ذكر تقرير دولي أن الصراع أعاق وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين إلى براثن المجاعة ـ مصدر الصورة ـ موقع أخبار الأمم المتحدة.

كمبالا: 2 اغسطس 2024: راديو دبنقا
سارعت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين الى الترحيب بإعلان الامم المتحدة المجاعة في معسكر زمزم للنازحين 12 كيلومتر جنوبي مدينة الفاشر بشمال دارفور لكنها كشفت عن وضع كارثي يعيشه النازحون في المعسكرات وقالت المنسقية ان معسكرات النازحين بدارفور تشهد يومياً وفيات بمتوسط 20 الى 25 شخص من بينهم أطفال ونساء حوامل وأمهات وعجزة والمسنين وذوي الإحتياجات الخاصة بسبب سوء التغذية الحاد وشح الغذاء وانعدام الدواء والعلاج.
واضافت المنسقية في بيان صحفي حصل عليه راديو دبنقا نرحب بتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة ووكالاتها بتصنيف معسكر زمزم الذي يأوي حوالي 500 ألف نازح منطقة مجاعة في المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو واحد من عدد 171 معسكراَ بولايات دارفور حظي بتسليط الضوء عليه.
في براثن المجاعة
ذكر تقرير للجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي امس الخميس أن الصراع المتصاعد المستمر منذ 15 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع “أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين إلى براثن المجاعة”.
وقال موقع اخبار الامم المتحدة انه وفقاً لتقرير انعدام الأمن الغذائي العالمي فان الاعلان عن تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور السودانية، لا سيما مخيم زمزم للنازحين داخليا، سيستمر خلال الشهرين المقبلين.
وتصنف لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي- التي تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة- انعدام الأمن الغذائي إلى خمس مراحل. والمجاعة هي المرحلة الخامسة من التصنيف وتعني أن واحداً على الأقل من بين كل خمسة أشخاص أو عائلة يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة.
تعميم اعلان المجاعة
وطالب بيان المنسقية العامة للنازحين واللاجئين الصادر عن ناطقها الرسمي آدم رجال لجنة خبراء الأمم المتحدة بأن تعمم هذا الوضع الموجود بمخيم زمزم على كافة المخيمات والمناطق الأخرى في دارفور والسودان في كردفان وجبال النوبة والنيل الازرق والنيل الأبيض والخرطوم والجزيرة وكسلا وغيرها من مناطق السودان.
وأشار إلى أن معسكرات النزوح بدارفور لم تصلها الإغاثة منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل، “إلا جزء يسير جداً وفي حالات نادرة، ولا يوجد طعام في كل المعسكرات ولا حتى في المجتمعات المضيفة”
وذكر البيان أن هذا الوضع المزري ليس فقط في دارفور، وانما في أغلب مناطق السودان، وأضاف “الأكل استنفد والطرق والممرات لعبور المساعدات الإنسانية مغلقة، والناس ما زرعت في الموسم الماضي بسبب التعقيدات الأمنية”. وأوضحت المنسقية بأنه حتى الجزء البسيط من المواد المتوفرة في الأسواق المحلية أسعارها مرتفعة لا يستطيعون شرائها.
دعوة لجهود انسانية
وجهت المنسقية نداءً للأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية لأن يعززوا وجودهم في دارفور والسودان لمكافحة المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، والعمل على فتح كافة المعابر والممرات لعبور المساعدات الإنسانية، وتوسيع نطاق الجهود بسرعة للاستجابة بشكل فاعل لإنقاذ حياة الملايين من الأرواح في السودان ودارفور.
ودعت طرفي النزاع في السودان الى وقف هذا الحرب دون قيد او شرط، إذا لديهم شعور واحساس والانسانية. وأضافت “ما ذنب الاطفال والنساء الذين يموتون يومياً إما بالجوع او بالقذائف المدفعية العشوائية والمتعمدة او بالقصف الجوي.
وفي السياق أعلنت الشبكة الأمريكية لأنظمة الإنذار المبكر للمجاعة (FEWS NET)، امس الخميس، عن مجاعة في معسكر زمزم للنازحين في الفاشر، وقالت إن الأدلة المعقولة تشير إلى تجاوز عتبات المجاعة في المعسكر (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)
واقع قاس
تقول الأمم المتحدة ان عدد السكان بمعسكر زمزم الذي يبعد 12 كيلومتر جنوب مدينة الفاشر تزايد بسرعة خلال الاسابيع الماضية الى ما لا يقل عن 500 ألف شخص، بسبب الاشتباكات المستمرة في مدينة الفاشر والتي أجبرت حوالي 320 ألف شخص على النزوح، من بينهم ما يقدر بحوالي 150 الى 200 ألف نزحوا الى معسكر زمزم بحثاً عن الأمن والخدمات الأساسية والغذاء منذ منتصف مايو الماضي، وأصبح بذلك أحد أكبر معسكرات النازحين في السودان. واوضح التقرير الأممي ان النازحين في المعسكرات يواجهون واقعاً قاسياً يتمثل في شخ الخدمات الأساسية أو انعدامها، مما يزيد من حجم المعاناة.
اسباب المجاعة
وفقاً لتقرير لجنة مراجعة المجاعة، فإن “الاسباب الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع الدائر وعدم وصول المساعدات الإنسانية، وذكر التقرير ان كلا السببين يمكن تصحيحهما فورا بالإرادة السياسية اللازمة”.
وقد أدت القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية- بما فيها العراقيل المتعمدة التي تفرضها الأطراف الفاعلة في النزاع- إلى تقييد قدرة منظمات الإغاثة بشدة على توسيع نطاق جهودها للاستجابة بشكل فعال.
وكشفت الناشطة الحقوقية سهام حسن لراديو دبنقا عن عدم توفر الماء والغذاء مما ينذر بكارثة إنسانية. وأشارت وإن معظم النازحين الذين وصول إلى معسكر زمزم مؤخراً يحترفون الزراعة، وإنهم لم يتمكنوا من الزراعة خلال هذا الموسم بسبب الحصار. ووصفت الوضع في معسكر زمزم بالكارثي والمأساوي، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من الحكومة والمنظمة الدولية لاحتواء الأزمة في معسكر زمزم وعدم توفر مقومات للحياة الإنسانية.

© UNICEF/Mira Nasser شيماء البالغة من العمر ثلاث سنوات، والتي تعاني من سوء التغذية الحاد الشديد، تشرب الحليب العلاجي في مستشفى الأطفال الذي تدعمه اليونيسف في بورتسودان. ــ مصدر الصورة ـ موقع أخبار الأمم المتحدة


تحذيرات
وحذر التقرير لجنة الخبراء الأممية من أن ظروف المجاعة ستتفاقم إذا استمر الصراع ولم يتحقق الوصول الكامل إلى المساعدات الإنسانية والتجارية. وأوصى بضرورة اتباع جميع الوسائل الممكنة للحد من الصراع في السودان أو حله بين الأطراف المعنية. وذكر التقرير أن وقف الأعمال العدائية بالتزامن مع الاستعادة المستدامة للوصول الإنساني أمر ضروري للتخفيف من تدهور الأمن الغذائي والتغذية والصحة الذي يواجهه السكان في الفاشر وأنحاء السودان المختلفة، اضافة الى وقف الأطراف المتحاربة، فورا، أي هجمات على المستشفيات ومجموعات الإغاثة والبنية التحتية المدنية وضمان وصول الجهات الفاعلة الإنسانية والتجارية إلى ولايات دارفور الكبرى دون عوائق.
توقعات قاتمة
وكان تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد حذر من أن الوضع قد يزداد سوءاً في الفترة من أغسطس إلى أكتوبر 2024م بسبب استمرار عدم الحصول على الغذاء، وزيادة خطر الأمراض المعدية، ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية وخدمات التغذية. وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى الخطر المتزايد الذي تشكله الأمراض المنقولة بالمياه، واحتمال تفشي مرض الحصبة بسبب انخفاض تغطية التطعيم وزيادة حالات الإصابة بالملاريا المرتبطة بموسم الأمطار.
وقالت شبكة أنظمة الإنذار المبكر للمجاعة من المحتمل أيضًا أن المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) مستمرة في معسكري ابوشوك والسلام في مدينة الفاشر لكن الأدلة المحدودة المتاحة تقلل من القدرة على تأكيد أو نفي التصنيف.

Welcome

Install
×