوداني، وجددوا دعوتهم إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وكذلك وقف الأعمال القتالية لإنهاء هذه الحرب، التي تؤثر على شعب السودان تمهيداً للمضي قدماً في الطريق للحوار السياسي.